الموضوع: حكايـــا العرب
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-21-2021, 12:00 AM
المشاركة 76
عبد الكريم الزين
من آل منابر ثقافية

اوسمتي
الوسام الذهبي الألفية الرابعة الألفية الثالثة وسام الإبداع الألفية الثانية التواصل الحضور المميز الألفية الأولى 
مجموع الاوسمة: 8

  • غير موجود
افتراضي رد: حكايـــا العرب

( 51 )

تقول كتب التاريخ
أن ثلاثة رجال كانوا يشتغلون ( حمّالين ) وكان عند كل واحد منهم حمار ، يحمل عليه متاع الناس ويأخذون عليه أجراً .. وفي نهاية اليوم ، يجلس أربعتهم يتسامرون ..
وذات مساء رفع كل منهم عقيرته وجلس يحلم ,,
فقال أولهم : أحلم أن يكون لي اسطبل فيه من الخيول العربية الأصيلة
وقال ثانيهم : أحلم ببستان مليء بالأشجار المثمرة
وقال ثالثهم : أحلم بأن أكون أميراً للمؤمنين
فضحكوا منه واستهزءوا من حلمه فقال لهم : إذا أنا صرت أميراً للمؤمنين
ماذا تريدون ؟
فقال الأول : أريد اسطبلاً
وقال الثاني : أريد بستاناً
فقال الثالث مستهزئاً : إذا أنت صرتَ أميراً للمؤمنين ، ضعني على حمار وطف بي شوارع الأندلس ، وقل هذا الرجل مجنون
فقال له : لك ما طلبت ..
وراح هذا الحمّال يسعى لتحقيق حلمه ، فباع الحمار ، وانتسب إلى رجال العسس ، (الشرطة ) وأخلص في عمله أيما إخلاص ، حتى صار له اسم بين رجال العسس ..
ولما مات مدير الشرطة ، لم يجدوا أكفأ منه ليكون مديراً للشرطة ، فأخلص في عمله وصار من كبار رجالات الأندلس ..
ولعد مدة زمنية ،، توفي أمير المؤمنين ، فلم يجدوا أكأفأ منه ليكون أميراً للمؤمنين ريثما تتم البيعة لأمير مؤمنين جديد ..
فجلس على كرسيه ونادى : يا حاجب ، إذهب إلى فلان وفلان وفلان ، أصدقائه الذي وعدهم بتحقيق رغباتهم إن هو صار أميراً للمؤمنين ... فجاءوا يهللون ويكبرون ويباركون له بالإمارة ،
فقال لهم : أتذكرون يوم كذا وكذا ؟ يوم وعدنكم أن ألبي كل ما طلبتم
فقال للأول : ماذا طلبت ؟ قال الأول : كنت أحلم باسطبل ,
فنادى أمير المؤمنين على الحاجب ، قائلاً : يا حاجب اذهب . وأعطه طلبه
وكذلك حصل مع الثاني ..
وجاء دور الثالث ، فقال له : هل تذكر ما طلبت ؟
فقال : يا سيدي كنت أمزح .
فقال أمير المؤمنين : قل ما طلبت وإلّا أمرت بالسيف والنطع وقطعت رأسك
قال : قلت ياسيدي ، ضعني على حمار وطف بي شوارع الأندلس وقل هذا الرجل مجنون ،
فقال أمير المؤمنين : لك ما طلبت ، ونادى يا حاجب ، ضع هذا الرجل على حمار وطف به شوارع الأندلس وقل : هذا الذي لم يكن يؤمن بأن الله على كل شيء قدير

ملاحظة ،، القصة رويتها بأسلوبي ، لأني قرأتها منذ عشرات السنين وما زلت أحفظها لكثرة ما رددتها على مسامع أولئك الذين يستكبرون أحلام الآخرين
تحية طيبة أستاذة ناريمان
أسلوبك ممتع في الحكي.
ولك وافر الشكر على مجهودك الكبير.
هذه القصة أظنها قصة الحاجب المنصور بن أبي عامر مؤسس الدولة العامرية بالأندلس مع جماعة من أصدقائه.
تحياتي وتقديري