الموضوع: حكايـــا العرب
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-20-2021, 11:05 PM
المشاركة 75
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: حكايـــا العرب

( 51 )

تقول كتب التاريخ
أن ثلاثة رجال كانوا يشتغلون ( حمّالين ) وكان عند كل واحد منهم حمار ، يحمل عليه متاع الناس ويأخذون عليه أجراً .. وفي نهاية اليوم ، يجلس أربعتهم يتسامرون ..
وذات مساء رفع كل منهم عقيرته وجلس يحلم ,,
فقال أولهم : أحلم أن يكون لي اسطبل فيه من الخيول العربية الأصيلة
وقال ثانيهم : أحلم ببستان مليء بالأشجار المثمرة
وقال ثالثهم : أحلم بأن أكون أميراً للمؤمنين
فضحكوا منه واستهزءوا من حلمه فقال لهم : إذا أنا صرت أميراً للمؤمنين
ماذا تريدون ؟
فقال الأول : أريد اسطبلاً
وقال الثاني : أريد بستاناً
فقال الثالث مستهزئاً : إذا أنت صرتَ أميراً للمؤمنين ، ضعني على حمار وطف بي شوارع الأندلس ، وقل هذا الرجل مجنون
فقال له : لك ما طلبت ..
وراح هذا الحمّال يسعى لتحقيق حلمه ، فباع الحمار ، وانتسب إلى رجال العسس ، (الشرطة ) وأخلص في عمله أيما إخلاص ، حتى صار له اسم بين رجال العسس ..
ولما مات مدير الشرطة ، لم يجدوا أكفأ منه ليكون مديراً للشرطة ، فأخلص في عمله وصار من كبار رجالات الأندلس ..
ولعد مدة زمنية ،، توفي أمير المؤمنين ، فلم يجدوا أكأفأ منه ليكون أميراً للمؤمنين ريثما تتم البيعة لأمير مؤمنين جديد ..
فجلس على كرسيه ونادى : يا حاجب ، إذهب إلى فلان وفلان وفلان ، أصدقائه الذي وعدهم بتحقيق رغباتهم إن هو صار أميراً للمؤمنين ... فجاءوا يهللون ويكبرون ويباركون له بالإمارة ،
فقال لهم : أتذكرون يوم كذا وكذا ؟ يوم وعدنكم أن ألبي كل ما طلبتم
فقال للأول : ماذا طلبت ؟ قال الأول : كنت أحلم باسطبل ,
فنادى أمير المؤمنين على الحاجب ، قائلاً : يا حاجب اذهب . وأعطه طلبه
وكذلك حصل مع الثاني ..
وجاء دور الثالث ، فقال له : هل تذكر ما طلبت ؟
فقال : يا سيدي كنت أمزح .
فقال أمير المؤمنين : قل ما طلبت وإلّا أمرت بالسيف والنطع وقطعت رأسك
قال : قلت ياسيدي ، ضعني على حمار وطف بي شوارع الأندلس وقل هذا الرجل مجنون ،
فقال أمير المؤمنين : لك ما طلبت ، ونادى يا حاجب ، ضع هذا الرجل على حمار وطف به شوارع الأندلس وقل : هذا الذي لم يكن يؤمن بأن الله على كل شيء قدير

ملاحظة ،، القصة رويتها بأسلوبي ، لأني قرأتها منذ عشرات السنين وما زلت أحفظها لكثرة ما رددتها على مسامع أولئك الذين يستكبرون أحلام الآخرين