عرض مشاركة واحدة
قديم 09-22-2010, 04:19 AM
المشاركة 44
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد
( القلب حرم الله عز وجل )
-------------------------------------


إن هناك بعض الروايات في المجاميع الروائية ، هي رواية في جملة واحدة، ولكن تعد من الروايات المفتاحية الاستراتيجية..
إن في عالم السير الأنفسي والتهذيب الأخلاقي ، عندنا مجموعة من الروايات المفتاحية ، التي تنفتح منها أبواب كثيرة ..
قد يُفتح للبعض باب واحد ، وقد يُفتح للبعض عشرات الأبواب ..
فالإنسان كلما ترقى درجة ، كلما زاد استيعابه للحقائق الربوبية ، عن أمير المؤمنين ( عليه ِ السلام ) :
( إن هذه القلوب أوعية ، فخيرها أوعاها ) ؛ أي أكثرها استيعابا ..
فمن معاني شرح الصدر ، أن يتلقى القلب المعاني الإلهية بشكل واضح ومعمق .

أنه بإمكان الإنسان أن يعلق نفسه بأشياء كثيرة ، مثلا :
حب الزوجة من الإيمان ، وحب الأهل من الإيمان ، وحب الأوطان من الإيمان ؛ ولكن حب الله - عز وجل - لا يشاركه شيء .. وبعبارة أخرى :
إن جعلنا القلب بمثابة بناء له طوابق : فإن هناك طابقا لا يدخله أحد إلا هذا العنصر ، وهو الحب الإلهي ..
أما الطبقات السفلى فليكن لحب : الزوجة ، والأولاد ، وحب المال ؛ ولا مانع من ذلك ، قال صلى الله عليه وآله وسلم :
( من قتل دون ماله فهو شهيد ، ومن قتل دون أهله فهو شهيد ، ومن قتل دون دينه فهو شهيد ، ومن قتل دون دمه فهو شهيد ) ..
المؤمن يحب أشياء كثيرة في هذه الحياة، ولكن هناك نقطة في القلب ، أو جهة في القلب ، أو مكان في القلب ؛ هذا المكان لا يدخله إلا الله عز وجل .
لو تركت الأمر دون مجاهدة ، من الممكن أن يتسلل حب الله - عز وجل - من القلب ..
كما يحدث في بعض البلدان ، عندما تخفّ الرقابة على حدودها ، يتسلل بعض الأفراد بشكل غير قانوني إلى تلك البلاد ..
وكذلك إذا ترك القلب دون مراقبة ، قد تتسلل بعض الأمور إلى قلب المؤمن .. وبالتالي ، يسكن قلبه حب غير الله عز وجل .

إن الشيء إذا استقر في القلب يصبح أميرا ، فالزوجة إذا دخلت القلب -ا لمكان الذي هو وقف لله عز وجل - أصبحت هي التي تأمر وتنهى ، وإن كان الأمر يخالف الأمر الإلهي ..
عن علي -‏ عليه السلام - قال :
( يأتي على الناسِ زمان : همّتُهم بطونهم ، وشرفُهُم متاعهم ، وقبلتهم نساؤهم ، ودينهم دراهمهم ودنانيرهم ؛ أولئك شرار الخلق ، لا خلاق لهم ... ) ..
فالمرأة بعض الأوقات تتحول إلى صنم يعبد ، وكذلك العكس الرجل يتحول إلى صنم يُعبد ..
قد تأمر المرأة الرجل بأمر خلاف الشريعة ، فيرى الرجل نفسه مطيعا لها ؛ ومعنى ذلك أن هذا القلب خرج من كونه حرما لله عز وجل
.

22 / 9 / 2010