عرض مشاركة واحدة
قديم 05-09-2021, 07:56 AM
المشاركة 11
ثريا نبوي
المراقب اللغوي العام
الشعراء العرب

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية التميز الألفية الأولى القسم المميز شاعر مميز المشرف المميز 
مجموع الاوسمة: 8

  • موجود
افتراضي رد: ثريا نبوي وأمل دنقل بين الشيوخ والمسوخ.. بقلم د. محمد عباس
قصيدة "لا تسأموا " : رائعة من الروائع الشعرية الحديثة التي تحمل بكل تأكيد لواء القصيدة العربيَّة الإسلامية الأصيلة، في الوقْت الذي تنصَّل فيه شعراءُ كثْر في عالمنا العربي منها، فسلخوها من قيمها ومن هويتها، عبر استيراد أساليب لا تناسبها، وأفكار منحرفة نبتتْ في تُربة غربيَّة غريبَةٍ عن تربتِنا العربيَّة الإسلامية، ممَّا أثْمر شعرا لا طعم لَه ولا روح فيه، شعر لا تعرف له غاية، ولا يهتدي إلى هدف،،وقد ألْقَوا به بعيدًا في متاهات الغموض وضلالات المضمون...!!!
الشعر رسالة من إنسان متمرد بطبعه على كل ما هو سلبي وظلامي ومزيف ...إنسان وُهِبَ قدرة خاصة على قراءة الواقع واستشراف الغد ، مع قدرة تعبيرية تخترق المشاعر الحية وتوقظ فيها الوعي المغيَب...إنسان ينظر للواقِع بعين النَّاقد البصير الحريص على مصلحة الأمَّة، لا بِعين المنافق والمحابِي على حساب فِكْرِه واعتِقاده ومصلحة أمَّته،
وما قيل هنا ينطبق على الإنسانة الناقدة والشاعرة القديرة "ثريا نبوي"حفظها الله، وأدامها منارة في دروب الحائرين.
تحياتي الخالصة وشكري للدكتور محمد عباس ولكل الناقدين والدارسين الغيورين على الأصالة العربية الإسلامية..
وردي وليته يكفي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
حضورٌ ولا أروع لأديبٍ تسبِقُ إنسانيتُهُ حروفَه وبلاغتَه، مَوسوعيّ الثقافةِ لا يُعييهِ النطقُ بكلمةِ الحق
وحسبُ الأدب والارتقاءِ به كلُّ هذه الشمائل، وحسبي أن يشهد لي بما كتبَهُ بحروفِ الياقوت

وربما كان حديثُكَ أخي الرائع عن المُستوردِ من القوالب، مُنصبًّا على شِعرِ الحداثة، وكل ما كتبتَهُ صحيحٌ لا اختلافَ عليه
وقد تناولتْهُ قديرتُنا المبدعة الياسمين في مقالةٍ شديدة الإبهار تحت عنوان: آخر موعدٍ لتقديم الاعتراضات

في رأيي المتواضع: أن دُنقُل -وهذه شهادةٌ للهِ - لم يكن شاعرًا حداثيًّا، فقد كان مرتبطًا، وبشدّة، بهويته الإسلامية
عندما كتب ق: مقابلة خاصة مع ابن نوح (وقد استوحاها من قصة الطوفان، وإن حملتْ سفينةُ القصيدة الأشرارَ لا الأخيار؛ ولهذا مغزًى خاصٌّ برؤيته التمردية على الواقع) وقصيدته: الخيول (استوحاها من سورةِ العاديات؛ ليسكبَ فيها حزنه على المآلات بعد اندثار مجد الأمة والفتوحات) .. حتى ق: اسبارتاكوس؛ كان التمرد فيها مُستوحًى من رفض إبليس الأمر الإلهي، وقد دوَّرَ هذا الرفض في النصّ كله بالبناءِ على محوريته وأهميته في التغيير ؛ وقد قِيلَ في مدخل القصيدةِ الكثير وهو: (المجدُ للشيطانِ معبودِ الرياح) بوصفِهِ تمرُّدًا على القيمِ الدينية والعقيدة، وهناك مَن خفف الهجمةَ قائلًا: ولكنه كان تمردًا جزئيًّا، انتهى في بدءِ النصّ؛ ولكنني لم أرهُ كذلك.
فقد وظَّفَ الفكرةَ داخل النص كله؛ كما فعل في مقابلتِه مع ابنِ نوحٍ، وكما في وصفِهِ للخيول التي بدا ساخرًا منها، فما عادتْ عادياتٍ ولا ضابحات. هو حُزنٌ ممتدّ عَبر أشعارِهِ رفضا للواقع وسعيًا إلى التغيير.

وأرى أن انتشار جملةٍ بعينها من داخل ق سبارتاكوس وهي(لا تحلَموا بعالَمٍ سعيد) حدَّ البحثِ بها على الغوغل؛ قد أساء كثيرًا إلى القصيدة وإن تسبب في شهرتِها، فقد كانت اجتزاءً فُهِمَ منه أن دنقل يُسيء إلى الشهداء، وهو ما لم يحدث، بل إن الشهيد لم يرِد ذِكرُهُ ولو مرةً واحدة، وعلى المتشككين أن يقرؤوا النص كاملًا، فقد كانت الأحداثُ في حِقبةٍ وثنيةٍ من تاريخِ روما الزاخر بظلم العبيد، حدّ التَّسَلِّي بقصفِ رقابِهم تحت المقاصل، وبصراعهم مع الوحوش.
وقد حدث هذا الاجتزاءُ أيضًا مع ق مُظَفَّرِ النُّوَّاب(وتريّات ليلية) والتي ذاعَ صِيتُها بالبحث عن جملةٍ منها وهي: (القُدسُ عروسُ عروبتِكم)؛ غير أنّ البحث بهذه كان إضافةً إلى رصيدِ الشاعر العراقيّ الثائرِ إيجابًا، وليس سلبًا كما حدث مع دنقل.

عُذرًا للإطالة؛ وقد راقني تبادلُ الحديث معك استكمالًا للمنافحة عن أمل دنقل

وأما جملةُ الختام التي ذيّلتَ بها مع أشذاءِ حضورِك:
وردي وليته يكفي
فلا تكفي أسفارُ الثناء ردًّا عليها وإن كُتِبَتْ بكل الأبجديات

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة