عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
14

المشاهدات
8252
 
عبدالأمير البكاء
من آل منابر ثقافية

عبدالأمير البكاء is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
342

+التقييم
0.07

تاريخ التسجيل
Mar 2010

الاقامة
العراق / النجف الأشرف

رقم العضوية
8844
08-23-2010, 12:23 PM
المشاركة 1
08-23-2010, 12:23 PM
المشاركة 1
افتراضي الوجوه والنظائر في القرآن الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الوجوه والنظائر: علمٌ من علوم تفسير ألفاظ القرآن الكريم ، أقدمه مع شغاف القلب

بين يدي أحبتي علّي أنفع به إخوة لي وأخوات في هذا الشهر المبارك ، شهر

رمضان الكريم أعاده الله على الجميع باليمن والبركة .

تعريفٌ بالوجوه والنظائر: النظائر هي أن تكون نفس اللفظة في القرآن الكريم قد

ُذكرت عدة مرات في آيات مختلفة ، بلفظ واحد وحركة واحدة ، لكنها تختلف في

المعنى عن نظيرتها في آية أخرى وبحسب السياق، كمثل لفظة (حميم ) فهي في

قوله تعالى ( ولايُسألُ حميمٌ حميما ) تعني القريب في الدم ، لكنها تعني ( الحار)

في قوله تعالى ( وسُقوا ماءً حميما فقطّعَ أمعاءَهم ) . أما معنى الوجوه : فهي

تفسير كل لفظة بالمعنى الذي يختلف عن معنى نظيرتها في آية كريمة

أخرى............متابعة شيقة أرجوها لكم مع الجزء الأول من الوجوه والنظائر.

1/ اللباس / وتفسيرها يأتي على أربعة وجوه : الوجه الأول بمعنى (يخلطون )

وذلك في قوله تعالى في البقرة (ولاتلبسوا الحقَّ بالباطل )أي لاتخلطوا ، ونظيرها

في آل عمران ( لِمَ تلبسون الحق بالباطل ) أي تخلطون ..... الوجه الثاني : بمعنى

( السّكَنْ ) وذلك في قوله تعالى في البقرة ( هنَّ لباسٌ لكم وأنتم لباسٌ لهنَّ ) يعني

نساؤكم سكنٌ لكم وأنتم سكن لهن ، ومثلها في الفرقان ( وجعلنا الليلَ لباسا ) أي

سكنا ...... الوجه الثالث بمعنى (الثياب التي تـُلبس ) فذلك في قوله تعالى في

الأعراف ( قد أنزلنا عليكم لباسا يُواري سَوءاتكم )أي الثياب ، ومثلها في حم

الدخان ( يلبسون من سندس وإستبرق) ..... الوجه الرابع بمعنى ( العمل الصالح

) وذلك في قوله تعالى في الأعراف ( ولباسُ التقوى ذلك خيرٌ ) أي العمل الصالح .
2/ الفرقان / وتفسيرها يأتي على ثلاثة وجوه : الوجه الأول بمعنى (النصر)

وذلك في قوله تعالى في البقرة ( وإذ آتينا موسى الكتابَ والفرقان ) أي النصر إذ

فرّق بين الحق والباطل فنصر موسى عليه السلام وأهلك عدوه ، ومثلها في الأنفال

(وما أنزلنا على عبدِنا يومَ الفرقان ) أي يوم النصر..... الوجه الثاني بمعنى (

المَخرج ) وذلك في قوله 0تعالى في البقرة ( وبيّناتٍ من الهُدى والفرقان) أي

المخرج في الدين من الشبهة والضلالة ..... الوجه الثالث بمعنى (القرآن ) وذلك

في قوله تعالى في الفرقان ( تباركَ الذي نزّلَ الفرقانَ على عبدِه )

3/ النشوز/ وتفسيرها يأتي على أربعة وجوه : الوجه الأول بمعنى ( العصيان

)وذلك في قوله تعالى في النساء ( واللاتي تخافونَ نشوزَهُنَّ ) أي تعلمون

عصيانهن. ....الوجه الثاني بمعنى ( الأثـَرَة ) ، بأن يتزوج عليها غيرها من
النساء ، وذلك في قوله تعالى في النساء ( وإن امرأة ٌخافتْ من بعلِها نشوزا ) أي
يؤثر عليها امرأة أخرى في الزواج.

.....الوجه الثالث بمعنى ( الإرتفاع بالقيام ) وذلك في قوله تعالى في المجادلة (

وإذا قيل انشزوا فانشزوا يرفع الله ) أي فارتفعوا من مجالسكم .....الوجه الرابع

بمعنى ( الحياة ) وذلك في قوله تعالى في البقرة ( وانظرْ الى العظام كيف نُنشزُها

) أي كيف نحييها

4/ أُمّة / وتفسيرها يأتي على ثمانية وجوه : الوجه الأول بمعنى ( عُصبة ) وذلك

في قوله تعالى في البقرة ( ومن ذريتنا أمة ٌ مسلمة ٌلك ) أي عصبة مسلمة لك ،

ومثلها ( تلك أمة قد خلت ) و ( أمة قائمة ) و ( منهم أمة مقـتصدة ) كلها بمعنى

عصبة ..... الوجه الثاني بمعنى ( مِلـّة ) وذلك في قوله تعالى في البقرة ( كان

الناسُ أمة ًواحدة ) أي مِلة واحدة ، ومثلها ( إن هذه أمتكم امة واحدة ) يعني ملة

الإسلام ملة واحدة ....الوجه الثالث بمعنى ( سنين ) وذلك في قوله تعالى ( وادّكر

بعد أمة ) أي بعد سنين ....الوجه الرابع بمعنى ( قوم ) وذلك في قوله تعالى في

الحج ( ولكل أمة جعلنا منسكا ) أي لكل قوم ......الوجه الخامس بمعنى ( إمام )

وذلك في قوله تعالى في النحل ( إن إبراهيم كان أمة ) أي إماما يُقتدى به ......

الوجه السادس بمعنى (الأمم الخالية ) وذلك في قوله تعالى في يونس ( ولكل أمة

رسول ) و( وإن من أمة إلا خلا فيها نذير ) أي الأمم الخالية .....الوجه السابع

بمعنى ( أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، المسلمون خاصة) وذلك في قوله

تعالى في آل عمران ( كنتم خير أمة أُخرجت للناس ) أي المسلمين خاصة

.......الوجه الثامن بمعنى ( الكفار من أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ) وذلك

في قوله تعالى في الرعد ( كذلك أرسلناك في أمة قد خلت من قبلها أمم ) أي الكفار منهم

5/ التوَفـّي / وتفسيرها على ثلاثة وجوه : الوجه الأول بمعنى ( قبض ذهن الإنسان

الذي يَعقل به الأشياء ويرى به الرؤيا بالذهن الذي ُقبض منه ) وذلك في قوله

تعالى في الأنعام ( وهو الذي يتوفاكم بالليل ) أي يُنيمكم فيقبض ذهن الإنسان الذي

تـُعقـل به الأشياء وتـُترك فيه الروح والحياة ، فهو يتقلب بالروح التي فيه ، ويرى

الرؤيا بالذهن الذي قـُبض منه وذلك في قوله تعالى ( الله يتوفى الأنفس حين موتها

) يعني سبحانه أن الإنسان له حياة وروح ونفـْس ، فإذا نام خرجت منه نفسُه التي

بها تعقِـل الأشياء ، فيرى الرؤيا بالنفس التي خرجت منه لأرض أخرى ، وتبقى

الحياة والروح في الجسد فيهما يتقلب ويتنفس ، فإذا حُرِّكَ عادت إليه النفس

بأسرع من طرفة عين ، وإذا أراد الله سبحانه أن يُميته في منامه أمسك النفس

الخارجة وقبض الروح فيموت في منامه والله أعلم ....الوجه الثاني بمعنى (


القبض إليه في السماء ) وذلك في قول عيسى عليه السلام ( فلما توفيتني كنت أنت

الرقيب عليهم )أي قبضتني إلى السماء وأنا حي ، وذلك أن النصارى تنصّروا بعد

رفع عيسى عليه السلام الى السماء وليس بعد موته ، إذ قال سبحانه ( اني متوفيك

) أي قابضك من بين بني إسرائيل ورافعك إلى السماء وليس مميتك ..... الوجه

الثالث بمعنى (قبض الأرواح وهو الموت ) وذلك في قوله تعالى في السجدة (

يتوفاكم ملك الموت ) أي يُميتكم.

..إلى اللقاء في جزء ثان ٍ ، مع أطيب المنى ، وصيام مقبول وإفطارشهي

ودمتم أحبة