الموضوع: حكمة و فرجة
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-07-2013, 06:44 PM
المشاركة 10
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مستملحة العيد

الأسر تستعد للاحتفال بعيد الأضحى المبارك ، الكل يتأهب لتقديم أضحية تليق بسنة خير المرسلين عليه الصلاة والسلام ، الكل يستحضر صبر إبراهيم و عزمه ، ويستحضر قوة إسماعيل و إيمانه عليهما سلام من الله .
في بلدي يتنافس الناس في كل شيء ، من الأثاث المزلي إلى ملابس الأطفال ، منافسة شرسة على اقتناء " الأفضل " منافسة رمزها التباهي و التظاهر في أغلب الأحوال ، منافسة مكلفة ، تجعل رب البيت يعيش على الاقتراض ، عندما يقترب العيد تتصاعد حمى الخرفان ، فكل أسرة تمني النفس بذبح أكبر خروف في حيها ، كي يحس أطفالها بالفخر وهم يحملون قرونا ملتوية عند الذبح ، و هم يجوبون دروب الحي الضيقة ، كل سيدة منزل تترقب وصول السيارة الحاملة للخروف بقلب خفاق ، تراه يكون سمينا هيكله كبير و منظره جميل ، فيحفظ ماء وجهها أمام الجيران و الأقارب أم تجده غير جدير بما تمنته من صفات فتحمل على زوجها مرغمة إياه على استبداله بما تشتهيه .

جاء رجل من هؤلاء الرجال الذين تبطش بهم الخرفان كل عام عند صديقه يشكو إليه حالته .
ـ صديقي ، هل لي عندك حل لضائقتي ، أنا عاطل عن العمل منذ شهور و لا أملك شيئا قيما أبيعه فأشتري لأسرتي خروف العيد .
ـ ويحك كان عليك أن تتفطن لهذا مبكرا ، فأنا منذ شهور و أنا أهيئ الأسباب لنجاح خطتي ، تصور نجحت في إقناع أسرتي بأن اللحم مضر بالكامل ، فنحن الآن نباتيون .



رغم ذلك لا نبخل أبدا في اختيار الأجود
تقبل الله من الجميع