الموضوع: حكمة و فرجة
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-24-2013, 02:00 PM
المشاركة 4
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

منطق الرياضيات


كان مهووسا بالأرقام ولا يزال ، تـأسره الأشكال فتترأى له دقائقها ، منظم مرتب و كل شيء عنده بمقدار ، خطوته ، ضحكته ، حياته يخضعها لمنطق رياضي صرف ، يقرأ معطياته قراءة جيدة فيقوده حدسه إلى الطريق السليم بمساعدة قوة الافتراض و القدرة على البرهنة والتحكم في احتمال النجاح ، لا تتعبه متواليات الأحداث فهو عارف بدوالها ، قادر على فك تعقيداتها ، بل هي واضحة في قرارة نفسه رسوما بيانية بدقائق انعطافاتها .
رآه مترجلا من سيارة فارهة فاخرة حديثة الطراز ، طفت صورة تلميذ لا يفقه في عالم الأرقام شيئا لتملأ ناظريه ، تسرب إليه شك مقيت : "هذا أمر غريب ، ترى قطيعة ابستمولوجية وقعت في علم الرياضيات " لمحه الشاب فتوجه نحوه في احترام مبالغ فيه ، ضمه إليه في ترحاب كبير ، وعين الأستاذ تتفحص كل شيء في هذا التلميذ ، فمنطقه الرياضي لا يقبل هذا التحول ، معطيات هزيلة هي بالضرورة مقدمة لنتائج هزيلة ، هكذا تعلم وهكذا يعلم " سأله آخيرا في بسمة توحي بنوع من الغيرة الممزوجة بالغبن و شيء من التعالي : " ما حكاية السيارة و حالك الراقية "
أجابه الشاب بأدب : " أستاذي العزيز ، إنها لعبة الحظ ، شاركت في اليناصيب بالرقم تسعة أضفت لها تسعة فحصلت على سبعة عشر ، و تسعة أخرى فكتبت أربعة وعشرين . ضربت تسعة في تسعة فحصلت على تسعة وسبعين ، طرحت منها تسعة فوجتدها تسعة وستين ، فكانت الأرقام الرابحة ، و لكم يا أستاذي كامل الفضل ، فأنت من علمي العمليات الرياضية و حب الأرقام "
أجابه الأستاذ : " ولكن العمليات التي أنجزتها كلها خاطئة "
فرد عليه التلميذ : " يكفي أنها منحتني عيشا رغيدا "