عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
2

المشاهدات
730
 
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9


ياسَمِين الْحُمود will become famous soon enough

    غير موجود

المشاركات
35,006

+التقييم
5.46

تاريخ التسجيل
Oct 2006

الاقامة
قلب أبي

رقم العضوية
2028
08-10-2021, 09:00 PM
المشاركة 1
08-10-2021, 09:00 PM
المشاركة 1
افتراضي لِمَ لا يكون هناك أدب للمركبات؟!
المطلع على أدبنا العربي يجد أن الرحلة والتنقل قد حظيا بمساحة لا يُستهان بها من أدبنا، بلدإن القصيدة العربية كانت تؤسس على وصف الرحلة من بدايتها إلى نهايتها..
ولعل أهمية هذا الأمر هي التي دفعت الشاعر الكبير أبا تمام لأن يفرد بابا في حماسته سماه" باب السير والتعاس" والشعر الذي أورده يحث في بعضه على مراعاة الراحة البدنية والصحية للراكب، وإعطاء الجسد حقه، حتى يستطيع قائد الرحلة متابعة السير كذلك حث على الترفيه عن القلائص وإراحتها.
اليوم.. أو لسنا بحاجة إلى أبي تمام آخر ليعرض لنا في إطار شعري عن تلك الحوادث الكثيرة التي تعرض لركاب المركبات وقادتها وعابري الطرق، نتيجة السير والنعاس أو بسبب هبوط في السكر؟
كم من أسر وشباب راحوا ضحية هذا السائق؟ وكم من متعجل منبت لا أرضًا قطع ولا ظهرًا أبقى، والأدلة والشواهد تملأ السمع والأبصار؟
أما تلك السرعة المتهورة التي تصل بالسائق حد الجنون، والمركبة حد الطيران، فلو رأى أبو تمام هذه المشاهد لانخلع قلبه مما يشاهد، ولألّف كتابًا خاصًّا عن المركبات يدعو إلى الرفق بالنفس والناس والمركبات..
ومع أن المركبة أصبحت الوسيلة الأكثر انتشارًا ألا أننا لم نجد توجهًا من قبل الأدب بشعره ونثره للحديث عنها، كما حظيت الناقة والفرس من قبل، ألكون المركبة من الجماد، أم لأن الأدب الحديث لا يرو فيها مادة لموضوعاته، حيث شغل عنها بمواجهة صعوبات الحياة؟!
ومع أنهم -أي الشعراء- لم بتوجهوا للتعامل مع هذه الجمادات كما كانوا في السابق يتعاملون مع المطي، فقد وجدنا بعضهم يقارن بين المركبة والحصان ، وبخاصة في بداية نزول المركبة إلى الشوارع، فالشاعر الكويتي" زين العابدين"
يصف لنا إحدى السيارات وكأنهازحصان حديدي ينهب الأرض نهبا، حيث يقول:
أرى الأرضين ترجف بارتعاد
وأسمع صوت حذف يد الجياد
وصم مسامعي زعقات جرد
إذا صهلت ومالت للطراد

وإذا كان أدب الكبار لم يعن بالمركبة تلك العناية لأي سبب كان، فإنني لا أرى سببا للإحجام عن ذكرها والعرض له في أدب الأطفال.
وإذا كان أدب الأطفال قد عالج الكثير من الموضوعات الخلقية والتهذيبية والتعليمية والاجتماعية، عن طريق أناشيد وقصص، تقوم أحيانا على الحوار بين الحيوانات ، فإنني أتوجه إلى المعنيين بأدب الأطفال بأن يعطوا هذا الموضوع حقه من الاهتمام والعناية..
فلم لا يكون هناك " أدب للمركبات " يتضمن قصصًا مشوقة تتحدث عن السيارات المتزاحمة في الشوارع ، إلى تلك المسرعة بجنون، إلى التي أصيبت في حادث فتحطمت ضلوعها؟
أو يتضمن أناشيد تتوجه إلى الصغار تعلمهم آداب المرور، التنبه واليقظة واحترام الأولويات وكيفية العبور والصعود إلى المركبة والنزول منها..
وكذلك مشاهد تمثيلية ومسرحيات خفيفة تهدف إلى الإمتاع وتنمية الأذواق وإكساب الأطفال مهارات مرورية..
كل ذلك يحتاج منا لوقفة أدبية لا لنصف هذه المركبات فقط فالوصف- على أهميته التي يقدمها - كالتعريف بالشكل والمادة والوظيفة، إلا أن بغيتنا هي الوعي والإرشاد والتوجيهات والتحذيرات المرورية، لا بالطريقة التلقينية البحتة، من خلال الأوامر والنواهي بافعل ولا تفعل، وإنما هي من خلال نماذج أدبية متميزة ، تنبع من ذات الطفل.