الموضوع
:
انت معذور
عرض مشاركة واحدة
احصائيات
الردود
4
المشاهدات
848
عبدالعزيز صلاح الظاهري
من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 1
المشاركات
378
+
التقييم
0.12
تاريخ التسجيل
Jun 2015
الاقامة
رقم العضوية
13953
12-06-2022, 08:50 AM
المشاركة
1
12-06-2022, 08:50 AM
المشاركة
1
Tweet
انت معذور
في أحد الليالي لا اعلم لماذا شعرت بالقلق على جدي ؟!
فقمت في لحظتها من مكاني واتجهت الى المجلس ودخلت خلسة عليه بدون طرق باب او استاذان فوجدته يغني احد أغاني عايشه المرطه وعينيه تنساب منها الدموع:
البارحه يا حبيبي ضاق صدري
والناس نامت وانا نومي عصاني
وما ان راني شعر بالأحراج وابتسم ابتسامة صفراء فبادرته: مالي اراك حزينا منزويا في أحد الاركان أيها العاشق الولهان، هلا اخبرت حفيدك المحب عن محبوبتك التي كانت سببا في حزنك
نظر الى نظرة طويلة وبعد تردد قال: نعم انني حزين يا بني ،لكن ليس بسبب الحب والهيام فجدك كان وما زال غازيًا هو من يصوب بسهمه ولا يٌصوب ،ويطعن برمحه ولا يٌطعن ،انني حزين بسبب امر اخر يا طويل اللسان
لقد نصحني ابي عندما كنت في عمرك قائلا: "لا تتخذ قرارا وانت فرحا او غضبان " مرت الاعوام وتجاوزت مرحلة المراهقة الى مرحلة الرشد وتوالت السنين ودخلت مرحلة الشيخوخة وتعددت الاحداث ولم اعمل بنصيحته
وخلال هذا العمر المديد كنت كل مساءَ، اضع رأسَي على الوسادة افكّر لماذا لم اعمل بنصيحة ابي؟ لماذا ؟!
كان لابد لي من تفعيل هذه النصيحة ولو من باب البر بوالدي يرحمه الله ،زاد قلقي عندما شعرت بدنو رحيلي عن هذه الدنيا فأصبحت هذه التساؤلات يتردد صداها في راسي ليلَ نهار
توقف لثوان يقاوم دمعة ترقرقت في عينيه ثم تابع حديثه بشيء من الأسى والحسرة قائلا: هذا هو سبب حزني يا بني فانا لم اعمل بنصيحة ابي
فسألته متعجبا: وما السبب ؟!
فقال محتجا بغضب: كيف لي ذلك وقد تم ارغامي على العمل في مهنة محدده وارغمي على الزواج من ابنة عمي وارغامي على تناول الطعام الذي يقدم الي .....
ولم يصحوا جدي الى على صدى ضحكة مجلجلة انطلقت عنوة من فمي وارتميت على أرضية الغرفة اتلوى مرددا: كفى كفى يا جدي أنك معذور
وانا على هذا الحال التفت اليه فرأيت أماراتُ الغضب والانزعاج على وجهِه ،عندها تنبهت فقمت من مكاني مسرعا واخذت اقبل راسه واضمه وانا اصارع ضحكاتي المجنونة وما ان خمدت: نظرت الى عينيه الحزينتين وقلت: بما انني امتداد لظلك سأقوم بتفعيل نصيحة ابيك فهو ابي أيضا!
صمت جدي يفكر في كلماتِي وقد ارتسمت على وجهه علامات الرضا!
رد مع الإقتباس