عرض مشاركة واحدة
قديم 07-11-2021, 09:52 AM
المشاركة 35
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9

  • غير موجود
افتراضي رد: مسابقة… لا صوت ولا صورة
بعد أن انتهت المسابقة، ووضعت المنافسة أوزارها، ارتأيت أن أركز على موضوع القصة وبعض جوانبها الفنية، وهي مجموعة انطباعات أملتها القراءة العميقة والمتكررة للنص أثناء المسابقة، ومجرد قراءة بسيطة من بين العديد من التأويلات والقراءات التي ينفتح عليها هذا العمل الإبداعي.


الشاعرة والكاتبة القاصة ياسمين غنية عن التعريف، وتتميز كتاباتها بالطابع الإنساني ومعانقة هموم الناس بمختلف شرائحهم، كما ظهر واضحا في قصتها " لا صوت ولا صورة" ويومياتها"وبدأت المهمة" وكثير من نصوصها المتميزة.

أبدعت الكاتبة في اختيار العنوان"لا صوت ولا صورة" في ثنائية نجدها أيضا في النص "الليل والنهار" و"الشمس والقمر"، وقدمت عبارة "لا صوت" قبل عبارة "لا صورة"، وعبرت بهما عن شخصيتي القصة، ومن المعروف علميا أن السمع يسبق النظر. واستخدامها لصيغة النفي بشكل قاطع يرسم صورة ذهنية معبرة تحفز المتلقي وتشوقه للإقبال على قراءة العمل الفني.

تميز السرد بالرؤية المتلازمة، وظل صوت القاصة الساردة هو الغالب مع تداخله مع صوت البطل، وتلك أحسن طريقة لوصف نفسيته القلقة المترددة.

كما أن السرد متقطع، حيث تبتدئ القصة من النهاية، مما يخلق عنصر التشويق والصدمة لدى القارئ، ثم تُسترجع الأحداث السابقة بطريقة الفلاش باك، لتعود القصة إلى نفس نقطة النهاية.

والعقدة في القصة محبوكة ومتقنة، فالبطل يقف عاجزا لا يدري كيف يتصرف أمام واقع لا يد له في صنعه، يتأزم الحدث ثم تنحل العقدة وتحل لحظة التنوير في نهاية القصة لتنتهي بطريقة مأساوية حين يتبين للبطل استحالة تغيير الواقع.

الأسلوب جميل يدعم فكرة القصة ويغلب عليه طابع الحركة والانسياب، باستعمال الأفعال بكثرة، والحوار النفسي الداخلي، وتستخدم الكاتبة بذكاء بعض الصور الفنية الجميلة كي تجسد الحالة النفسية للبطل" ينتفض كعصفور بلل المطر ريشه، وقلبه يكاد يقفز من بين أضلعه"
و"عاد أدراجه مخنوقًا مقهورًا، يفجر الأرض قهره، وتشق السحاب صرخته"
والحوار بين الشخصيات منعدم في النص، ويخدم البناء العام للقصة ويجسد القطيعة التامة وتعذر التواصل.

أحسنت الكاتبة في اختيار المكان "الحديقة"، وما له من دلالة على الفضاء العام المحايد. كما أن الزمان غير محدد، ولا تأثير له على الأحداث.

قد لا تكون الرمزية مقصودة أو ظاهرة بشكل مباشر في النص، إلا أنها تطرح نفسها بقوة من خلال الحضور الطاغي للقدر اللامبالي بالعواطف، والذي يفرض على البطل حتمية استحالة التواصل مع المعشوقة، رغم محاولاته ونجاحه في الوصول إليها.

شخصيات القصة تتميز بالقوة والإيجابية، ترضى بواقعها وتحاول تجاوزه، فالبطل يترصد بالبطلة ويتغلب على خوفه ليقابلها " فقليل من الشجاعة تسحب رجليك إلى مكانهما"
والبطلة عزيزة النفس" فقسمات وجهها الهادئ لم تتغير، وشموخ رأسها ظل عاليًا لم يطأطأ".
وقوية الشخصية، تتأبط ذراع أختها أو صديقتها عوض أن تقاد كما هو الحال بالنسبة للأشخاص في مثل حالتها.

تنتهي القصة بسؤال" وهل يلتقي الليل والنهار، أو الشمس والقمر؟" مما يدفع القارئ ويحفزه على التفكير في جدلية موضوع ارتباط محبَّين، رغم استحالة ذلك بسبب ظروف موضوعية خارجة عن إرادتهما، وتذكر بالسؤال المعجز لأبي الخيزران في رواية رجال في الشمس للكاتب الفلسطيني غسان كنفاني" لماذا لم تدقوا جدران الخزان؟"
روح القراءة والقراءة بعمق تتجلى هنا
في هذا المرور الذي لا يعبر إطلاقًا
لابد من التوقف عنده ، حضور أبهج القلب
حَضَن إبداعًا ورُقِيًّا
أسلوب أدبي متّشح بلغته
نمضي وراء قراءته ووصفه
جميلة ومتعمقة هذه القراءة يتخللها إبداع
بنمط يجعل منّا عيونًا متأملة لآخر ما كُتِب…
اقتضاب في المبنى وسعة في المعنى
حصدنا المتعة والفكر الجميل …
قرأت كل المقاطع والفنيات التي أظهرها
والتي جعلت للحكاية نكهة رائعة
شكرًا للبستان الذي نبت في الصفحة
شكرًا لأنك كريم ابن الكرماء
وسمحت لي باقتصاص بعض وقتك …
الأخ الغالي جدا عبدالكريم الزين ،،
لك الجنة …
تحية لقلمك، وتقدير لأدبك
شكرا لك بلا حد
دمت بعطائك الجميلنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة