عرض مشاركة واحدة
قديم 11-06-2016, 04:10 PM
المشاركة 40
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
ما كتبته توقعات وليست تنبؤات..

ميهوبي لوكالة أنباء الشعر

كشف الشاعر الجزائري والوزير كاتب الدولة السابق المكلف بالاتصال عز الدين ميهوبي الذي تقلد منذ فترة منصب مدير عام المكتبة الوطنية الجزائرية للوكالة انه سيعود الى ممارسة الفن التشكيلي قريبا، حيث سيشتغل على رسم لوحات فنية يجسد فيها بعض القصائد التي تستفزه كمبدع، بالمقابل أكد* خبر تحويل قصائد ديوانه " طاسيليا " إلى عمل مسرحي يحمل نفس العنوان قريبا ،* كما تحدث عن مواضيع عديدة في الثقافة و الشعر والرواية في حوار جمعه* مع وكالة أنباء الشعر.

أطلقت منذ فترة موقعا* الكترونيا خاصا كتبت في* صفحته الرئيسية مقالا معنونا بـ" غواية* تكنولوجية"، ألا* تعتقد أن الموقع جاء متأخرة قليلا بالمقارنة مع مسارك* الابداعي؟
لا أعتقد أن الغواية جاءت متأخرة، لأن الإلتزامات المهنية كانت تحول دون* إنشاء هذا الموقع الذي* أصبح الآن جسرا بيني وبين جمهوري، كما إنني اطلع* على* الكثير من مواقع الأدباء والفنانين من كل العالم، فليس غريبا أن أفكر في أن أطرح نفسي في هذه السوق التكنولوجية لعلي أحظى ببعض الاهتمام لدى قراء معينين واقصد القارئ العربي خاصة، ثم إن هذه التكنولوجيا تتيح عملية التوصيل والتبليغ* بأسرع وقت ممكن، وبإعتبار أن الكتاب، منتوج ثقافي بطئ الانتشار اعتقد أن الانترنيت يمكن أن تصل للمتلقي أسرع منه، إذن هذه المسائل شجعتني أن أقوم ببناء هذا الموقع الذي أريده أن ينقل صورة عز الدين ميهوبي إلى الآخر كما أريده أن يكون منبرا لبعض الشعراء و الأدباء العرب لأنه في النهاية فضاء مفتوح على الأدب والنصوص الجديدة.

*أثارت رواية "إعترافات أسكرام "، جدلا، كونها تكهنت بأحداث عالمية تحصل الآن من ضمنها موت أسامة بن* لادن،* هل كانت مصادفات أم هي إستشرافات مستقبلية كان يتوقعها السياسي عز الدين ميهوبي؟
في الحقيقة أنا معروف* كشاعر ولكنني وَددت أن اكسر حاجز الأجناس الأدبية حتى لا تكون الرواية حكرا على من يكتب الرواية فقط ولا يكون الشعر كذلك أيضا، فكلُّ هذه الأجناس في النهاية لها همٌ إنساني واحد، وتشترك كلها في كونها " إبداع " مع اختلاف أدواتها، والعبرة طبعا بما* تحمله من مضامين، وقد راودتني فكرة كتابة نص يحمل تحولات العالم وأردته أن يكون مستوحى من* إفرازات العولمة فكانت الفكرة في العام 2004 فأصدرت الجزء الأول والثاني* من العمل في العام 2007، والرواية عبارة عن ست روايات داخل رواية واحدة، أعدت* تنقيحها لتصدر في عام 2009 كاملة، والملاحظ أن أبطال العمل* هم شاعر وفنان تشكيلي وباحث جيولوجي.. هذه الشخصيات استوحيتها من خلال معايشتي لعوالم الإبداع التي حددت أن يكون الشاعر من كوبا، والفنان التشكيلي من إسبانيا، والعالم الجيولوجي من اليابان ، حتى أن الراوي الثاني هوشاعر يعمل كجندي فرنسي أثناء ثورة تحرير الجزائر. إن هذه التقاطعات وَلدت فيّ رغبةٌ أن أكتب رواية لا تشبه نصوصا أخرى، فكتبها بطريقتي لأنني اعترف أنني قارئ رديء للرواية، وأفضل الكتب الإستراتيجية والفكرية التي تحمل الأطروحات والصراعات التي يشهدها العالم اقتصادية كانت أو عسكرية،* مما يجعل قراءاتي محدودة في المجال الأدبي. إنني أجد نفسي في الكتب التي تحمل استشرافات* مستقبلية منها الأزمة الاقتصادية العالمية..

ولماذا هذا النوع من الكتب بالذات دونا عن الكتب الأدبية، وكيف كانت هذه القراءات سبب التنبؤات في الرواية؟
لأن هذه الكتب استقراء للواقع، وبالتالي فإنها أفرزت رواية تتوقع القادم منه، مثلا ما يحدث بين الهند وباكستان من صراع قد يفرز توقع حرب نويية في العشر سنوات المقبلة، اسميها توقعا و ليس تنبؤا، لأن عملية* الاحتكاك الموجودة بين* بلدين ينام كل منها على زر نووي تؤدي إلى هذه النتيجة التي أراها طبيعية في وضع كهذا، كما أنني داخل الرواية* توقعت مثلا نهاية أسامة بن لادن حيث يقول في وصيته لأتباعه: "إعلمو أنني قد أموت ولا يُعلم* لي قبر"، و فعلا الآن هذا ما حصل، وهناك إشارة أيضا إلى أن بعض الفلسطينيين يقتربون من مفاعل نووي* في "ديمونة" بإسرائيل ويسعون إلى تدميره، وهذا أيضا حصل فعلا، أضيف كذلك حادثة حصول باراك أوباما على جائزة* نوبل ، بل إنه حتى البيان الذي أوردته* في الرواية شبيه ببيان لجنة الجائزة، وكل هذا تمّ بعد صدور الرواية بفترة طويلة. وهناك أشياء كثيرة سوف تحدث ربما تبدو اعتباطية في عمل روائي، لكنها تبقى* مقاربات بين ما كتب وما سيحدث، وأترك التقييم للناقد، عملا بمقولة" ما يكتبه المبدع بنصف وعيه يفهمه الناقد بوعي كامل"، إن هذه التوقعات في النهاية نابعة من قراءاتي ومن اهتمامي بالجانب العلمي كما أن تكويني الجامعي في المنهج* الاستراتجي، ساعدني* في ذلك.

صدر ديوان جديد لك عنوانه "أسفار الملائكة"،هل هي عودة* للشاعر عز الدين ميهوبي؟ وما موقع القصيدة العمودية في* الديوان؟
قبل هذا الديوان صدر لي ديوان "طاسيليا" عن دار النهضة في* بيروت في 2007، وهو عبارة عن قصيدة مستوحاة من الموروث الجزائري القديم. نص تختلط فيه الخرافة بالأسطورة،* بصورة يمكن أن تتحول إلى عمل مسرحي حتى أن الشاعر والناقد محمد علي شمس الدين، قدم قراءة ايجابية للعمل، وقال إن هناك عودة جديدة إلى مسرحة الشعر، وهناك محاولات للمشتغلين في* حقل المسرح لاستثمار هذا النص ليجسد على الركح.

و جاء بعد طاسيليا ديوان "أسفار الملائكة" الصادر عن منشورات البيت الجزائرية،* الذي رفعت نصوصه* إلى بعض من* كنت قريبا منهم، وتعرفت عليهم،* من مدن أشخاص تركوا في نفسي* أثرا.

وماذا عن القصيدة العمودية في مسيرة الشاعر عز الدين ميهوبي ؟
إشتغلت مؤخرا على نصوص كنت كتبتها في فترة الثمانينات والتسعينات ولم تصدر وجلها ضمن نسق القصيدة العمودية، وقد نشرتها في مجموعة" منافي الروح"* التي طبعت في إطار "الجزائر عاصمة للثقافة العربية2007"، و* لم توزع بسبب عيوب النشر الجزائري الذي لا يروج* للكتاب، فبعض* الناشرين يعتقدون أن دورهم ينتهي عند طبع الكتاب، ومسألة التعريف به تقع على عاتق المؤلف، فينتظرون أن يتحول المبدع إلى "برّاح " لأعماله، والمسألة مؤلمة ونحن بحاجة إلى أن يتحلى الناشرون الجزائريون* بالمهنية، وأذكر هنا أن لدي ديوان* صدر* عام 2003 عنوانه "قرابين لميلاد الفجر"، لم تكتب عنه كلمة واحدة، لذا بالنسبة لي الديوان لم* يصدر.

بين الشاعر و الروائي والإداري والوزير .. أين هو الفنان التشكيلي؟
*هو يسعى لأن يكون اكتشافا لذاته من خلال محيطه، لان الملكة شئ لا يتغير* بين الاداري والمبدع . إنني أعيش الحياة،* فلا أحد يمنعك من ساعتك التي تأنس فيها إلى نفسك،* والتي فيها يمكنك أن تفعل أي شيء تريده حتى ضرب رأسك بالحائط، وبالنسبة لي الفن التشكيلي موجود بين كل هذه الأشياء، ولا أخفيكم أنني اقتنيت* منذ فترة أدوات الرسم* وأفكر في العودة إلى ممارسة هوايتي ، فقد التحقت بعد حصولي على الباكالوريا بالمدرسة الوطنية للفنون الجميلة، والآن يشجعني صديقي الفنان الطاهر ومان، المؤمن بقدراتي في الفن التشكيلي، إذ أنني أفكر* بتجسيد* القصيدة* بالريشة في لوحات* بها مقطع لكل شاعر يستهويني،* إنها طريقتي التي أريد بها أن أجعل شعر الآخرين يعيش في ألواني.

مارأيك في الجيل الجديد* من الكتاب الجزائريين ؟
*أنا من الذين يؤمنون أن* هناك أسماء ممتازة في الجزائر، أصوات جميلة تخوض تجارب كبيرة* في الرواية والمسرح* والشعر والنقد ، وبرأيي الأسماء موجودة* لكن لم* يتح لها منبر كاف في الجزائر، إذ نشعر أن هناك إجحافا في حق الكثير من الطاقات التي يمكنها أن* تكون في مستوى عال من حيث تمثيل المنتوج الثقافي الجزائري في الخارج،* فالشعب الجزائري ليس عنيفا كما يروجون.. إنه شعب مبدع حتى النخاع.

*والكتابات النسوية الجزائرية *في* الوطن العربي كيف تقييمها ؟
أراها متطورة وتنافس النصوص القوية في جميع الأجناس الأدبية،* إذ ينظر الآن إلى الكاتبة* أحلام مستغانمي على أنها استطاعت أن تتبوأ* عرش الرواية ، وحتى المقال الأدبي وقد تجاوزت الشارع* الثقافي وأصبحت لها مكانة لدى العائلة العربية، كما تعجبني تجربة الشاعرة حنين عمر التي تشق طريقها* بسرعة فائقة جدا وتقدم تجربة شعرية ناجحة* وتجربة مميزة في كتابة المقالات الثقافية.وهناك أسماء جزائرية كثيرة مثل ياسمين صالح، جميلة طلباوي، نصيرة محمدي، آمال بشيري وأغيرهن، كلها تستحق الاحتفاء.

كيف تنظر إلى الثورات العربية ؟
*لدي نظرة مغايرة على ما يطلق عليه "الثورات العربية" : كل تغيير لا يحقق قيمة مضافة للمجتمع في كل المجالات لا طائل من ورائه، و قد تكون هذه الثورات* وبالا على شعب ما إن لم* تكن له* رؤية حقيقة، كما أن المثقف في النهاية جزء من المجتمع وتقع عليه مسؤولية التوجيه، وأنا أرى أن لكل* بلد* وضعه وخصوصياته،* وانظر إلى* كون المسالة شبيه بجملة من الموائد، كل مائدة ينقصها شيء..

تقلدت مناصب عديدة ولك* رصيد إبداعي كبير، منها نقش* قصيدة "وطني" باللغة العربية أمام نصب تذكاري لخط غرنتيش العالمي في* بريطانيا ورغم ذلك بقيت متواضعا *فما هو سر التواضع؟
* إن الانجازات هي نتاج الصبر، إنني أعتبر نفسي ولدت طفلا فوق العاشرة وطفولتي ساهمت في تكوين شخصيتي، هناك ظروف كثيرة تصنعنا وأحلام ننالها بالصبر والتطلع والعمل من أجل الآخرين.

كلمة للوكالة أنباء الشعر؟
أنا من متتبعي ما تقوم به الوكالة وأجد أنه من الجميل جدا أن يحظى الشعر بهيئة* إعلامية تقدم* أخباره وأخبار من هم* في مجاله، وأنا من الداعمين* لها وأتمنى أن تتحول الوكالة إلى هيئة عالمية.

وكالة أنباء الشعر / الجزائر - آمال قوراية