عرض مشاركة واحدة
قديم 02-18-2023, 09:59 AM
المشاركة 651
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي

الفصلُ السّابعُ والأربعونَ



في الكَافَاتِ



تَقعُ الكَافُ في مُخَاطَبَةِ المُذكّرِ مَفْتُوحَةً، وفي مخاطبة المؤنَّث
مكسورةً نحوَ قولِكَ: لَكَ ولَكِ. وتَدْخُلُ في أولِ الاسْمِ للتَّشْبيهِ
فَتَخْفضُهُ نحوَ قولكَ: زَيدٌ كَالأسَدِ وهِنْدٌ كالقَمَرِ. قال الأخْفَشُ:
قدْ تكونُ الكَافُ دَالَّةً على القُرْبِ والبُعْدِ كَمَا تَقولُ: للشَّيءِ
القَريبِ مِنكَ: ذَا* وللشَّيءِ البعيدِ منكَ: ذَاكَ.
وقدْ تكونُ الكافُ زَائدةً كقولِهِ عَزَّ وجَلَّ {لَيسَ كَمِثْلِهِ شيءٌ}**.
أيْ: ليْسَ مثلُهُ شيءٌ، وتكون للتَّعَجُّبِ كما يُقالُ: ما رَأَيْتُ
كاليَومِ ولا جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ***.


*الصواب أن حذف الكاف هو الذي أفاد القرب وإثباتها يفيد
البعد-على رأيه. وإذًا فلام البعد في ذلك تكون للبعد الكبير-
على حد راي الثعالبي والمشهور غير هذا.
**"11" من سورة الشورى.
***مُخْبَأَة أو مُخَبَّأةٌ. وهذا من حديث أبي أمامة، وقد أخرجه
ابن ماجه في سننه 1160/2، ومالك في الموطأ 439/2، وأحمد
في المسند 386/3.