دَمُ الفَجْرِ (من ديوان أوجاع الطين)
.
.
.
مِنْ دَمِ الْفَجْرِ وَاصْفِرَارِ الصَّحَـارِي
أَسْحَقُ العجْزَ تحْتَ أَلْفَـيْ قِطَـارِ
هل بَدَا لِي مِنْ أَيْنَ أَمْزِجُ صَوتـيِ
بِدِمائيِ لِكـيْ أصُـوغَ شِعَـاريِ؟
رَفْرَفـاً جَدَّ مِنْ سَديـمِ اْلحَيـَارىَ
وَشِراعـاً يموجُ فَـوْقَ السَّـوَاريِ
أوَ قِفَارًا تُشِـعّ مِـنْ كُـلِّ فَـجٍّ
وأَعَاصِيرَ فـي صُـدُورِ الجـوَاري؟
ياهُتـَافَـاتُ بِالْخَـرَائِبِ هُبـِّي
مِـنْ مَعَالـيِ العُلُـوِّ للإِختِبــَارِ
ثم مُجِّي الضئيـلَ مِنْ شُهْـدِ َمجْـدِي
فـي دُرُوبِ الضَّبَابِ وَالإنْكِسَـارِ
قدْ حَمَلْتُ القَلِيـلَ مِنْ قَطْرِ مَائـيِ
بِخَلائي وقَـدْ ربَطْتُ حِمَــاريِ
جَرْجِرِي اللحنَ فوْقَ صَمْتِ الأَسَارَى
فَتُصَـابُ القُيـُـودُ بالإنْبِهـَـارِ
يا جِـدَارِي لَقَدْ أقَمْتُكَ رَدْحـاً
لاَ تَهـَاوَى بِهُــوَّةِ الإنحِــدَارِ
أَجَثـَا الليلُ بينَ ظِلَّيْ دُمُوعِـيِ
في جِرَارِي وَقَدْ كَسَرْتُ جِـرَاريِ؟!
أوْ تحَلـَّى النهَارُ بالضِّـدِّ مُرْخـىً
يَتَهَـادَى يجُـرُّ ثَـوْبَ المــسَارِ؟
وبِصَحْنِ الضُّـلُوعِ حَـرَّقَ صَمْتـيِ
قبسٌ جـدَّ خَلْـفَ طُـورِ المـدَارِ
فَبِدَهْرِ الظَّـلاَمِ فِـي كُـلِّ عَيْـنٍ
فَـرَّقَ الفجْرُ بَيْـنَ نُـورٍ وَنَــارِ
يا سَـلاَمَ الصَّلِيلِ مَسِّـحْ سُيوفـيِ
وَأثِيـرَ السُّمـومِ قـوِّ سِتـَـاريِ
هَاكَ رَمْلَ السَّمُومِ فِـي نَفَحَاتِـيِ
وَأَرِيـجَ الزهُـورِ فَـوَقَ شنَـاريِ
وطنُ الصَّخْـرِ بالشَّواطـئِ حـوِّلْ
كُلَ مَـوْجٍ يُـلاكُ بينَ اجْتِـرَاريِ
فَـرَّقَ العُمْـرُ بالرَّتابَـةِ شَـأْويِ
بَعْدَمَـا دُسْتُ بالْحُـرُوفِ جمـَاريِ
مِنْ زَمَـانِ الطُّلُـولِ يهْتِفُ مَوْتـيِ
فـِي يَبـَابِ الدُّرُوبِ والإنْدِثـَارِ
أيُّهـَا الْحَتْفُ قـدْ أتـَاكَ التَّجَلـيِّ
بمدَارِي يَشُــقُّ بحْـرَ القَــرَارِ
سَأُغَنِّي الجرَاحَ مِـنْ قَلْبِ سطْـريِ
وَأُحيّـي الصبَـاحَ فِي عُقْـرِ دَاريِ
.
.