عرض مشاركة واحدة
قديم 09-19-2021, 11:54 PM
المشاركة 2
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: لاءات ( الكهف ) لتصحيح المسار
وفي رحاب سورة الكهف أيضاً هذا المنقول الطيب :



{ إنّهم فِتية } ..
وكان كلّ فتَى ؛ نسيجَ وحده !

هل تَفهم ما معنى ذلك ..
مَعنى أنْ تقبِض على تَفرُّدك ؛ فلا تأذَن للتّشوّه أن يكتُبك !

هل تفهم معنى ..
أن تُصرّ أن لا تكونَ رقماً .. وتظلّ إنساناً مُختلفاً له قياماً طويلاً !

هل تَفهم ..
لماذا رحلَوا الى الكهف ..
الى حُلم فوق الواقع ..
الى شُبهة أمَل !

تأمّل معي أنهم كانوا { فِتية } ..
لم يملكوا إلا الإنسحاب من المُستنقع ؛ كيْ يظلّ المِسك في الثّياب رغم تَراكم العَفن في كلّ مكان !

إذْ ما اصعَب أنْ تصيدَ وُجودك .. أن تلمّ ذرّاتك كَنورٍ منتثِر هنا و هناك ..
تَجمعه ؛ ثمّ تنفُخه في الأرواح المُتآكلة مِن حولك ..
تُرَمِّم به الإنهيارات العَميقة التي صَنعها الطّوفان !

وتِلك وحدَها ؛ بُطولة !

بُطولة ..
أن لا تأذَن للرّيح أن تُبعثِرك !

بُطولة ..
أن تهمِس بِحُروف المطر رغم الجَفاف !

بُطولة ..
أن تطوُف وحدَك بكعبة الأفكار ؛ والنّاس غَرقى في الطّواف حول ذَواتهم !

بُطولة ..
أن لا تُغنّي أغنية الجُموع الضّالة .. وتظلّ تُرتّل كلمات السّماء ولو كنتَ وحدك !

بطولة ..
أن تُخبّىء خُضرة الرُّوح فيك ؛ حتّى يأتي أوانُ المَطر !

بطولة ..
أنْ تكون فتىً تَصنعُ مَع أشباه روحك أمّةً ؛ يُسميها القرآن { فِتية } .. كتَبوا انتصار الثّبات على التّهميش ، وأصرُّوا على البقاء .. فصاروا لنا وصيّة كلّ جُمعة !