عرض مشاركة واحدة
قديم 08-02-2021, 04:18 AM
المشاركة 18
ثريا نبوي
المراقب اللغوي العام
الشعراء العرب

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية التميز الألفية الأولى القسم المميز شاعر مميز المشرف المميز 
مجموع الاوسمة: 8

  • موجود
افتراضي رد: ثريا نبوي وأمل دنقل بين الشيوخ والمسوخ.. بقلم د. محمد عباس


تحية طيبة أخي محمد

وجزيل الشكر لما أضفت لموضوع قيم كهذا من إضاءات وإضافات.
فقد عرفت كثير من الديانات الوثنية وحتى بعض الجماعات الدينية الحديثة كالنورانيين عبادة الشيطان، وذهب بعضها إلى حد جعله ندا لله ( حاشاه عز وجل)، بل يشاع أن الطائفة الإيزيدية بالعراق تقدس الشيطان وتسميه "طاووس"، والشاعر أمل دنقل استمد شخصيات قصيدته من الأدب الأوربي المعاصر الذي يتفشى الإلحاد وتقديس الإنسان في كتاباته.
ورغم الإعجاب بقصيدته وقيمتها الفنية والجمالية فإنها تحمل مضامين لا تتناسب مع العقلية العربية الإسلامية، فالشيطان يحمل كل دلالات البشاعة والشرور، وحتى العرب في الجاهلية كانوا يتمثلونه بكل أشكال القبح المتصورة، ولذلك شبه الله عز وجل شجرة الزقوم برؤوس الشياطين { طلعها كأنه رؤوس الشياطين}
ولا ريب أن الشاعر استدعى شخصيات تاريخية، كرموز لرفضه للنظام السياسي العربي الفاسد، رغم مخالفتها للواقع التاريخي، فسبارتاكوس عاش قبل زمن القياصرة، ولم يكن معارضا للنظام السياسي الروماني بل كان يسعى إلى الخلاص والهروب بعيدا عن حكم روما، كما أن الرومان لم يقدسوا الشيطان بصورة واضحة،
وربما كان حريا بأمل دنقل أن يبتعد عن عبارات تجعل إيمانه بالله قابلا للتشكيك، خصوصا وأنه مطلع وبشكل واسع على الثقافة العربية والإسلامية. وإن كان قد تأثر بأحداث عصره، فقد عاش في فترة سطوع نجم الفكر اليساري الإلحادي سواء على المستوى السياسي أو الأدبي.
وبعيدا عن الجدل الكبير الذي سببته قصائده ودفعت الكثيرين إلى اتهامه بالإلحاد، تذكر عبلة الرويني زوجة الشاعر في كتابها" الجنوبي" أنه نطق بالشهادة قبل خضوعه لعملية جراحية بسبب مرض السرطان.

تحياتي وتقديري للشاعرة القديرة ثريا وللأديب المبدع أبو الفضل نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

حيَّاك اللهُ وبيَّاكَ أديبَنا الموسوعيّ الثقافة ومُشرفنا القدير أخي عبد الكريم
ثراءٌ ما أضفتَ إلى الموضوع، يستندُ إلى الحقائق، ويجتهدُ في دفعِ الشبهات؛ بأنه:
كان حريًّا بالشاعرِ (أن يبتعد عن عبارات تجعل إيمانه بالله قابلا للتشكيك)
ومن هذا المُنطلَقِ الاجتهاديّ أقول:
كان وِجدانُ الشاعرِ موّارًا دومًا بكل هموم الوطن والأُمة؛ وهو ما جعله يتبنى الرفض منهجًا وشِعرًا ومواقف:

حدَّ التناصّ مع ابنِ نوحٍ في رفض الانصياعِ لركوب السفينة؛ تلك التي جعلها في نصّه (حوار خاص مع ابن نوح) وسيلةً لنجاةِ اللصوص ناهبي الوطن
وهذا بالتأكيد رفض منطقيٌّ مُبرَّر، لأنه لو ركبَ معهم؛ كان مثلهم، فلا مجال لاتهامه أو التشكيك في إيمانه بأنه تقمّصَ شخصيةَ كافرٍ جرفَهُ الطوفان؛
إنه الاحتراقُ حُزنًا على مآلاتِ الوطن وغرقِهِ في طوفانِ الفساد

وكذلك كانت قصيدتُهُ (خيول) حنينًا حزينًا إلى ماضي الأمةِ ومجدِها التليد؛ واستِنفارًا لاستعادة هذا المجد أو الصعود من هاويةِ الحاضرِ الذليل،
بينما عدَّهُ البعضُ سُخريةً، في قراءةٍ سطحيّةٍ لا تسبِرُ أغوار قلبٍ ثائر

وما كنتُ لأنحازَ إلى فِكرِهِ الموسومِ بالرفضِ إلّا لأنه كان يقولُ (لا) ويعرِفُ ثمنها

شكرًا بحجمِ مساحةٍ جديدةٍ أتحتَها للمنافحةِ عن "زعيم شعراءِ الرفض"

مع تحياتي و
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة