عرض مشاركة واحدة
قديم 01-05-2018, 11:54 AM
المشاركة 73
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
القصص المشاركة في مسابقة القصة لمنابر ثقافية اصدار 2017 :

وزر
القاصة مها الالمعي

طابور تتراص فيه أجساد الصغيرات إصغاءً للأوامر، تنتهي الإذاعة الصباحية
وأسير بهن ل لصف، آمرهن بالجلوس، أتفقد الملامح والهمسات التي تسري بينهن.
من لا يُمضي وقتا طويلا مع الصغار لا يمكنه تخيل إلى أي مدى تستطيع هذه البراءة أن تحيك الأذى لبعضها، شكوت للمديرة كثيرا هذا النشاز الطفولي الذي أتعامل معه، وكانت ترد عليّ في كل مرة "لا أحد يستطيع تعليم طفل بأن ما يفعله جارح"، عندما اكتسبتْ نبرة آلية في نقل حقيقتها المطلقة إلي أدركت أن عليّ تولي الأمر وخوضه بنفسي، داليا ببنية أصغر من البقية، شاحبة، وترفع شعرها في هيئة ذيل حصان، أخبرتني والدتها أنها خضعت لعملية زراعة قوقعة قبل سنتين من الآن، ولا زالت اللغة غريبة عليها قالت عليّ أن أكون على قدر عال من الرفق بها، فهي أقل حظا من البقية.
فُتح إدراكي على الصغيرة، لم يعد لعب الأخريات معها محاطا بالطبيعية كما كان. رأيت إحداهن تقف في مواجهتها وتتهجى اسمها بتعمد في إسقاط بعض حروفه، وثانية تشد شعرها بين فينة وأخرى معتمدة على خجل داليا في الشكوى منهن لي.
بعد شهر من وصية أمها تمت ملاحظة تحيزي لها، وانتبه الصف لأنها في حمايتي
كف الأذى عنها وكانت يدها قابضة على طرف قميصي أغلب الوقت، بعد انتهاء الحصص الدراسية لأحد الأيام، وحين كنت أعيد توضيب مكتبي استعدادا للمغادرة، فُجئتُ بصوت بكاء يرتفع تدريجيا لاتجاهه لمكاني، بدوري خرجت أتفقد المكان الذي تفجر سكونه، رأيت داليا مفزوعة، وجهها الشاحب مغتسل بالدموع، وتشد حقيبتها لصدرها، بعد أن عادت لهدوئها وأخذتها لسائق الباص.
كان خطأي قد تجسد بكل فداحته أمامي، أنا لم أهبها الأمان لكني سلبت منها حق أن تكون شجاعة.
فرغتُ غضبي من نفسي في رسالة استدعاء لوالدتها.
أمضيتُ تلك الليلة في محاولة فهم لمن تقع عليه مسؤولية الصغيرة، هل الرسالة التي كتبتها لم تكن أكثر من تنصل من واجبي؟
شروق الشمس أنقذني، ولتسريع الزمن خرجت من المنزل قبل موعدي، كنت قد حددتُ السابعة موعد لقاء أم داليا وأجابتني بالقبول، تجاوزتْ الساعة السابعة بثلاثين دقيقة ولم تحضر بعد، غضبي المزود بانعدام حيلتي جعل نقاط قلم الرصاص تتكاثف على الورقة أمامي، عندما أشار العقرب للثامنة
نهضتُ للاتصال بها وكانت خططي تتزايد في إعادة تعريف الوقت لها، قبل أن أصل للباب طُرق، فتحته، كانت أمامي بأنفاس متلاحقة.
:الساعة الثامنة!
هي منشغلة بالطفل الذي لا يريد الدخول معها كانت تطارد يديه بثقل تسبب به تكور بطنها الذي يوحي بأنها في شهور حملها الأخيرة، أخيرا قبضت على كفه اليسرى وسحبته خلفها.
الأريكة في الغرفة كانت كنجدة رمت ثقلها عليها وسألتني عن سبب وجودها المبكر هنا؟
:اكتشفت أنني لا أستطيع تحمل مسؤولية ابنتك
بملامح مستغربة سألتني
:كيف؟
: هي تحتاج تعليما خاصا وهذا ما لا يمكنني بذله.
:ألستِ معلمة؟
جلبتُ هاتفي من على سطح المكتب لأريها شهادتي المحفوظة فيه كنسخة إلكترونية
:انظري هنا تخصصي للصفوف الأولية وليس له علاقة بالاحتياجات الخاصة.
حملقت قليلا في شاشة هاتفي ثم أعادت نظراتها الجامدة لعيني، وبثقة من يعرف أن نهاية النقاش بيده قالت
:أرسلها للمدرسة لأنها تريد الذهاب مثل أخيها الأكبر وكما ترين ليس لدي متسع لأطالب بشيء مميز لها، ووالدها منشغل بعمله أغلب الوقت ولن يجد يوما للبحث عن مدرسة أخرى.
تأكدتُ من أنني أُحيل الصغيرة للمكان الخطأ، سمعتها تودعني وتعيد عراكها مع ولدها قبل أن تسحبه خلفها.
عدت للجلوس على مكتبي، تقييم الطالبات مفتوح لإجراء بعض التعديلات عليه،
كنتُ أرصد لداليا تقييم ممتاز دائما لكنني لم أعلمها حرفا.
حتى تواصلها معي كان باعتمادٍ على سبابتها التي تشير بها إلى من يزعجها.
أسندتُ رأسي بين كفي، ورأيت الحلول تغوص في الظلام.
أحدها طفى بدرجات داليا الحقيقية، شعرتُ به ناقوس خطر سيوقظ أهلها.
هرعت للتعديل.
بعد عام، سرت بالصغيرات المستجدات لذات الصف، داليا تجلس في نفس المقعد وتبكي، أمها تسترق النظر من خلال الباب الموارب ثم تشير لي بأن أخرج
: عليكم أن تتلطفوا بها، أتعلمين لقد كان لها أخت توأم لكن هي من استطاعت الظفر بالحياة.
عدت للصف، رأيتها منكمشة على كرسيها في مواصلة للبكاء.

بقلم: القاصة مها الالمعي

عزيزتي مها ..
قصتك أكثر من رائعة استمتعت بقراءتها وأحسست بالعجز في التعامل مع داليا مثل أية معلمة ..لأنها بحاجة إلى مدرس يعرف جيداً كيف يتعامل مع هذه الفئة من الطلاب (ذوي الاحتياجات الخاصة )
ربما كان هذا الاستمتاع لأنني معلمة رياضيات وأختم هذا العام أربعين عاماً في التعليم
شعرت بأنني أنا المعلمة .. وأنا أهرول معك بين السطور من لحظة الطابور الصباحي حتى وصلت بنا إلى ذات الصف وذات المقعد في العام الذي يليه .. وتوقفتِ وأوقفت القارئ معك عند هذه اللحظة المُرّة التي بقيت فيها داليا كما هي .. لا الأم استطاعت أن تفعل شيئاً ولا المعلمة .. وهذه من كبريات المشاكل التي يعاني منها المعلمون .. حينما يعجز المعلم أن يقدم لتلميذه شيئاً ..
لذلك أحسنت اختيار العنوان ( وزر ) إلا أن الوزر مقارنة ب ( الذنب والخطيئة ووو) يعتبر من أعلى المراتب إضافة إلى أن الوزر يكون عن عمد وإصرار .. وأعتقد أن ما حصل في القصة كان خطيئة ..إذ أن الخطيئة ذنب من غير عمد .. ولو كنت أنا من كتب القصة لوضعت لها عنواناً ( العجز )

أما بالنسبة للأخطاء ..
فإني أشرت إليها - عند الاقتباس - بلون مغاير
وهنا التصحيح مع الأسباب :
= للصف = والصواب إلى الصف والسبب : نقول : أسير إلى ولا أسير لِ
= نقل حقيقتها المطلقة لي = الصواب ( إلي ) .. نقول نقل إلى ولا نقول نقل لٍ
= ببنية أصغر= ويمكن القول ( لها بنية أضعف من ... ) أو ( بنيتها أضعف من ... )
= جملة ( محاطاً بالطبيعية ) لم أفهمها
= وترفع شعرها = لا يجوز عطف فعل على اسم .. إذ سبقها كلمة شاحبة
والصواب ( ترفع ) من غير واو العطف
= في هيئة = على هيئة أصوب وأدق
= قالت علي أن أكون = الصواب - ( قالت : عليكِ أن تكوني ) لأنها هي التي قالت مخاطبة لك
= تشد حقيبتها لصدرها = تشد حقيبتها إلى صدرها
= وأخذتها لسائق الباص = الصواب وأخذتها عند سائق الحافلة
لأنك أخذتِ الطفلة إلى المكان الذي يوجد فيه سائق الحافلة .. ولا تقصدين السائق نفسه إنما قصدتِ مكانَ وجودِهِ .. لذلك ( عند ) ظرف مكان استخدامها أفضل
أما إذا كنت تقصدين أخذها إلى سائق الحافلة لغرض ما .. فالصواب أن تقولي ( أخذتها إلى سائق .. )
= كان خطأي = ( خطأ إملائي ) والصواب كان خطئي .. لأن الهمزة مكسورة توضع على نبرة
= لاتجاهه لمكاني = الأفضل : فجئت بصوت يرتفع تدريجياً حتى وصل إلى مسمعي ( هكذا أرى )
= فرغت غضبي من نفسي = خطأ والصواب ( فرغت نفسي من غضبي أو من غضبها )
لأن التفريغ يكون من الوعاء .. مثل : أفرغت الوعاء من الماء ... أو فرّغت
ولا نقول فرغت الماء من الوعاء .. بل نقول ( سكبت الماء من الوعاء )
=أشار العقرب للثامنة = الصواب أشار العقرب إلى الثامنة
= قبل أن أصل للباب = الصواب قبل أن أصل إلى الباب
= لن يجد يوماً = الصواب ( لم يجد وقتاً )
لأن ( لن ) تفيد النفي القاطع والمستحيل
أما ( لم ) فتفيد النفي المؤقت للفعل
= أحيل الصغيرة للمكان الخطأ = الصواب ( أنقل الصغيرة إلى المكان ... )
لأن الإحالة معناها النقل إلى مكان بعيد كل البعد عن المكان الأول
أو النقل من حالة إلى أخرى
لذلك نقول : أحيل الموظف إلى التقاعد ... وبذلك يكون قد نقل من عمله في مكان ما إلى مكان آخر بعيد
= أحدها طفى = خطأ إملائي وصوابها ( طفا )
لأ الفعل طفا مضارعه ( يطفو ) والفعل الماضي الذي ألفه منقلبة عن واو تكتب ( ألفاً ممدودة )
أما - على سبيل المثال ) جرى .. تكتب بالألف المقصورة لأن مضارعها ( يجري )
= تجلس في = خطأ وصوابها تجلس على

---
من الواضح عزيزتي مها أن معظم الأخطاء لها علاقة بمعاني حروف الجر .. إذ تكرر هذا الخطأ أكثر من مرة ..
إذ أن لكل حرف من حروف الجر معنى
أرجو أن تتقبليني مع فائق الاحترام والمحبة لسعة صدرك
تحية ... ناريمان الشريف