عرض مشاركة واحدة
قديم 04-10-2012, 09:39 PM
المشاركة 9
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأستاذة المها اليامي

في ردك الكريم على سؤال "هل ولادة النص عمل واعي ام مصدره العقل الباطن الذي ينظر اليه علماء الدماغ انه غير محدود القوة وعليه قد يشتمل المنتج الابداعي ما يفوق الفهم والاستيعاب حتى عند صاحب النص؟"

تقولين "واعي لحد الجنون".

- ربما ان الفكرة او الافكار الاولية يكون مصدرها العقل الواعي ونكاد نسمع انفسنا ونحن نفكر، وحين تدور في ذهننا تلك الافكار التي تحاول التشكل على شاكلة نمط ابداعي سواء قصيدة او نص قصصي او غيره، ولكننا في الغالب نجد انفسنا بعد تدوين الافكار الاولية وكأننا فقدنا السيطرة على نبع الافكار ومصدرها، وتأخذ الافكار تتوارد من تلقاء نفسها وكأن جنيا يتلبسنا، وفي ذلك ما يشير الى ان مصدر النصوص الابداعية بشكلها الكلي هو العقل الباطن وليس العقل الواعي، والذي يؤكد هذا الانطباع هو المخرجات الابداعية حيث غالبا ما نحصل على نص غير ذلك الذي خططنا له على مستوى العقل الواعي.

ولا شك ان هناك فروق فردية في طبيعة تلك الحالة التي تسيطر على المبدع اثناء ولادة النص الابداعي والفرق ينتج عن مستوى منسوب الطاقة الذهنية التي تتجمع في ثنايا الدماغ. وكلما كان مستوى الطاقة اعلى كلما زاد سيطرة وتحكم العقل الباطن على توليد النص من هنا يرى البعض بأن العملية الابداعية هي حالة ذهنية اقرب الى لحظة الوجد .

وكلما زادت سيطرة العقل الباطن على توليد النص يصبح النص اكثر تعقيدا وعمقا ووزنا وبالتالي اعظم اثرا ووقعا وعبقرية، ويصبح الاحتمال بأن يشتمل النص على لغة كودية تحمل على معاني مستقبلية اكبر.

ولو اننا لو وثقنا بقدرة العقل الباطن وتركناه يتولى عملية توليد النص من خلال التداعي الحر للافكار لوجدنا المخرجات الابداعية اعظم وزنا دائما. صحيح اننا قد نضطر احيانا لفرض الشكل والنمط الابداعي فمثلا حينما نجد انفسنا ونحن نكتب قصة قصيرة نتجه نحو تطوير احداث جانبية وهو ما يؤدي الى خلل في الشكل المطلوب نجد اننا ندفع انفسنا باتجاه الالتزام بالنمط والاطار المتفق عليه وهو التركيز على حدث واحد رئيسي، وهذا الدفع هو عمل واعي لكننا ما نلبث ان نفقد السيطرة من جديد ويصبح التداعي الحر للافكار هو السمة المسيطرة.

وعليه فأن الاعتقاد بأن العمل الابداعي عمل واعي هو اعتقاد خطير، ذلك لان المبدع قد يتجه نحو تمزيق النص الذي يتولد اثناء سيطرة العقل الباطن على اعتقاد انه ابن غير شرعي. وربما ان هذا هو السبب الذي يؤدي الى ذلك الشعور بعدم الرضى عن النص مهما كان عبقريا، والسبب ان الاسس العقلية الواعية لا تستطيع تقدير مدى العبقرية التي يكون النص قد تضمنها اثناء سيطرة العقل الباطن.