عرض مشاركة واحدة
قديم 04-11-2021, 12:18 PM
المشاركة 9
موسى عبدالله
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: هل يمكن للفرد العادي أن يتفلسف؟
ويلحظ الراصد ميلا نحو الابتعاد عن الفلسفة في مجتمعنا، وهو إدبار مشوب بنوع من الضبابية وعدم الفهم والتوقير الكاذب وبالتالي الابتعاد عن الفلسفة بوصفها نشاطا عقلياً أصلياً يقوم على استقلال العقل وتفرده.


وفي مثل هذا المناخ من العداء للفلسفة-حكاماً ومحكومين- يتخبط المجتمع وتسود اللاعقلانية، وتختل الخُطى.

غياب الفسفة عن يومنا المعاش في مجتمعنا آخر أسباب اضطراب الفكر والسلوك.

وهو ما يفسر حدة التراجعات والانقلابات سواء على الحكم أو الفرد كما أنه يهدد التماسك الوطني نفسه، ينال من الثقة بالذات، وفي غياب الفلسفة الموجهة تهتز الهوية نفسها، وينالها التداعي والسقم، ولا يجد الإنسان إجابة عن السؤال المركزي، من هوا لدينا موقفان متقابلان حول جماهيرية الفلسفة، يمثل الأول ( زكي نجيب محفوظ) الذي يؤكد على نخبوية الفعل الفلسفي،، بينما يمثل مراد وهبة الموقف الثاني الذي يراهن على كماهيرية الفلسفة، حيث يدعو صراحة إلى أن الوقت حان لكي ينشغل الفلاسفة بما يدور في عقل الإنسان الجماهير لا بما يدور في عقول الفلاسفة أنفسهم لأن الفجوة اتسعت بين الفلاسفة والجماهير ، واكتفى الفلاسفة بمخاطبة النخبة وسوف تتوقف هذه المخاطبة مستقبلا لأن أساس الجماهير سيحل محل النخبة وسيكون هو نفسه النخبة الجديدة ولابد من نشأة فلسفة جديدة تواكب النخبة الجديدة التي ستكون لها الأغلبية، تمكنها من أن تكون سيدة نفسها وسيدة العالم.

إن إشاعة الموقف الفلسفي بين الجماهير هو جزء من عملية التقدم. التي تعني التركيز على قيم العقلانية والاستنارة والنزعة النقدية في الوعي السائد وإن هذا المواطن محل الرهان على أن يشايع الفلسفة ويحتضنها في نبوءة مراد وهبة.
هو نفسه المواطن العربي الذي خاطبه صلاح چاهين في أغنية عبد الحليم حافظ الشهيرة ( المسؤولية ) عندما حلم بـ ( صناعة كبرى ) ملاعب خضراء، تماثيل رخام على الترعة وأوبرا، في كل قرية عربية، إنها النهضة الشاملة المتشابكة، وهو نفس التحدي الذي يعنيه مصطلح سيئ السمعة هو " بناء الإنسان" فهل يمكن إعادة تربية الجماهير البالغة الكبيرة من جديد؟!!
إن البحث عن ثقافة جديدة وبنية مجتمعية متقدمة، وصياغة قسمات إنسانية أكثر تقدماً تتصل بمهمة جماهيرية الفلسفة.
كفيتِ ووفيتِ حقيقة أعترف لا إضافة بعدإضافاتك
تحية احترام وتقدير شديدين لك أستاذة ياسمين