عرض مشاركة واحدة
قديم 04-10-2021, 06:57 PM
المشاركة 5
موسى عبدالله
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: هل يمكن للفرد العادي أن يتفلسف؟
أهلا بك و بحضورك وبمشاركتك الأولى بيننا أخ موسى عبدالله
و أهلا بجمال الفلسفة على متصفحك…
هذا المساء بالتأكيد سيكون مختلفا للتعلم في حضرة الفلسفة والرقي.


فلنسلم أن السؤال الفلسفي يعني الاكتشاف والاقتحام والتوغل بحثاً عن إمكانات فكرية وعلمية غير مطروقة، فهل يمكن أن نعامر بحثاً عن آفاق جديدة تخص السؤال الفلسفي في المجتمع العربي؟

لنتجنب مؤقتاً الحديث عن الجانب المربك الخاص بوضع الفلسفة في المجتمع العربي، وتقويمها، والتعرف على إسهاماتها في خريطة الفكر الفلسفي الإنساني، ولنركز الحديث حول مآل الفلسفة في ثقافتنا، ضرورتها وتشابكاتها وحيويتها ، وعطائها المفتوح.
الفلسفة كالكائن الحي ، تموت وتحيا، تزدهر وتأفل، تعيش وتتقوض، لكن حياة الفلسفة هي القاعدة وموتها هو الاستثناء.


هل يمكن أن تكون الفلسفة جماهيرية في مجتمعنا؟ وهل يمكن لرجل الشارع أو الفرد الجماهيري أن يتفلسف وأن ينال قسطا من هذا النشاط؟

لو توقفنا عند الشكل، أو التضاريس الظاهرة للصورة العربية فسوف يكون السؤال منتهياً، في مجتمع تعشش فيه الخرافة أو الجهل والأمية والتخلف، وتمارس فيه شتى صنوف القهر الرأسي والأفقي، البشري والميتافيزيقي، الماضي والحاضر، إلا أن التوغل وراء الشكل قد يفضي بنا إلى نتيجة مخالفة بعض الشيء ، ليست بسوداوية الرؤية السابقة
صحيح أننا نكون أزاء فلسفة شعبية تمثل جملة من المعتقدات السائدة في مجتمع تتقولب فيه عقول الناس، وتكون هذه الفلسفة الشعبية أسطورية ومتصلة وتقليدية وهي تقف إزاء الفلسفة المنظومية التي تعني الموقف العقلاني والنقد والتحليل.



هل نجحت تجربة ديورانت في تبسيط الفلسفة لجمهرة الناس غير المتخصصين؟

نعم بالتأكيد نجحت تجربة ديورانت ، ويبدو أننا في حاجة إلى تجربة عربية مماثلة يكون من شأنها أن تبسط الفلسفة للجمهور العريض من الناس، تشبه ما قدمه " أحمد بهاء الدين" في تجربته الممتعة ( أيام لها تاريخ) والتي كُتبت بأسلوب شيق جذاب نجح في الحفاظ على عمق المضمون بعيداً عن الجفاف، ويبدو أن محصلة تدريس الفلسفة في مدارسنا لها نتيجة سلبية تؤدي إلى إفساد الفلسفة لدى المتعلمين حيث تتحول إلى " أقراص للحفظ" ومواد للتلقين بدلاً من أن تُغرس في عقول النشء الموقف الفلسفي وأصول المنهج الفلسفي.

فلنعترف بضمور الدرس الفلسفي العربي حالياً، لنعترف أن هذا الموات قرين بموات المجتمع العربي والإنسان العربي.
إن العبارة الأساسية في فهم حقبة التدهور هي غياب الإنسان العربي غياباً شبه كامل، ربما هذا ما عاناه حسن حنفي بقوله " لايوجد موت نهائي للفلسفة، بل هناك إمكانية بعث لها وعودة الحياة لها..
تموت الفلسفة وتحيا في دورات وبإيقاع منتظم رتيب مثل ضربات القلب أو دفعات الناس".


هل نراهن على إحياء الفلسفة لدي الفرد الجماهيري؟

يصبح الإنسان فيلسوفاً حين يحذق التفكير ويقوى، ومن هذا بإمكان الفرد العادي أن يصبح فيلسوفاً، ومن ثم تكون الدعوة للتفلسف مفتوحة.وربما كان هذا الرهان قريناً بتحقيق شروط الموقف الفلسفي في المجتمع ككل وعلى مستوى العقل الجمعي، وفي مؤسسات التربية بأسرها وتنمية روح التوتر، والجسارة، وتنمية النزعة النقدية وتدعيم إرادة التغيير، وتنمية روح الإشكال، وتعزيز مناخ الإبداع العام والتأكيد على انتشار الروح النقدية وتنمية حب المعرفة باعتبار أن الفلسفة في النهاية هي معرفة المعرفة.

هل يمكن الرهان على إكساب الفرد الجماهيري النزعة الفلسفية،ومن خلال مهمة صياغة فلسفة جديدة تكرس نفسها لمعرفة الإنسان في حقيقته واستعداداته ومعنى حياته ورسالته على هذه الأرض؟

إكساب الفرد الجماعي "mass man" ثمة اتجاهان رئيسيان في الفكر الفلسفي يرى الأو ( ماركوز-أورتيغا-لوكاتش ) عدم جدوى عملية الجمهرة في الفكر الفلسفي، وهاجم الفلسفة الجماهيرية، في حين رأي الثاني ( ياسبرز ومارسيل) العكس حيث رصدا إحالة عصر التكنلوجيا الإنسان إلى إنسان الجماهير أي أذابا الفردي في العام، والإنسان الذي لا يفكر مثل الجميع محكوم عليه بالإعدام، فالوجود للجمهور وحده في حين يذهب " هيدغرو وكيركغارد" على أن الإنسان الجماهيري أو الفرد الكماهيري هو مجرد وجود زائف

ثمة تساؤلات تنتظر الإجابة


أرجو أن أكون قد وُفقت بالرْد على تساؤلاتك

وأرحب بك مرة أخرى بمنابر ثقافيةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
شكرا أستاذة ياسمين حفاوة ترحيبك وشكرا للوعي والتفكير
الوضاء حقيقة استأنست واستمتعت جدا بقراءة فكرك هنا من خلال الموضوع أبدعت وأصبت بكل كلمة ويلحظ الراصد ميلا نحو الابتعاد عن الفلسفة في مجتمعنا، وهو إدبار مشوب بنوع من الضبابية وعدم الفهم والتوقير الكاذب وبالتالي الابتعاد عن الفلسفة بوصفها نشاطا عقلياً أصلياً يقوم على استقلال العقل وتفرده.
غياب الفسفة عن يومنا المعاش في مجتمعنا آخر أسباب اضطراب الفكر والسلوك.
إن إشاعة الموقف الفلسفي بين الجماهير هو جزء من عملية التقدم. التي تعني التركيز على قيم العقلانية والاستنارة والنزعة النقدية في الوعي السائد وإن هذا المواطن محل الرهان على أن يشايع الفلسفة ويحتضنها في نبوءة مراد وهبة.
تحية إكبار وإجلال لفكرك أستاذة.