الموضوع: عصفورة المطر
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-10-2022, 02:05 AM
المشاركة 398
ناهد شبيب
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: عصفورة المطر
بَعْثَرة
.
.
.
مُشَتَّتةٌ شَراييني
مُبَعْثرةٌ ظِلالُ الآهِ...
يا عُصْفُورةَ الأرقِ
مُشَرَّدةٌ على الطُّرُقِ
وأنتِ هواكِ يا قَدَريْ
ويا عُمُريْ
رَياحينٌ وأسفارٌ أُغَنِّيها
فلا تَتَهيَّبي أَلَمي
أنا بحرٌ من القَلَقِ
شَهِدتُ بأَنّكِ الأُنثى
وأنّكِ ضِلعيَ المكسورُ...
يا صَلصَالَ أحزاني
ويا رِيحًا أُصافِحُها
وتُوريْ نارَ بُركاني
وأنَّكِ يا مَلاذِ الصَّحوِ...
بالغَرقِ
سأذكُرُها
عَذَاباتي انْكِساراتي
وتَعْرِفُني
وهذا العمرُ يُنكِرني
ويَرميني
ويَصفعُني
ويُدْميني
ويَصْلِبُني
على الوَرَقِ
* * *
وَلِيْ وَطنٌ من الأحزانِ والألمِ
أَحزُّ عليهِ ذَاكرتي
وأعشقُهُ
ويُنكرُني
وأُنكرُهُ
من الأدماءِ والسَّقَمِ
ويُقْبِلُ نَحويَ الخُطًّارُ...
مَنْ هذا؟؟
أنا اللَّاشيءُ يا وَطَني
عَذَاباتي
وأحزاني
مَحَتْ أَحلاميَ الكُبرى
وقافِيَتي وألوانيْ
لعلَّ العمرَ يُنْزِلُني
بوادٍ غيرِ ذي زَرْعٍ ويُلقِيني
ويَنْساني
وساعةُ مَوْلدي العَجْفَاءُ...
لا كانتْ
ولا كُنَّا
* * *
أنا اللَّاشيءُ في دُنيَا
وِلادتُها
تُوافقُ ساعةَ الموتِ
سأُطفئُ نارَ أحزانيْ
بِبعضِ الخَمْرِ والأرقِ
فَلا وَطنٌ أُساقيْهِ
بأَسحاريْ
وأَرفعُ صَوبَهُ صَوتيْ
بأذكاريْ
سَأمسحُ دَمعِيَ المَطلولَ...
في صُبْحِي وفي غَسَقيْ
وأُودِعُ نبضَ شِرياني
دَمَ الخُطَّارِ في الطُّرُقِ
.
.
.
مبعثرة من اللاشيء
أنسج صبح أقلامي
مهلهلة مواويلي
مبددة على الورق
وأنت مآل تلك الروح
والأجساد في الغرق
أنا وطن
أضاع العيد
قبل صيامه الدامي
وشد حبال ذاك الجوع
من صبر وأسقام
أنا جبل من التحنان
ماتت شمس أحلامي
سأدركهم ببعض الصبر
كي يسلوا
أساقيهم على عطشي
بدمع مالح العتب

وليس معي قميص أخي
عليه دمٌ من الكذب
أقايضهم على سفر
بدرب ملّ من تعبي
ومن أسفي
ومن غضبي

أنا نسر تخضبني الدماء ونازف جرحي
أتيت أعاتب الغربان
ماتعبت من الردح
طفوت بشهقة الحرمان
والخذلان للسطح
أتيت أحاسب التاريخ
ظلما طال في الشرح
ليرسم سحنة البلدان
بعد تهشم الصرح
ولي وطن أعانقه
وبين الجد والمزح
تسلل منه رمح اليأس
من ذبح إلى ذبح
...وكيف وكيف يا أمي
أمنّي الروح.. قولي لي
إذا ما الريح أغوتني
ركبت الصعب رحّالا
أعاندها فتدفعني
وأرفض صائحا لالا
و أبلع جرعة الآلام
واحدة تلي الأخرى
وأرجع للنداء البكر
من صفصافة الدّار
أشمّ قرنفلَ الأبواب
ريحَ الطائع العاصي
ومن درعا لتل شهاب

من بردى لمعلولا

لديك الجن للقلعه
ومن ناعورة الجسر
إلى الغاب
وللزيتون في منبج
حديث الحب في الباب
وأقصد قاسيون المجد
ألثم وجهه الأخضر
فتبْسم ربوة شقراء
يضحك ثغرها الأسمر

ويرفع صوته العاصي
تراك رجعت
أم بعد ؟!!!!
أقول: بلى
وصلت الشام ....
قال تحقق الوعد
وجاء مسلّما يعدو

ناهد