عرض مشاركة واحدة
قديم 11-26-2019, 02:47 PM
المشاركة 129
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: هـــــــي الـدنيـــــــــــا !!
الإمام علي رضي الله عنه :
"النَفسُ تَبكي عَلى الدُّنيا وقَد عَلمَتْ أنَّ السَّلامةَ فيها تَركُ ما فيها،
لا دارَ لِلمَرءِ بعدَ الموتِ يَسكُنُها إِلَّا التي كانَ قَبلَ الموتِ بانيها"
حيث تشغل الدُّنيا وأحوالها بال الناس، فتراهم يفكرون بها ويقلبون ظروفها حتَّى يصلوا معها إلى معناها وحقيقتها، وهذا هو حال الشعراء الذين كتبوا آلاف الأبيات والقصائد عن الدُّنيا، واصفين سعادتها وبؤسها، بياضها وسوادها.
أما أبو العتاهية

فقد جرب حلوها وزهد بها
عاش أبو العتاهية في العصر العباسي وعاصر الخليفة هارون الرشيد، كان ميَّالاً إلى ملذات الحياة من مجون ولهو، لكنه انقلب فيما بعد على دنياهُ فزهد بما فيها، وهجر شعر المديح والغزل إلى شعر الزهد

ومما قاله أبو العتاهية في الدُّنيا:
أرَى الدًّنيا لمَنْ هيَ في يديْهِ، عَذاباً كُلَّما كثُرتْ لديْهِ
تُهينُ المُكْرِمينَ لَها بِصُغْرٍ، وتُكْرِمُ كُلَّ مَنْ هَانتْ عَليهِ
إذا استَغنيتَ عن شيءٍ فدَعهُ، وخُذْ ما أنتَ مُحتاجٌ إليهِ

ويقدم أبو العتاهية نصيحة مجرِّب للدُّنيا قد تاب عمَّا فيها طمعاً بالذي يليها:

لعَمرُكَ ما الدُّنيا بِدارِ بقاءِ، كفاكَ بِدارِ الموتِ دارَ فَنَاءِ

فلا تَعشقِ الدُّنيا أخي فإنَّما يُرَى عَاشِقُ الدُّنيا بجُهدِ بَلاَءِ

حلاوتُها ممزوجَةٌ بمرارةٍ، ورَاحتُها ممزوجَةٌ بعَناءِ

فلا تَمشِ يوماً في ثِيابِ مَخيلَةٍ؛ فإنَّكَ مِن طِينٍ خُلقْتَ وماءِ

ولله نَعْمَاءٌ عَلَينا عَظيمَةٌ، وللهِ إحسانٌ وفضلُ عطاءِ

ومَا الدَّهرُ يوماً واحداً في اختِلافهِ، ومَا كلُّ أيَّامِ الفتى بسَوَاءِ


ومَا هو إلَّا يومُ بؤسٍ وشدةٍ، ويومُ سُرورٍ مرَّةً ورخاءِ

وما كلُّ ما لم أرْجُ أُحرَمُ نَفْعَهُ، وما كلُّ ما أرْجوهُ أهلُ رَجاءِ

أزورُ قُبورَ المترفينَ فلا أرَى بَهاءً، وكانوا قَبلُ أهل بهاءِ

وكلُّ زَمانٍ واصِلٌ بصريمَةٍ وكلُّ زمانٍ مُلطَفٌ بجَفَاءِ

وعن حرص الإنسان على الدُّنيا يقول أبو العتاهية:

كلٌّ علَى الدُّنيَا لَهُ حِرصُ والحَادثاتُ أناتُهَا غفصُ (غفص: على حين غرَّة)

تبغي مِنَ الدُّنيا زيادتها وزيادَتي فيها هيَ النَّقصُ

وكأنَّ مَنْ واروهُ فِي جدثٍ لمْ يبدُ منهُ لناظرٍ شخصُ


ليَدِ المنيِّةِ في تلطُّفِهَا عن ذُخْرِ كلِّ شَفيقَةٍ فحصُ