الموضوع
:
النار
عرض مشاركة واحدة
10-24-2022, 12:01 AM
المشاركة
2
نوري داود
من آل منابر ثقافية
تاريخ الإنضمام :
Nov 2020
رقم العضوية :
16290
المشاركات:
191
رد: النار
ارجوا اعتماد القصيدة الاصلية
النار
يتقاتلُ الفانون كي ما يجمعوا = من كلّ فانٍ فانيًا ويوسّعوا
وإذا هُمُ ملكوا الأزمّة والغنى = حتّى مقاليد السما لن يقنعوا
يتسابقون إلى الذنوب كأنّهم = لجبال تبرٍ بالمعاولِ أسرعوا
وتنافسوا للموبقات ونزْرها = للنار يدخلهم بخزي يشنعُ
وعلى الجحيم تزاحموا وبها هُمُ = سودٌ يلوّعهمْ حريقٌ أفظعُ
قالوا المهيمنُ للخطايا غافرٌ = يومًا نتوب إذا يشاءُ ونركعُ
ولنحسن الظنّ الجميل بربّنا = فبرحمة الله العقوبة ترفعُ
ونسوا بإنّ الله يملأُ ناره = بالعالمَيْن بما عصوا وتمتّعوا
الله يسألُ هلْ مُلئتِ؟ تجيبه = هل من مزيدٍ بالضرام يولّعُ
فلم التزاحم والجحيمُ بوسعها = ضمّ الخلائق كلّهم، بل أوسعُ
أبوابها سبعٌ عليها خازنٌ = ملكٌ عبوسٌ مالكٌ متربّعُ
ولها زبانيةٌ غلاظٌ جهّمٌ = لله لم يعصوا ولم يتمنّعوا
زقومها للجائعين مصاهرٌ = والمهلُ فيها للوجوه مسفّعُ
تُشوى الجلودُ وحين تنضجُ صاغها = خلقًا جديدًا للتوجّعِ تصنعُ
صوت التأوّه فاق صوت أجيجها = وبها النصيصُ مع التغيّظ يسمعُ
الناسُ فيها والحجارُ وقودها = ولهم ثيابٌ من سعيرٍ يلذعُ
وإذا أعدّوا للخروج من اللظى = فلهم مقامع من حديدٍ تردعُ
زجروا إذا سألوا لغمٍّ مالكًا = الله يومًا من عذابه يرفعُ
أو يقضي الله العزيز عليهمُ = فلعلّ ذاك عن العذابِ المدفعُ
لا موت فيها لا حياة ولا نجا = ومصيرُ داخلِها الخلودُ المُفزعُ
حصبٌ لها الظالمون وجندهم = وبقعرها يغلي النفاقُ ويُلفعُ
الملحدون إذا رأوها آمنوا = أنّ العذاب لما أقرّوا الأبشعُ
وإذا رآها الكافرون تيقّنوا = أنّ السعير لمن عصاه الأوجعُ
زمرًا أتوها والأصابعُ قُضّمت = ندمًا لردء مصيرها لا ينفعُ
في الحشر لا يستعتبون لكفرهم = وإلى الشفاعة لم يصلْهمْ مَفزَعُ
الخلقُ واردها وينجو رحمةً = من كان ذا حظّ عظيم يشفعُ
رد مع الإقتباس