عرض مشاركة واحدة
قديم 06-11-2021, 09:05 PM
المشاركة 4760
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال
الدراسات العلمية حول مجمع الأمثال:
تركزت معظم أعمال الدارسين – منذ القرن السابع عشر الميلادي – حول كتاب الميداني في محاولات متكررة لتحقيقه ونشره. ففي أوروبا أصبح من المتفق عليه بين الباحثين أن أول من فكر في نشر نص الميداني بأكمله هو المستشرق الإنجليزي ((إدوارد بوكوك Edward pocock (1604م- 1691)). وقد أعد بوكوك نسخة مزودة ببعض الشروح باللاتينية غير أن محاولته توقفت بموته فذهبت مخطوطته إلى مكتبة بودليان Bodlian في اكسفورد

وقد قامت بعد بوكوك عدة محاولات لنشر الكتاب منها محاولة جون جاكوب رايسكه J. jakob Reiske (1716- 1774م) الذي كان من أكثر محبي الميداني تحمساً. ولكنه اضطر لضغط بعض الظروف المادية إلى تأجيل مشروعه الكبير لنشر مجمع الأمثال مكتفياً بنشر مجموعة مأخوذة من الميداني تضم أمثالاً تتعلق بالعصا. وذلك في سنة 1758م في مدينة ليبزج.
ومن الأوربيين الذين فكروا في نشر كتاب الميداني المستشرق شيديوس E. Sheidius الذي حاول نشر كل الكتاب ولكن مشروعه ما لبث أن فشل وبدلاً منه أصدر مجموعة صغيرة من أربع وعشرين صفحة مأخوذة من الميداني.
وفي سلسلة المحاولات المتكررة لنشر مجمع الأمثال، انتسخ هـ. أ. شلتنز H. A. Schultens (1749- 1793م) ترجمة بوكوك وشرحه للكتاب عندما سافر إلى اكسفورد عام 1772م. ثم نشر في السنة التالية مقتطفات منه ولكن أمله في نشر الكتاب كاملاً لم يتحقق.
وقد اجتذب مجمع الأمثال مجموعة أخرى من الدارسين من المستشرقين أمثال: ن. ج. شرودر N. G. Schroeder تلميذ شلتنز. وروزنملر Rosenmuller] وشيد Scheid] وس. د. ساسيS. de Sacy وكنكل Kunkel] وكاترمير الذي نشر أجزاء من ترجمته لمجمع الأمثال في المجلة الآسيوية Nouveau Journal asiatique, (1828) I- 177 ff (Janvier 1838, p. 21I وهابشيت Habicht] ولكن جهود هؤلاء جميعاً لم تكلل بالنجاح.
غير أن أول من استطاع أن يفوز بنشر مجمع الأمثال كاملاً هو العالم الألماني ج. و. فريتاج G. W. Freytag الذي نشر النص العربي للأمثال متبوعاً بترجمة لاتينية لشرح الميداني في ثلاث مجلدات ظهر أولها في بون سنة 1838م تحت عنوان: Arabum Proverbia وثانيها سنة 1839م وثالثها سنة 1843.
لقد أسقط فريتاج نص شرح الميداني العربي، واكتفى بترجمة هذا الشرح إلى اللاتينية بتصرف كبير، وقد أخل ذلك بقيمة الكتاب بعض الشيء ولكنه مع ذلك عمل جليل جعل كتاب الميداني يصل إلى أيدي الدارسين في أوروبا بسهولة ويسر. وقد أصبح كتاب فريتاج الآن أحد المصادر ((الكلاسيكية)) التي ينظر إليها الناس بتقدير كبير، ولا زال العلماء والمستشرقون يعتمدون على هذا الكتاب في أبحاثهم ودراساتهم، ولا يكادون يعولون على غيره من طبعات مجمع الأمثال، لفرط ثقتهم به واعتمادهم عليه.
أما في الشرق فإن مجموعة الميداني – بالرغم من اعتراف الناس بها كأكبر مرجع للأمثال العربية القديمة – فإنها لم تر النور إلا في سنة 1248هـ/ 1867م عندما نشر النص العربي في بولاق تحت إشراف الشيخ محمد قطة العدوي والشيخ محمد الصباغ. ثم طبع الكتاب في طهران سنة 1290هـ/ 1873م وفي القاهرة مرة أخرى 1310هـ/ 1892م، ثم توالت بعد ذلك طبعات أخرى ليس فيها النسخة المحققة تحقيقاً جيداً. ومن هذه الطبعات طبعة المكتبة التجارية بتحقيق الشيخ محمد محي الدين عبدالحميد سنة 1959م وهي طبعة تجارية تحتاج إلى كثير من التحقيق والنقد، إذ لا يشير ((المحقق)) إلى نسخ خطية اعتمد عليها ولا يسميها، ولعله اعتمد إحدى الطبعات المصرية القديمة، ولا يوجد إلى الآن في البلاد العربية طبعة معتمدة على المقارنة بين المخطوطات المختلفة ومحققة تحقيقاً علمياً صحيحاً على الرغم من أن نسخ مجمع الأمثال موجودة في مخطوطات كثيرة تنوف على الثلاثمائة كما ذكر ذلك بروكلمان.
اختصر مجمع الأمثال الشيخ يوسف الجنوبي (؟) ومخطوطة هذا المختصر موجودة في مكتبة عارف حكمت في المدينة المنورة تحت رقم 182 مجاميع. وتقع في اثنتين وسبعين ورقة كل ورقة تسعة عشر سطراً.
كما قام الشيخ إبراهيم الأحدب اللبناني بنظم أمثال مجمع الأمثال وشرحها وذلك في كتابه ((فرائد اللآل في مجمع الأمثال))، وطبع الكتاب في بيروت سنة 1312هـ/ 1895م.
ولعل من المفيد – في معرض الكلام عن الدراسات العلمية عن مجمع الأمثال – أن نذكر أن لكاتب هذا البحث دراسة نقدية مقارنة لأمثال الميداني القديمة، نال بها كاتبها درجة الدكتوراه من جامعة ليدز Leeds في بريطانيا بعنوان ((دراسة نقدية مقارنة للأمثال العربية القديمة الموجودة في مجموعة الميداني)) وذلك سنة 1966م. ولا يزال ((مجمع الأمثال)) كنزاً مطموراً يحتاج إلى تكاتف العلماء والدارسين لاستخراج نفائسه والاستفادة منها.
منقول