الموضوع: في اللغة
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-18-2013, 11:03 PM
المشاركة 4
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الكتاب: معاني الحروف
المؤلف: علي بن عيسى بن علي بن عبد الله، أبو الحسن الرماني المعتزلي
(من)
و(من) ولها سبعة أوجه:

استفهام نحو قولك: من عندك فتقول مجيبا زيد أو عمرو وهي نظير ما إلا أنها لمن يعقل خاصة وما للأجناس كائنا ما كانت ومن ذلك قوله تعالى: (يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا) ، فخرجه مخرج الاستفهام ومعناه التنبيه على حال لم يكونوا متنبهين عليها.
وجزاء نحو: من يأتني أكرمه قال الشاعر

من يفعل الحسنات الله يشكرها ... والشر بالشر عند الله مثلان
وموصولة نحو: من يأتيك أكرمه، وإن من في الدار يكرمك، ومن ذلك قوله تعالى: (ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا) أي منهم الذي يقول وموصوفة نحو: مررت بمن خير منك وهي نكرة، قال الشاعر:

يا رب من يبغض أذوادنا ... رحن على بغضائه واغتدين
فدخول رب عليها دل على أنها نكرة وكذلك قول الآخر:

رب من أنضجت غيظا صدره ... قد تمنى لي موتا لم يطع
ومحمولة على التأويل في التثنية والجمع والتأنيث نحو قول الفرزدق:

تعال فإن عاهدتني لا تخونني ... نكن مثل من يا ذئب يصطلحان
فثنى ضمير من على التأويل، ومن ذلك قوله عز وجل: (وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يَعْقِلُونَ) . فجمع على التأويل؛ فأما قوله تعالى: (وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ) ؛ في موضع آخر فعلى اللفظ وأما الحمل على التأويل في التأنيث فنحو قوله تعالى: (ومن تقنت منكن لله ورسوله) فمن قرأه بالياء حمله على اللفظ.
وموسومة بعلامة نكرة في مثل قول القائل: رأيت رجلا فتقول منا فإن قال هذا رجل فتقول: منو وإن قال مررت برجل فتقول: مني تسمها بعلامة تدل على أنك مستفهم عن نكرة فإن قال: رأيت رجلا قلت منن وإن قال هؤلاء رجال قلت منون كما قال:

أتوا ناري فقلت منون أنتم ... فقالوا الجن قلت عموا ظلاما
ومنقولة من اجل أم كقوله تعالى: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا) . نقلتها عن الاستفهام من اجل أم لأنه لا يدخل استفهام على استفهام كما نقلتها حين أدخلت عليها أم في قوله:

أم هل كبير بكى لم يقض عبرته ... إثر الأحبة يوم البين مشكوم
قال أم قد كبير فنقلها عن معنى الاستفهام إلى معنى قد.