عرض مشاركة واحدة
قديم 08-06-2010, 06:37 PM
المشاركة 3
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: رحلـــــة إلى المقابــــر ....مـن يشارك ؟؟
المشهد بالمختصر


السلام عليكم أيها الأحياء الميتون عما قريب
سأذهب أنا وأنتم الى المقابر-
والخطاب والنداء في هذا البرنامج موجه للجميع –
رجالا ونساء – شيبة وشبابا – صغارا وكبارا-
ولكنني سأخاطب المفرد المذكر للسهوله –

نعم ان لكل بداية نهاية –
هو الموت لا ملاذ منه ولا مهرب –
فلكل بداية نهاية وبعد القوة يحل الضعف
وبعد الحياة لا بد من الموت –
قال تعالى ( انك ميت وانهم ميتون ) –
أنت الآن على فراش الموت –
يحضرك عزرائيل ملك الموت –
يقف عند رأسك - لقد جاءت ساعتك –
ولا بد أن يقبض روحك –
ها قد خرجت روحك من بدنك
والتقفها ملآئكة الموت-
وصعدوا بها الى باريها – وماذا بعد ؟

هذا أنت الآن يا ابن آدم اصبحت جثة هامدة بلا حرك-
وقد جردت من الثياب والزينة
وما بقي إلا قطعة واحدة من القماش الأبيض
تستر بها عورتك –
أنت الآن مسجى على ألواح خشبية لتغسل وتطهر –

فأين العينان لتبصر وترى ؟
وأين اليدان لتتحرك وتبطش ؟
وأين ذلك الجسد القوي- لقد انتهى –
أنت الآن ممـدّد على لوح وقد جردت من ملابسك –
جسد بلا روح لا حول لك ولا قوة –
الكل حولك يبكي على رحيلك –
فاليوم آخر يوم يراك أهلك ومحبوك –
ومهما بكوك فلا عودة –

هل تدري ما سيفعل بك المغسل الآن ؟
انه يضغط على بطنك ويعتصره ليخرج منه آخر ما كان من طعام في امعائك ؟
ثم يصب عليك الماء ويغسلك المغسل
وأودعوني على الألواح منطرحا******وصارفوقي خريرالمـــــاء ينظفني
وأسكب الماء من فوقي وغسلني*****غسلا ثلاثا ونادى هلموا اليه بالكفن

ها قد غسلك المغسّل وطهرك من كل قشور الدنيا -
وكفنوك بقماش أبيض لا يزيد عن مترين –
هذا ما خرجت فيه من هذه الدنيا ..
وها هم يربطونك من فوقك ومن أسفلك
حتى لا يتزحزح عنك الكفن ..
وماذا بعد ؟

أنت الآن جاهز لتوضع في التابوت ملفوفا بكفنك –
وفوقك سجادة أو بطانية لتحمل على الأكتاف –
ها قد حملوك -
وها أنت على أكتاف الرجال يذهبون بك الى المسجد –
وهم يهللون ويكبرون –
فاذا كانت الجنازة صالحة أسرعت وكانت خفيفة الحمل على الأكتاف – وقالت قدموني قدموني –
واذا كانت والعياذ بالله غير صالحة
قالت : يا ويلتي أين تذهبون بي ؟
لقد وصلت جنازتك الى المسجد –
الآن توضع أمام المصلين للصلاة عليك صلاة الجنازة –
ويدعو لك الامام بالرحمة والمغفرة
– فرحمة الله عليك –
لقد صرت من الأموات الذين
يترحم الناس على روحه عند ذكر اسمه
- يا لقصر الدنيا !!! –
ويا لهذا العمر الذي مر كلمح البصر
– أرأيت ؟
والان ستخرج مرة أخرى محمولا على الأكتاف من المسجد للذهاب بك الى مثواك الأخير –
ستصل بعد قليل الى مسكنك الجديد – القبر –
فيا لوحشة المنزل الجديد
- القبر –
انه حفرة مظلمة معتمة تملؤها رطوبة الأرض –
لا تدخلها شمس-
القبر – بيت الغربة – بيت الوحشة –
بيت الهوام والحشرات والديدان –
حفرة في الأرض – فمن الأرض خرجت واليها تعود-
انظر الآن الى منزلك وقصرك والفيلا
والتي قضيت عمرك في بنائها
- لم تعد تنفع !! –
انظر وتأمل منزلك الجديد – بيت حقير – اسمه القبر
يا للقبرما أوحشه !!
– انه بيت الغربة –
هذا القبر الذي أبكى الأنبياء
و أخاف الصالحين وأرعب العلماء و المجتهدين –
فهلا بكيت الآن على هذا المثوى –
لقد وصلت جنازتك الى المقابر –
واقتربت من قبرك –
هنيهات وتوضع في القبر
هذا هو قبرك تخيل معي – حفرة في الأرض –
ستترك فيه وحدك – ليس معك أحد من أهلك يسليك
– أنت لآن غريب غريب- في غربة اللحد والقبر –
ليس الغريب غريب الشام واليمن***** ان الغريب غريب اللحد والكفن
الكل يتعلق بك يريد مرافقتك وأنت حي –
والان وانت ميت من الذي يرغب بمرافقتك ؟
لا أحد – حتى أكثر الناس محبة لك وعطفا عليك
لن يرافقك أحد
- هنا ستبقى وحدك –
الان تحمل بين الأيادي وتوضع في قبرك -
سيلقي بك محبوك في القبر بأيديهم
ويغادرونك
وتبقى وحدك –
وحدك !!!
فسبحان الله أتى ابن آدم وحيدا
ويخرج من الدنيا وحيدا –
لا مال ولا ولد ولا زوج –
انما خرج من الدنيا بعمل وكفن .
وماذا بعد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

توضع الآن على الأرض
دون فراش ولا وسائد ولا مكيف
- وتـُحل عنك الآربطة
ويوجـّه وجهك نحو القبلة –
ويغلق عليك القبر بالطوب -
وتسد منافذ الهواء عنك –
اذا كان قبرك فوق الآرض
فهو غرفة طولها لا يزيد عن مترين
وعرضها لا يزيد عن متر واحد –
واذا كان قبرك محفورا في التراب –
يوضع بلاطة على وجهك ثم يحثى عليك التراب –
ويسوى فوقك التراب -
وماذا بعد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ها قد سكنت مسكنك الجديد –
وحان الآن موعد مغادرة من أحضروك –
ها أنت تسمع وقع أقدامهم تغادر القبر –
ويروحون عنك – فتحاول اللحاق بهم –
لكنك لا تستطيع !!!-
كل يغادرك ويذهب لحال سبيله
سائلين المولى لك الرحمة والمغفرة –
وتبقى في القبر وحدك بانتظار منكر ونكير
فما عليك الآن إلا الاستعداد للسؤال-
وعليك الاجابة دون تلكؤ ولا تردد –
من ربك ؟ ومن نبيك ؟ وما دينك ؟
تذكر – أنت بالتأكيد تحفظ الاجابة جيدا
ولا تعتقد انك لا تستطيع الاجابة –
ولكن نسأل الله الثبات ؟
فاللهم ثبتنا بالقول الصائب
– انتهى كل شيء –
لم يسكن معك في قبرك إلا عملك الصالح –
وان كان لك ولد صالح يدعو لك ستنال من دعائه خيرا –
وان كنت قد تصدقت بصدقة جارية في حياتك الدنيا يصلك أجرها -
فقط هذه الثلاثة –
وما دون ذلك من زينة الدنيا فقد تركته لورثتك –
انظر الآن بنفسك – ما الذي ينفعك ؟
هل كان للكفن جيوب –
هل أخذت معك شيئا ؟
لا والله – لم تأخذ شيئا –
تركت المصنع والشركة والفيلا والقصر والسيارة
والأموال في البنوك وكل شيء تركته خلفك ؟
فماذا أنت فاعل ؟
أنت الآن في قبرك وحدك
ستبيت على الأرض عاريا لا يفصلك عنها سوى هذا الكفن - وما هي إلا أيام حتى ينتفخ بطنك
ثم ينفجر كالقنبلة بداخل القبر
– ليستمتع الدود بأكلك !!-
فأول ما يبدأ الدود يبدأ بأكل الحدقتين –
وبعدها يأكل ما تبقى من جلدك ولحمك
وكل ما في أحشائك –
وبعد سنوات يذوب العظم ولا يبقى إلا عجْبَ الذنَب –
وعجب الذنب: هو عظمة العصعص-
منها يعاد خلق الانسان من جديد يوم البعث –
وقبل أن أتركك في رعاية الله – أذكرك -
قد يكون القبر روضة من رياض الجنة –
وقد يكون حفرة من حفر النار- فانظر أيها تختار-
= اخي الكريم –
لا تخف أنت لم تمت بعد –
وهذا الميت ليس أنت –
انه واحد من أحبابك الذين سبقوك
ولا بد أنك ستلحق بهم -
فاعمل لتلك الحفرة –وجهز لتلك الرحلة –
فهذه هي مشاهد الرحلة بالمختصر –
وقي الحلقات القادمة سأبدأ بتفصيل المشاهد –
ألقاكم غدا – هذا ان عشنا ليوم الغد ؟ ومن يدري ؟
لا تنسوني من الدعاء –
باذن الله الى اللقاء أيها الميتون عما قريب




.... تابع الرحلة
.... ناريمان