عرض مشاركة واحدة
قديم 10-21-2010, 04:31 PM
المشاركة 2
جميل عبدالغني
أديب سعـودي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
في غيبوبة الفكر
تسلل إلى ذاكرتي عنوة أحد الأصدقاء
وأجبرني على البوح بحبها
فبحت بحبها وأنا في كامل قواي القلبية


تـُرى ..
ما سر ارتباط الإنسان بمكان ما ..؟
ما هو سر الإحساس بالحنين إلى مدينة ما
بغداد .. لا أدري . هل تسكنني أم أسكنها ؟



بغداد
وأنا أنتظر أوبتها السرية إلى ذاكرتي
بكيتها
ناديتها
بغداد .. هل تسمعين ؟
ولما لم تجبني
كتبت إليها ..




بغداد .. حبيبتي
هلمي إلي .. عانقيني
آتية إليك ..
حملت من توي قرطلاً فيه من الشوق ما لا يكفيها
وحقيبة سفر عبأتها بكم ٍ من حنين هرم عمره تجاوز الثلاثين عاماً .. حنينٌ لا يفيها حقها
وانطلقتُ
أتخطى المسافات .. أعبرُ الحدود .. وأتجاوزُ الحواجز العسكرية
وصلتها منهكة الحنين
وطئت أرضها أتصبب شوقاً


عانقتها .. وبكيتها ..
تجولت في شوارعها .. تلفت هنا وهناك .. وراودتني ذكريات
كنت أظنها ماتت .. لكنها صاحية لم تنم
هنا جلست
وهناك شربت ( إستكانة) كوباً من شاي العراق المعتق
هنا أكلت من سمك نهر دجلة .. لا .. أظنه الفرات
هناك رفعت رأسي وأنا أتأمل الجسر المعلق
هنا .. بالضبط هنا ..
كانت لي وقفة مصورة مع الشاعر الكبير معروف الرصافي عند تمثاله
سألته .. كيف أنت أيها الشاعر هل ما زلت شامخاً كما عرفتك ؟
تجولت في شوارعها وعبق التاريخ ينبعث منها
رأيت هارون الرشيد .. يبكي
انطلقت من فوري إلى ( سلمان باك )
قبل أن يلقي القبض علي أحدُ الجنود
لأسأل عن حال القادسية .. وحال صهيل الخيل .. أما زال يصدح في سماء المدينة ؟
كان سعد بن أبي وقاص عابساً ..
مالك يا ابن الوقاص ؟
ماذا جرى ..
وقبل أن أغادركم .. لا أريد أن أنسى ..
أطفال العراق كانوا في استقبالي على بوابات بغداد ..
رأيتهم يتضاغون جوعاً .. ويقتاتون على الرصاص
يحلمون بالهدوء
وها أنذا قد عدت من رحلتي إلى بغداد الحزينة
الهي ..
رفقاً بأهل بغداد
رفقاً بأهل بغداد
بغداد بعض روحي

الأخت ناريمان
مشاعر تحمل أنين
لمجتمع ييش بحلم الهدوء والسعادة كان الله بعونهم وفك ضيقتهم ويعدون كما كانوا وينعمون بالإستقرار
رحمالك يا إلهي بهم ووحد صفهم