عرض مشاركة واحدة
قديم 01-16-2021, 07:52 AM
المشاركة 3436
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال
.... أَعْرَضَ ثَوْبُ المَِلْبَسِ ....

وذلك إذا عرضَتِ القِرْفَةُ* فلم يدر الرجلُ من يأخذ ، ويروى
" عَرَضَ " فمن روى " أعرض " كان معناه ظهر ، كقول عمرو :

* وأَعْرَضَتِ اليَمَامَةُ وَاشْمَخَرَّتْ *


ومن روى " عَرَضَ " كان معناه صار عريضًا ، والمَِلْبَسُ : المُغَطَّى ،
وهو المتهم ، كأنه قال : ظهر ثوبُ المتهم ، يعني ما هو فيه
واشتمل عليه من التهمة ، وهذا قريب من قولهم " أَعْْرَضَتِ القِرْفَة "
وذلك إذا قيل لك : مَنْ تتهم ؟ فتقول : بني فلان ، للقبيلة بأسرها ،
وهذا من قولهم " أَعْرَضْتُ الشيء " جعلته عريضًا .
قال أبو عمرو : كان أبو حاضر الأسدي أسيد بن عمرو بن تميم من
أجمل الناس وأكملهم منظرًا ، فرآه عبد الله بن صَفْوَان بن أمية
الجُمَحِيُّ يطوف بالبيت ، فراعَهُ جماله ، فقال لغلام له : وَيَْحَك
أدنِنِي من الرجل ، فإني أَخَالُه امرأ من قريش العراق ، فأدناه منه ،
وكان عبد الله أعرج ، فقال : ممن الرجل ؟ فقال أبو حاضر : أنا
امرؤ من نزار ، فقال عبد الله " أَعْرَضَ ثَوْبُ المَلبس ، نِزَار كثير ،
أيهم أنت ؟ " قال : امرؤ من مضر ، قال : مضر كثير ، أيهم أنت ؟
قال : أحد بني عمرو بن تميم ، ثم أحد بني أسيد بن عمرو ، وأنا
أبو حاضر ، فقال ابن صَفْوَان : أفه لك عُهَيْرَةَ تَيَّاس ، والعُهَيْرة :
تصغير العُهْر وهو الزنا .
قلت : لعله أدخل الهاء في عُهَيْرَة للمبالغة ، أو إرادة القبيلة ،
ونصبه على الذم ، أو أراد يا عهيرة تياس .
قال أبو عمرو : وتزعم العربُ أن بني أسد تَيَّاسُو العرب ، وقال
الفرزدق في أبي حاضر ، وبعضُهم يرويها لزياد الأعجم ، وكان أبو
حاضر أحد المشهورين بالزنا :

أَبَا حَاضِرٍ مَا بالُ بُرْدَيْكَ أَصْبَحَا
على ابنة فَرُّوج ردَاءً ومِئْزَرَا

أَبَا حاضِرٍ مَنْ يَْزْنِ يَظْهَرْ زِنَاؤُهُ
ومَنْ يَشْرَبِ الصَّهْبَاءَ يُصْبِحُ مُسْكِرَا


وبنت فروج اسمها حمامة ، وكان أبو حاضر يُتَّهَم بها .

* القرفة - بكسر القاف وسكون الراء - التهمة .