عرض مشاركة واحدة
قديم 01-15-2021, 12:21 PM
المشاركة 3435
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال
.... عَبِيدُ العَصَا ....

قال المفضل: أول من قيل لهم ذلك بنو أسد ، وكان سبب ذلك
أن ابنًا لمعاوية بن عمرو حَجَّ فَفُقِدَ ، فاتُّهِم به رجل من بني أسد
يقال له حبال بن نصر بن غاضرة ، فأخبر بذلك الحارث ، فأقبل
حتى وَرَدَ تِهَامة أيام الحج وبنو أسد بها ، فطلبهم ، فهربوا
منه ، فأمر مناديًا ينادي : مَنْ آوَى أسديًّا فَدمُه جُبَار ، فقالت
بنو أسد : إنما قتل صاحبَهم حبال بن نصر وغاضرةُ منهم من
السَّكُون فانطلِقُوا بنا حتى نخبره ، فإن قتل الرجل فهو منهم
وإن عفا فهو أعلم ، فخرجوا بحبال إليه ، فقالوا : قد أتيناك
بطَلِبَتك ، فأخبره حبال بمقالتهم ، فعفا عنه وأمر بقتلهم ،
فقالت له امرأة من كِنْدَةَ من بني وهب بن الحارث يقال لها
عُصَيَّةُ وأخوالها بنو أسد : أَبَيْتَ اللَّعْنِ هَبْهُم لي فإنهم أخوالي ،
قال : هم لك ، فأعتقيهم ، فقالوا : إنا لا نأمن إلا بأمان الملك ،
فأعطى كلَّ واحد منهم عَصًا ، وبنو أسد يومئذٍ قليل ، فأقبلوا إلى
تهامة ومع كل رجل منهم عَصًا ، فلم يزالوا بتهامة حتى هلك
الحارث ، فأخرجتهم بنو كنانة من مكة ، وسموا " عَبِيدَ العَصَا "
بعصَيَّةَ التي أعتقتهم ، وبِالعِصِيِّ التي أخذوها ، قال الحارث بن
ربيعة بن عامر يهجو رجلًا منهم :

اُشْدُدْ يَدَيْكَ عَلَى العَصَا؛إنَّ العصا
جُعِلَتْ أَمَارَتُكُمْ بكُلِّ سَبِيلِ

إنّ العَصَا إنْ تُلْقِهَا يا ابْنَ اسْتِهَا
تُلْقَى كَفَقْعٍ بالفَلَاةِ محِيلِ

وقال عتبة بن الوعل لأبي جهمة الأسدي :

أَعَتِيقَ كِنْدَةَ كَيْفَ تَفْخَرُ سَادِرًا
وَأَبُوكَ عَنْ مَجْدِ الكِرَامِ بِمَعْزِلِ

إنّ العَصَا،لا دَرَّ دَرُّكَ،أَحْرَزَتْ
أَشْيَاخَ قَوْمِكَ فِي الزَّمَانِ الأَوَّلِ

فَاشْكُرْ لِكِنْدَةَ مَا بَقِيْتَ فَعَالَهُمْ
ولتكفرنَّ اللهَ إنْ لَمْ تَفْعَلِ

وهذا المثل يضرب للذليل الذي نَفْعُهُ في ضره ، وعزُّه في إهانته .