الموضوع: صِدام او سلام
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
5

المشاهدات
931
 
عبدالعزيز صلاح الظاهري
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


عبدالعزيز صلاح الظاهري is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
378

+التقييم
0.12

تاريخ التسجيل
Jun 2015

الاقامة

رقم العضوية
13953
06-09-2021, 02:20 PM
المشاركة 1
06-09-2021, 02:20 PM
المشاركة 1
افتراضي صِدام او سلام
رغم ان اهل قريتنا يعلمون عن هذه الآية:
(وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا )
ويعلمون هذا الحديث) والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؛ أفشوا السلام بينكم.)
ورغم انهم يرددون في كل مساء وصباح "اللهم أعزنا بطاعتك، ولا تذلنا بمعصيتك "
الا انهم يعصونه بترديد حكمة توارثوها عن الأجداد:
إذا رأيت غريبا ارفع راسك وافرد صدرك لا تبادره بتحية ولا ترد عليه بسلام، فالسلام جلاب للكلام فلسانك هو بابك وصمام امانك
وعندما ينتقد فكرهم شخص ما يردون عليه بكل ثقة: إذا أراد الغريب بذلك طاعة الله فقد حصل على الثواب، وإذا أراد عرض دنيا فنحن لا نشرع لمن هب ودب الأبواب
وبما اننا مخلوقاتٌ اجتماعيٌّة وقادرون على التعلّم من بعضنا، أصبح هذا السلوك جزء من ثقافتنا نحن الصغار لذا عندما خرجت من قريتنا الى المدينة لإكمال دراستي الجامعية كنت متسلح بهذه الفكرة "ارفع راسك افرد صدرك لا تبادر بتحية ولا ترد سلام "
يخيل الي ان استراتيجية الدفاع هذه نجحت وزرعت الرعب والرهبة في قلوب من حولي لكنها في نفس الوقت ابقتني حبيسا خلف باب حجرتي
مرت الأيام تخرجت من الجامعة، حصلت على وظيفة، وتزوجت ومن سوء حظي حصلت على شقة في حي يعشق قاطنيه السلام
فلا امر بصغير، شاب او كبير الا ويقابلني ببشاشة وجه، ولين جانبِ ويرد على السَّلام، وكنت اقابل هؤلاء بوجه متجهِّمً رافع الراس شاد الصدر
هذا التصرف اغضب شباب الحي فأصبحوا يمرون بجانبي وهم يضحكون ويتغامزون ويبادروني بقول: لعنة الله عليك، بدل تحية الإسلام سلام الله عليك المحببة إليهم
عندها علمت ان ذلك الباب الذي كنت اخشي ان يفتحه السلام أصبح مشرعا فأما سلام يجلب الأمان او صِدام يجلب البلاء
فاتخذت قراري وخرجت من ذلك الحي الى حي اخر بمفهوم اخر وهو ان الأمان والسلام بيد الله، وطاعته هي السبيل الى ذلك
وبمجرد وصولي الى سكني الجديد مر بي رجل وبادرني باستحياء: سلام الله عليك
فرددت ببشاشة وجه وبحب من الأعماق:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته