عرض مشاركة واحدة
قديم 04-09-2012, 03:02 PM
المشاركة 2
ريم العتيبي
أنثـى من آل عـطـر
  • غير موجود
افتراضي
أيقظ الألم أمواج دموعي منذ سنين،،و صنع مني الوهم دميةً حقيقيةً لأطفاله المصابين بالشيخوخة المبكرة، ليعبثوا بي متى و كيفما شاؤوا،،
بين أضلعي عقدة ألمٍ عملاقة تكبرني نحيباً و كآبةً،،،أطراف القسوة انتزعت جذور براءتي و أُدخل الخوف الى أغوار ذاتي،تراكمت ملامح سحبه السوداء فوق رأسي،هطل قلبي أمطار رعبٍ و تشردٍ و ضياع،،
كلما نظرت الى يدي أصاب بنوبة بكاء شديد،تعود حكاية الماضي بأوجاعها على عجل،،لتسقيني غضب السواد و لعنة العتاب،ولتذيقني مر اليأس و طعنة الأمس،،
اصبع الابهام تخلى عنه اخوته الأربع ليبقى وحيداً، ضائعاً في صحراء يدٍ بطشت بها يد الزمان،،اسكنتُ ابهامي فاه طفولتي ،، بلعاب اليُتم أغرقتُ وحدتهُ،،فكان يمنحني رغم الفقد دفء الحضن و يطرق باب أملي ببسمة حلمٍ صغير،،
شعرت به ينبض ألماً من شدة جروحه ،،في كل مرةٍ يُحمم "بحامض الليمون"،، علّ تفاصيل الحنين العالقة به أن تزول،لتهنأ تلك الروح القاسية،ولتسعد بحزن قلبي،،و علّ ذكريات أحضان أمي و عطر يديها خلف قرص الشمس تنصهر،،،
ارتدتني طقوس السخرية،،اُسقط إكليل أحلامي من قمم البؤس،جثى عطر السكينة يُقبل أقدام الفزع،، و استسلمت اطرافي الباردة لاستبداد الظلمة و رعشة التيه،،،
وأدت أعرافُ الصمت حقيقة حكايةٍ بعد أن بتروا أطرافها بسيف الغدر و الزيف،،و كم تمنيت حتى قتلتني سهام المنى حرقةً و حرمانا،،،
لا اريد لحياتي المتبقية قسوةً و دماراً،،فلقد اكتويتُ عذاباً و اكتفيتُ جنوناً،،و جروحاً عمقها سنين وسنين،،،،