عرض مشاركة واحدة
قديم 04-16-2021, 08:18 AM
المشاركة 2
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9

  • غير موجود
افتراضي رد: هل كان السياب مرتزقا؟
لا أدري لم حملت الصداقة بين السياب والخال معنى التذلل والتقرب! من هو الأعلى مكانة شعرية، السياب أم الخال؟
دواوين من تلك التي اشتهرت وقصائد من التي استقرت في القلوب، أهي قصائد الخال أم قصائد السياب؟
السياب قامة شعرية عالية، لم يستطع الفقر ولا المرض أن يحط منها، بل لقد أثراها المرض بكل أوجاعه بهذا الحس الإنساني العميق، لقد رفد السياب الشعر العربي والإنساني بهذه التجربة الرائعة الموجعة التي تحفر القلب حفرا، فلم تكن العاهة في يوم من الأيام حائلا دون العبقرية، وأن يكون السياب مقعداً فهذا قضاء الله، ومن هو المعصوم من هذا القضاء يا زينب؟
وهذا لايعني أن الأدب والمؤسسات الثقافية لا تحتاجه فلعل أجل ما في تراثنا الثقافي آثار أبي العلاء المعري.

لقد اتهم السياب في رسائله للخال بأنه مرتزق وأنه يزيف عواطفه، وإني أتساءل ما السلطة التي تحاكم الإنسان على صداقاته؟
الصداقة يا زينب قائمة بين البشر، رغم اختلاف الانتماء الديني والطبقي والحزبي- الذي عرف فيما بعد- ولعلنا لا نزال نحفظ من قراءاتنا نصاً عباسياً عنوانه ( صداقة وشوق لابن العميد) وفيه يتحدث الكاتب عن محبته لصديقه وإعجابه بصفاته حتى بـ" خدايده" فهل نرمي ابن العميد بالشذوذ؟
الإنسان يحدث صديقه بهمومه المالية والصحية والعاطفية، ولا أعتقد أن هناك مقاييس محددة تملي على الإنسان ماذا يكتب لصديقه وكيف يحس نحوه ونحو أفراد عائلته!
وأن يسأل السياب الخال عن كتبه وخاصة ( الكتاب المقدس) ويعتبر هذا من باب " التملق" فإن كتب المثقف غالية عليه والكتاب المقدس تراث إنساني يحق للسياب كما لكل الناس أن يحرص على اقتنائه
.
لقد تأثر السياب بالرموز المسيحية" الصلب، المسيح، الحلجلة، اليعازر" وكتب قصيدة ( المسيح بعد الصلب) فهل فعل ذلك إرضاءً للخال؟
إن صح هذا فإننا سنجعل تأثره بالرموز اليونانية" ميدوز، أوليس، سربروس" إرضاء لأرسطو وأفلاطون، أما تنكر السياب لماضيه الماركسي والعروبي ومهاجمة رموزه ومقوماته وتبني أفكار( منظمة حرية الثقافة) من أجل مقابل مادي فهذه تحتاج إلى وقفة…
كان التنظيم الشيوعي أقدم من التنظيمات القومية، لذلك فقد جذب إليه الكثير من الشباب، والسياب المنحدر من أصل ريفي فقير وجد في الشيوعية ملاذه، ولكن عندما نضج الفكر القومي وظهرت الأحزاب القومية واشتعلت حركات التحرر العربية، اندفع السياب في هذا التيار منسجما مع ذاته ومع تراثه وتطلعاته، فغنى نضال المغرب العربي وتونس والجزائر وبورسعيد وفلسطين، و كانت رموزه عربية إسلامية، وكان الرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) موجوداً في كل ثورة، وفي كل انتصار، والشعب الذي حاول المستعمرون أن يغربوه عن دينه وعن قوميته، عرف أن اله موجود في قلبه.

شكرا يازينب على هذا الطرح القيم رُغم أنه أول مشاركة لكِ
وهذا يُعطينا انطباع رائع لفكرك نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة