عرض مشاركة واحدة
قديم 08-10-2010, 10:18 PM
المشاركة 25
ابتسام محمد الحسن
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: من عجائب الإستغفار - خالد بن سليمان الربعي
* الإصرار على الصغيرة قد يساوي إثمه إثم الكبيرة أو يربى عليها.. وأيضًا فإنه قد يتخلص من الكبيرة بالتوبة والاستغفار ( ).
* يذكر عن النبي : أن كفارة الغيبة أن تستغفر لمن اغتبته: تقول: «اللهم اغفر لنا وله». ذكره البيهقي في الدعوات الكبير وقال: في إسناده ضعف، وهذه المسألة فيها قولان للعلماء – هما روايتان عن الإمام أحمد – وهما: هل يكفي في التوبة من الغيبة الاستغفار للمغتاب، أم لا بد من إعلامه وتحليله؟ والصحيح: أنه لا يحتاج إلى إعلامه بل يكفيه الاستغفار وذكره بمحاسن ما فيه في المواطن التي اغتابه فيها، وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره، والذين قالوا: لابد من إعلامه، جعلوا الغيبة كالحقوق المالية، والفرق بينهما ظاهر؛ فإن الحقوق المالية ينتفع المظلوم بعود نظير مظلمته إليه فإن شاء أخذها وإن شاء تصدق بها، وأما في الغيبة فلا يمكن ذلك ولا يحصل له بإعلامه إلا عكس مقصود الشارع ؛ فإنه يوغر صدره ويؤذيه إذا سمع ما رمى به ولعله يهيج عداوته ولا يصفو له أبدًا، وما كان هذا سبيله فإن الشارع الحكيم  لا يبيحه ولا يجوزه فضلاً عن أن يوجبه ويأمر به، ومدار الشريعة على تعطيل المفاسد وتقليلها لا على تحصيلها وتكميلها والله تعالى أعلم( ).
* قال ابن القيم رحمه الله تعالى: الفائدة العاشرة ينبغي للمفتي الموفق إذا نزلت به المسألة أن ينبعث من قلبه الافتقار الحقيقي الحالي لا العلمي المجرد إلى ملهم الصواب ومعلم الخير وهادي القلوب أن يلهمه الصواب ويفتح له طريق السداد ويدله على حكمه الذي شرعه لعباده في هذه المسألة؛ فمتى قرع هذا الباب فقد قرع باب التوفيق.
وما أجدر من أمل فضل ربه أن لا يحرمه إياه! فإذا وجد من قلبه هذه الهمة؛ فهي طلائع بشرى التوفيق؛ فعليه أن يوجه وجهه ويحدق نظره إلى منبع الهدى ومعدن الصواب ومطلع الرشد؛ وهو النصوص من القرآن والسنة وآثار الصحابة؛ فيستغفره وسعه في تعرف حكم تلك النازلة منها؛ فإن ظفر بذلك أخبر به وإن اشتبه عليه بادر إلى التوبة والاستغفار والإكثار من ذكر الله؛ فإن العلم نور الله يقذفه في قلب عبده، والهوى والمعصية رياح عاصفة تطفئ ذلك النور أو تكاد ولابد أن تضعفه.

-----------

( ) إغاثة اللهفان: (2/151).
( ) الوابل الصيب: (1/219).