عرض مشاركة واحدة
قديم 08-23-2010, 11:17 AM
المشاركة 27
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
(المشهد التاسع)
( ذكر هاذم اللذات )


= السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها السادة الميتون عما قريب

ومرحبا بكم في مشهد آخر من مشاهد الرحلة الى المقابر

= الموت : كلمة مرعبة حقا ––
والموت نقيض الحياة وقد ذكر الموت في القرآن
فهل تذكره حقا كلما مررت بآية فيها لفظ الموت
وليس للموت اسم واحد
بل له أسماء عدة فالمنية والوفاة والنهاية والأجل وغير ذلك اذن أنت تسمع بالموت هو يعرفك ولكنك لا تعرفه
فلا زلت أخي المستمع على قيد الحياة فلم تمت بعد
ولكني أود أن أعزيك قبل وفاتك بتذكر الموت
لا لشيء بل لقسوة في قلبك
فالقلب القاسي لا يدخله الخشوع ولا يغمره الخوف من الله تعالى ولا يحسب حسابا للحظة يقف فيها بين يديه
ولا تعتقد للحظة أن تذكيري لك بالموت
لا سمح الله لأغم بالك وأنكد عليك عيشك
ولكني أعمل بنصيحة عائشة رضي الله عنها
فقد روي أن رجلا جاء الى عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها فقال : يا أم المؤمنين ان بي داء فهل عندك دواء ؟
قالت : وما داؤك ؟
قال : القسوة
قالت : بئس الداء داؤك
عدْ المرضى واشهدْ الجنائز وتوقعْ الموت .

فها هو تذكر الموت علاج لقسوة القلب
فمن ذكر الموت رق قلبه وانفطر حزنا على أيامه

فقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
أنه قال : ما أكثر رجل من ذكرالموت إلا زاد ذلك في عمله )

فذكر الموت ليس للسلوى ولكن لشد الحزام
والاستعداد للهبوط الى القبور
فقد أقلعنا في الدنيا بما فيه الكفاية
ورحلنا فيها شرقا وغربا
وتنعمنا بنعيمها زيادة وكفاية
وحان الآن موعد الهبوط على تراب الأرض
والغوص في قعرها في قبر سيحفر لنا فيها
استعد الآن للهبوط واعمل

اشدد حيازيمك للموت** فان الموت آتيك
ولا تجزع من الموت ** اذا حل بواديك

وتذكيري لك بالموت لتترك الرغبة في حطام الدنيا الفاني
وتتمسك بما هو باق

فيا عجبا منك يا ابن آدم تبيع الغالي بالرخيص
وتستبدل الباقي بالفاني

= وروي عن عمرو بن مرة أنه قال :
ذكر رجل عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
فأثنوا عليه
فقال عليه السلام : كيف زهده في الدنيا وتركه لما يشتهي منها؟ قالوا : انه ليصب منها
قال : فكيف ذكره للموت؟
قالوا : ما سمعناه يكثر ذكره
قال : ليس صاحبكم هناك
فمن لا يكثر ذكر الموت ولا يترك الرغبة في حطام الدنيا
فلا خير فيه)

= وروي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال :
تركت فيكم واعظين ناطقا وصامتا
فالناطق القرآن والصامت الموت )

فمسكين من لا يقرأ القرآن ويتعظ بما جاء فيه
ومحروم من لا يتعظ بالموت
وما فيه من سكرات وغمرات وآلام وأوجاع

= مسكين ابن ادم فلا بالقرآن عمل ولا بالموت تفكر
فمن أين له الموعظة بعد هذا
يمسي ويصبح وقلبه معلق بعلائق الدنيا
وما عنده للموت من خبر ولا هو منه على حذر
وكأن الموت بعيد بعيد
قلبه خال من الخوف من الرحمن
عامر بوساوس الشيطان وما يسليه إبليس بفرح في دنياه
كأنه قد ضمن غدر الليالي وطوارق الأيام

انا بالدهر عليم ** وأبو الدهر وأمه
ليس يأتي الدهر ** يوما بسرور فيتمه

= ويروى أن رجلا دخل على عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال له : أوصني
قال : أوصيك بثلاث : أن تحفظ آلاء الله عليك في كل حالة كنت
وأن تذكر اطلاع الله عليك في كل حالة كنت
وأن تذكر الموت ودخول القبر في أي حالة كنت


= نسيت أن أقول لك أن الموت يلقب بهاذم اللذات
فقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال :
أكثروا ذكر هاذم اللذات ومفرق الجماعات
وتوسدوه اذا نمتم واجعلوه نصب أعينكم إذا قمتم
واعمروا به مجالسكم فانه معقود بنواصيكم
فالموت نعيمكم
ويخرب مصانعكم ويفنيكم كما أفنى من كان قبلكم
فلا تنسوه فانه لا ينساكم
ولا تغفلوا عنه فانه ليس بغافل عنكم

= ما أحسن حال من ذكر الموت فعمل لخلاصه قبل الفوت
وأشغل نفسه بخدمة مولاه وقدم من دنياه لأخراه
ورغب في دار لا يزول نعيمها ولا يهان كريمها

الموت لا شك آت فاستعد له ** ان اللبيب بذكر الموت مشغول
فكيف يلهو بعيش أو يلذ به ** ن التراب على عينيه مجعول

=وقيل للربيع رحمة الله عليه : ألا تجلس معنا نتحدث؟
فقال : ان ذكر الموت اذا فارق قلبي ساعة فسدّ علي قلبي

= وروي عن عيسى عليه السلام أنه قال :
ما من مولود يولد إلا وفي سرته من تراب الأرض
التي يموت فيها

أمر على المقابر كل حين *** ولا أدري بأي أرض قبري
وأفرح بالغنى ان زاد مالي ** ولا أبكي على نقصان عمري

= وروي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
أنه ذكر الموت وغمه وكربه فقال :
هو أشد من ثلاثمئة ضربة بالسيف .
فيا معشر الموقنين بنزوله - ما هذا الفتور والشعور بالفترة وما أشد هذه السكرة ؟
من ذكر الموت قل فرحه وزال حسده وتلاشت رغبته .

= وروي أيضا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
أنه كان اذا رأى فترة أو غفلة من الناس
وقف بباب المسجد فأخذ بأعضاد الباب ثم صاح بأعلى صوته
( يا أيها الناس الموت الموت
جاءكم الموت بالوحي سعادة أو شقوة
جاءكم الموت بما جاء به الروح والراحة والكرامة الرابحة
في جنة عالية لأولياء الله من أهل دار الخلود
الذين سعيهم لها ورغبتهم فيها
ألا ان لكل ساع غاية وغاية كل ساع الموت
جاءكم الموت بما جاء به بالخزي والندامة والمكرمة الخاسرة في نار حامية لأولياء الشيطان من أهل دار الغرور
الذين سعيهم لها ورغبتهم فيها
ألا ان لكل ساع غاية وغاية كل ساع الموت
فسابق ومسبوق )

ولله در القائل :

دنيا تحول بأهلها في كل يوم مرتين
فغدوها لتجمع ورواحها لشتات بين

= هذه هي الدنيا صلاة تنتهي بسجدة الموت
وهذا هو الموت مفرق الأحباب مشتت شمل الجماعات
فعليك بذكر هازم اللذات ومفرق الجماعات
فان ذلك علامة من علامات انشراح الصدر للاسلام
فعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله تعالى ( فمن يرد أن يشرح الله صدره للاسلام ) قال : اذا دخل النورالقلب انفسح وانشرح )
قالوا : هل لذلك من علامة يعرف بها ؟
قال : الانابة الى دار الخلود والتنحي عن دار الغرور
والاستعداد للموت قبل الموت )

فبعد كل هذا
هل لك أخي المستمع أن تذكرالموت

= فاجعل الموت نصب عينيك واحذر غولة الدهر ان للدهر غولا


والسلام عليكم أيها الميتون عما قريب
راجية لكم الرحمة من مولاكم
لاتنسوني من الدعاء
القاكم في الغد القريب باذن الله هذا ان عشنا ليوم الغد









....... يتبع
ناريمان الشريف