عرض مشاركة واحدة
قديم 01-11-2013, 02:38 PM
المشاركة 6
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
انا مع رأي الشاعر والناقد إدجار الان بو والذي ورد في مداخلة الاستاذة ريم بدر الدين هنا، والذي "عاب على الشعراء و الادباء أن يكون ما يكتبونه من أجل رسالة معينة فقد اعتقد أنه ينتقص من قيمة النص الادبي".

اما السبب فيعود الى سيكولوجية العملية الابداعية، فالعمل الابداعي العميق والذي له قيمة حقيقية يولد من العقل الباطن وهو ذلك الجزء من الشخصية غير المحدود القوة والذي يمتلك من المقومات ما لا نستطيع فهمه، ودعوة الكاتب ان يوجه كتابته لتشتمل على رسالة من اي نوع انما هي محاولة لفرض محدودة العقل الواعي على قدرة العقل اللاواعي غير محدود القوة، وذلك امر مستحيل وان حصل فإنما يمثل عملية وأد للعملية الابداعية.

صحيح ان الاناء بما فيه ينضح وان ما يحتويه العقل الباطن وذلك الجزء الذي يسمى الذاكرة مهم وله تأثير كبير على المنتج الابداعي وربما من الجميل ان يطلع الانسان على الكثير من الادب الجميل والعميق ليكون لتراكمات المعارف التي يطلع عليها اثر في مخرجات عقله الابداعي لكن لا يجوز ابدا ان نفرض قيودا على المنتج الادبي كمثل تلك القيود التي تطلبها الاحزاب مثلا ولو دققنا لوجدنا ان الكثير من الكتاب الماركسيين تركوا الحزب في وقت لاحق لانه كان من المسحيل التقيد بالتعليمات والاطر الحزبية في العملية الابداعية. فهي ذات طبيعة فريدة من نوع خاص ودائما ما تأتي بجديد يقدم اضافة الى كل ما هو موجود.

لا بد ان يترك للعقل الباطن المجال ليعبر بحرية مطلق عما يدور في داخله وان لا نحاول لجمه او توجيهه وان فعلنا نكون قد ارتكبا جريمة في حق النص المبدع وفرغناه من محتواه. خاصة اننا لا نعرف تحديدا آليات عمل العقل الباطن ولا نعرف كيف يقوم على توليد الاعمال الابداعية، فربما ان تراكمات المعرفة التي تخزن في الذاكرة لا تعادل سوى جزء بسيط من طبخة المنتج الابداعي الذي يقوم على اعدادها العقل الباطن.