عرض مشاركة واحدة
قديم 07-24-2021, 06:51 PM
المشاركة 5169
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال
3544- لاَ تُرَاهِنْ عَلَى الصَّعْبَةِ وَلاَ تَنْشِدِ القَرِيضَ

هذا المثل للحُطَيئة، لما حَضَرَته الوَفَاة اكْتَنَفَهُ أهلُهُ وبنو عمه، فقيل‏:‏ يا حًطَىءْ أوْصِ، قَال‏:‏ وبِمَ أوصِى‏؟‏ مالى بين بنىَّ، قَالوا‏:‏ قد علمنا أن مالك بيني وبنيك فأوْصِ، فقال‏:‏ وَيْل للشِّعْر من راوية السوء، فأرسلها مَثَلاً، فَقَالوا‏:‏ أوصِ، فَقَال‏:‏ أخبِرُوا أهلَ ضابئ بن الحارث أنه كان شاعراً حيث يقول‏:‏

لكُلِّ جَدِيدٍ لَذَة، وغيرَ أنَّنِي * وَجَدْتُ جَدِيدَ المَوْتِ غيرَ لذيذ

ثم قَال‏:‏ لا تُرَاهِن على الصَّعبة ولا تنشد القريض، فأرسلها مَثَلاً‏.‏

يضرب في التحذير

وفي بعض الروايات أنه قيل له‏:‏ يا أبا مُلَيْكَةَ أوْصِهْ، قَال‏:‏ مالى للذكور دون الإناث، قَالوا‏:‏ إن الله لم يأمر بذا، قَال‏:‏ فآتى آمر، قَالوا‏:‏ أوْصِهْ، قَال‏:‏ أخبروا آل الشماخ أن أخاهم أشْعَرُ العرب حيث يقول‏:‏

وظلت بأعراف صِياماً كأنَّهَا * رمَاحٌ نَحَاهَا وجهة الريح رَاكِزُ

قَالوا‏:‏ أوْصِيهْ فإن هذا لا يُغْنِى عنك شيئاً، قَال‏:‏ أبلِغُوا كِنْدَة أن أخاهم أشْعَرُ العرب يقول‏:‏

فَيَالَكَ مِنْ لَيْلٍ كأنَّ نُجُومَهُ * بأمْرَاسِ كتَّان إلى صُمِّ جَنْدَلِ

يعنى امرؤ القيس، قَالوا‏:‏ أوْصِهْ فإن هذا لا يغنى عنك شيئاً، قَال‏:‏ أخْبِرُوا الأنصارَ أن أخاهم أمْدَحُ العرب حيث يقول‏:‏

يُغْشُونَ حَتَّى مَا تَهِرُّ كِلاَبُهُمْ * لاَ يَسْأَلُونَ عَنِ السَّوَادِ المُقْبِلِ

قَالوا‏:‏ أوصه فإن هذا لا يغنى عنك شيئاً قَال‏:‏ أوصيكم بالشعر خيراً، ثم أنشأ يقول‏:‏

الشعْرُ صَعْبٌ وَطَوِيلٌ سُلَّمُهْ * إذا ارْتَقَى إلى الَّذي لاَ يَعْلَمُه

زَلَّتْ بِهِ إلَى الحَضِيضِ قَدَمُهْ * وَالشِّعْرُ لاَ يُطيعُهُ مَنْ يَظْلِمُهْ

يُرِيدُ أَنْ يُعْرِبَهُ فَيُعْجِمُهْ * وِلَمْ يَزَلْ مِنْ حَيْثُ يأتي يَخْرِمُهْ ‏[‏ص 224‏]‏

مَنْ يَسِمِ الأعْدَاء يبقى مِيسَمُهُ*

قَالوا‏:‏ أوْصِهْ فإن هذا لا يبقى عنك شيئاً، قَال‏:‏

‏[‏قد‏]‏ كُنْتُ أحْيَانَاً شَدِيدَ المُعْتَمَدْ * وَكُنْتُ أحياناً عَلَى خَصْمِى ألَدْ

قَدْ وَرْدَتْ نَفْسِى وَمَا كَادَتْ تَرِدْ*

قَالوا‏:‏ أوْصِهْ فإن هذا لا يغنى عنك شيئاً، قَال‏:‏ واجَزَعَاهُ على المديح الجيد يُمْدَح به من ليس من أهله، قَالوا‏:‏ أوْصِهْ فإن هذا لا يغنى عنك شيئاً، فبكى، قَالوا‏:‏ وما يبكيك‏؟‏ قَال‏:‏ أبكى الشعرَ الجيدَ، من راوية السوء، قَالوا‏:‏ أوص للمساكين بشَيء، قَال‏:‏ أوصيهم بالمسألة وأوصِ الناسَ أن لا يُعْطُوهم، قَالوا‏:‏ أعتِقْ غُلامك فإنه قد رَعَى عليك ثلاثين سنة، قَال‏:‏ هو عبد ما بقى على الأرض عَبْسى، ثم قَال‏:‏ احملوني على حماري ودُورُوا بي حول هذا التل فإنه لَم يَمُتْ على الحمار كريم، فعسى ربي أن يرحمني، فحمله ابناه وأخذا بضبْعَيه ثم جَعَلاَ يسوقان الحمار حول التل، وهو يقول‏:‏

قَدْ عَجَّلَ الدَّهْرُ والأحْدَاثُ يتمكما‏[‏‏؟‏‏؟‏‏]‏ * فَاسْتَغْنَيَا بوشَيِكٍ إنَّني عَانِ

‏[‏وَ‏]‏ دَلِّيَانِي في غَبْرَاءَ مُظْلِمَةٍ * كَمَا تدلى دلاءٌ بَيْنَ أشْطَانِ

قَالوا‏:‏ يا أبا مليكة، مَنْ أشْعَرُ العرب‏؟‏

قَال‏:‏ هذا الجُحَير، إذا طمع بخير، وأشار بيده إلى فيه، وكان آخر كلامه، فمات وكان له عشرون ومائة سنة، منها سبعون في الجاهلية، وخمسون في الإسلام‏.‏

ويروى أنه أراد سَفَراً، فلما قَدَّم راحلته قَالت له امرأته‏:‏ متى ترجع‏؟‏ فَقَال‏:‏

عُدِّى السِّنِينَ لَغِيَبَتِى وَتَصَبَّرِى * وَدَعى الشُّهورً فَإنَّهُنَّ قِصَارُ

فَقَالت‏:‏

اذْكُرْ صَبَابَتَنَا إلَيْكَ وَشَوْقَنَا * وَارْحَمْ بَنَاتِكَ إنَّهُنَّ صِغَارُ

قَالوا‏:‏ وما مدح قوماً إلا رفَعهم، وما هجا قوماً إلا وضعهم‏.‏ وقال يهجو نفسه وقد نظر في المرآة، وكان دَميماً‏:‏

أبَتْ شَفَتَاي اليَوْمَ إلاَّ تَكَلُّماً * بِسُوء، فَمَا أدْرِى لِمَنْ أنَا قَائِلُهْ

أرَى ليَ وَجْهاً شَوَّهَ الله خَلْقَهُ * فَقُبِّحَ مِنْ وَجْهٍ وَقُبِّحَ حَامِلُهْ