عرض مشاركة واحدة
قديم 09-15-2010, 07:48 AM
المشاركة 10
علي بن حسن الزهراني
أديب وإعلامي سعودي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
طفل صغير ..
لم يقض من عمره سوى ثلاثة عشر عاماً
في ليالي العيد
رأيته يجرعربة في السوق تفوق قدرته وعضلاته الصغيرة على الاحتمال
يتصبب عرقاً
يحمل لهذا حمله ولهذا أمتعته على عربة مهترئة بالكاد تمشي
وصاحب الأمتعة الغالية حريص على أن تصل أمتعته إلى سيارته الفارهة سليمة من أي خدش أو سرقة او إتلاف ...
لذلك فهو يقبض بقميص الطفل من الخلف .. لئلا يفكر الطفل بسرقتها !!
وهو يبذل جهداً فوق احتماله في دفع العربة إلى الأمام بين المارين
ويتصبب عرقاً .. في جو قاتل للماشي بمفرده من غير أثقال
فكيف بهذا الطفل ..
كل هذا للحصول على بعض القروش .. ليعود بها إلى أبويه المريضين
أو ليشتري حاجيات أخته التي تنتظره في البيت
أو ... أو ... الله أعلم
لكنني هكذا قرأت في عيونه التي تنضح بدموع خفية حتى لا تـُعابَ رجولته

لله أنت يا صغيري ... ما أقسانا !!!


ويتعب .. وليس يتبع



..... ناريمان


وهذا الأمر، وبغض النظر والطرف والحاجب والعين وما جاورها والرأس وما حمله عن كل ما حمله هذا الطفل وغيره من فقر، يجعلنا نفتح معضلة تشغيل الأطفال وتعريف الطفل، حسب العهود والمواثيق والقرارات التي نصت عليها وتضمنتها هيئات وجمعيات حقوق الإنسان، هو كل من بلغ سن السابعة عشرة فما دون..فهل تستيقظ هذه الجمعيات والهيئات وتتنبه لمن هم يعملون في سن دون العاشرة وليس السابعة عشرة، ولن أحدد مكانا أو بلدا بعينه، ولن أقول إن مكة المكرمة تعج بالأطفال العاملين !
لن أقول إن أعلى نسبة عمالة من الأطفال هم في دولة من دول الجوار صدّرت بعضهم إلينا.. لن أقول اليمن؛ بل سألمح إليها !!
لن أتحدث عن من حمل السلاح وهو دون السابعة عشرة..
لن أكمل حديثي حتى لا أقول إن جمعيات وهيئات حقوق الإنسان في جميع البلدان العربية، تحديدا، هي مجرد بالون العيد فقط !!
تقديري لك أختي ناريمان
أبو أسامة

زحمة وجوه وعابرين!