عرض مشاركة واحدة
قديم 11-20-2013, 04:36 AM
المشاركة 16
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي
يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة...قصة حقيقية...

الحلقة العاشرة

كان الجو جميلا ودافئا، لم يعد يطق جمال صمته وعدم ظهور سلمى في دكانه، احتار قلبه... هل لفت انتباهها إليه، أم كان حوارا ونسيت كل شيء... مر أسبوع ولا خبر ... وسلمى بدورها تحبس مشاعرها لكي لا تذهب إلى الدكان، فنظرات جمال كانت ذات مغزى تفهمه الفتاة...

قرر أخيرا أن يذهب إلى المخدع الهاتفي لجلب بطاقة جوال... دخل فوجدها هناك مع صديقتها، فألقى السلام ونظر إليهما نظرة فارغة من أي إحساس، ومر أمام سلمى وكأنه لا يعرفها...

أعطته فرح البطاقة وباقي النقود... ثم عاد من حيث أتى... وكأن شيئا لم يكن....

صدمت سلمى من تصرفه، واحترق قلبها من جموده واختفاء نظراته، التي كانت تحسب أنها حب منه، وتمهيد للكلام عن خطبة وزواج ...

نظرت إلى فرح نظرة حائرة، فجلست فرح ولم تفهم شيئا...

لم تكن تعلم بالنار التي أشعلها النور أدرينالين في قلب سلمى...

النار التي تؤدي بالكثيرين من المتعلقين إلى الجري وراء المتعلقين بهم ليفهموا ماذا يجري.... وهذا هدف جمال، أن يعرف ما محل نظراته واهتمامه من قلب سلمى..

فقدت مزاج الكلام أو حتى التواصل مع أي أحد... استأذنت باكرا.. وذهبت إلى البيت...

أحست بإهانة عارمة تقتحم أوصالها.. وتقض مضجعها..

وصلت أخيرا، فوجدت والدتها لم تعد بعد من العمل...

توضأت وصلت ركعتين وأجهشت بالبكاء بين يدي الله... كلمته طويلا، تحاول أن تفهم..

صلت استخارة، خشيت على قلبها من الانزلاق، لقد بدأت حقا تتعذب بسبب هذا الرجل، اهتمامه يومها لم يكن عاديا أبدا، نظراته كانت عميقة وتعبر عن إعجاب كبير وحب ... لكن حاله اليوم ليس حاله بالأمس... ماذا يجري يارب وكيف السبيل لمعرفة حقيقة الأمر.. هكذا خاطبته بصدق ودموعها تغسل حرارة الإهانة داخلها...

أنهت جلستها مع خالقها.. وقامت إلى دروسها ومستقبلها، فكلية الصيدلة تطلب نقاطا عالية في مادة الكيمياء الحيوية، وهي لا تفهم فيها شيئا بعد... لاسيما وأن الأستاذ لا يشرح والأمور لم تتضح بعد في ذهنها...

اتصلت بزميلتها تستفسر عن تمرين عن سكر اللاكتوز .. ثم شرعت جديا في المذاكرة متناسية كل ما فات بعد أن أحست براحة بعد شكواها على ربها...

اتصلت بها فرح فطمأنتها أنها بخير... ثم خلدت إلى النوم بعد أن أوقفت كل أفكارها... بتذكر شيء واحد، أن الله لن يفعل إلا خيرا وكان أمرا وانتهى...

مرت الأيام واختفت سلمى عن الحارة، نظرا لتركيزها في امتحاناتها...

واتفقت مع فرح أن تلتقيها في بيتها أحيانا، وأن يتواصلا يوميا بالهاتف للاطمئنان على فرح ومسيرتها مع الزوج الظالم والحياة السوداء معه..

كانت سلمى تشعر بمسؤولية الدعم المعنوي لفرح نظرا لأنها تعيش مشاكل حقيقية ومؤرقة، بين زوج ظالم بكل المقاييس، وعمل مرهق، وصحة متهالكة...

مرت الامتحانات أخيرا.. وتنفست سلمى الصعداء بعد خروجها من مادة بيولوجيا النبات..

فعادت مسرورة إلى بيتها... ولكن سرورها لم يدم فقد اهتز قلبها من جديد

يتبع بإذن الله

بقلم: نزهة الفلاح