عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
4

المشاهدات
876
 
جورج جريس فرح
من آل منابر ثقافية

جورج جريس فرح is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
149

+التقييم
0.03

تاريخ التسجيل
Jan 2009

الاقامة

رقم العضوية
6258
03-06-2023, 11:07 AM
المشاركة 1
03-06-2023, 11:07 AM
المشاركة 1
افتراضي في الحب والحياة
في الحبِّ والحياة
...

قليلٌ من بقايا عهدِنا بالأمسِ،
هلْ يُذكَرْ؟
قليلٌ كلُّ ما أرجوهُ منكِ اليَوْمَ،
لا أكثَرْ..
أما كانَتْ لنا الأحلامُ يا سمراءُ كالسُّكَّرْ؟
ألم تكُ تزخرُ الآمالُ
لا أندى ولا أنضَرْ؟
فهل جفّت سواقيها،
وكيفَ تحوَّل المصدَرْ؟
وأينَ تَصبُّ يا سمراءُ؟
أينَ مصَبُّها الأجدَرْ؟
وماذا كانَ منّي كي أبيتَ مُعذَّباً أُقهَرْ؟
وماذا كان ذَنبي غير أنّي قلتُ،
لا أُنكرْ:
أحبّكِ طالَما أحيا،
أحبّك قدرَما أقدِرْ
وليس لديَّ ما أعطيكِ غير حنانيَ الأكبرْ
ولستُ أضِنُّ عن بخلٍ بتِبْرٍ لامعٍ أصفرْ
قصيدي كلُّ ما يُهدى،
وقلبي للهوى مِنبَرْ..

أراعَكِ أنّني أشقى لآكلَ لقمتي السّوداء؟
وأنّي لستُ أحيا عيشةً سحريّةً رعناءْ
وكفّي مثلُ وجهِ الأرضِ
ليس ككفّكِ الملساءْ
ويومي من بزوغ الشمسِ أبدأُهُ،
وفي الإمساءْ
أعود لقربِ مذياعي،
لأسمَعَ نشرةَ الأنباءْ
وماذا عن صراعِ الخيرِ ضدَّ الشّرِّ في الأنحاءْ
فلي هَمٌّ ولي شأنٌ بمن هم غيرُنا أحياءْ
وفيما يكتبُ التاريخُ في صفحاتهِ البيضاءْ
سطورًا خُضِّبَتْ بالدَّم،
أفدي الأسطرَ الحمراءْ!

عجيبٌ كيف ذا شاءتْ فباعتْ قلبها السّمراءْ
تمرُّ بنا كأنْ ما كانَ يومًا بينَنا أشياءْ
تلاشى حبّها حتى غدا محوًا وطارَ هباءْ
كأوراق الخريف الصُّفر
ذرَّاها قليلُ هواءْ..
أما بقيَتْ بقايا منهُ في الأعماقِ،
أو أشلاءْ،
نلملِمُها ونُحييها
كما يُحيِي الرّبيعَ الماءْ
ونُذْكيها مدى الأيّامِ نارًا
تُلهِبُ الأحشاءْ!