عرض مشاركة واحدة
قديم 05-13-2022, 10:53 PM
المشاركة 597
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9

  • غير موجود
افتراضي رد: يوميات ياسَمِين
الخميس 12 مايو2022

- وصل الطلبة مع المشرفات عليهم ، استقبلناهم في المطار وكنا قد جهزنا باصين عدد 12 راكب
الأولاد فرحون بوصول زملائهم ، وانضموا إليهم فور وصولهم ، إحدى المشرفات تريد أن تطّلعني على سير برنامج رحلتهم ، أخبرتها بأنه ليس من الضروري ، كوْن أني وفرت لهم مكان الإقامة لا يعني أن أتدخل في شئونهم ، منحتهن الضوء الأخضر في الإشراف على رحلتهم وأن أبنائي شأنهم شأن بقية زملائهم ..
- أرسلت لها الرقم الداخلي للمطبخ وكذلك أرقام سليل وكيان اللذان سيشرفان على وجبات الجميع ..
أخليت مسؤوليتي وتركتهم في شأنهم ..
- اليوم الخميس راحة بالنسبة لهم بعد تعبهم أثناء رحلتهم الطويلة ، وغدا الجمعة سيبدؤون ببرنامجهم بعد الانتهاء من الدراسة أون لاين ..
- بدأت أتلقى مكالمات لأرقام مختلفة لا أعرفها ، وجميع الأرقام من داخل الكويت ، يا ترى من يكون ؟!
لم أتعرّف على أي رقم من تلك الأرقام ، أخبرت الهنوف ،طلبت مني أن أمرر عليها رقما تلو الآخر ستتصل وترى من أصحابها ؟!
- بدأت في أول رقم ، كان على الجانب الآخر صوت نسائي واتضح أنها والدة أحد الطلبة تريد أن تطمئن على ابنها ..
هنا أيقنت أن كل الأرقام والتي جاءت في يوم واحد تعود إلى أهالي الطلبة ، لكن علي أن أتأكد أولا من إحدى المشرفات هل فعلا تم إعطائهن رقمي الخاص ؟!
- تم الاتصال والاستفسار والتأكد من هذه المعلومة ، نعم وزعوا رقمي دون استئذان يالهنوف!
- هذا أول تخبط لهن مقابل توفيرك لهم مكان الإقامة ، أمسكت نفسي ولم أُبين مدى غضبي من ردة فعلها ، أكملت الهنوف حديثها يُفترض على أولياء الأمور التواصل مع إحداهن وليس معك ، فليس لك ناقة ولا جمل في رحلتهم ، وأظن لن تكوني موظفة البدالة لتردي عليهن !
- اسمعي يالهنوف! لو كنت مكانهم لفعلت أكثر من ذلك أطفال تركوا أهاليهم إلى دولة يختلف النهار عن الليل لديهم وبالعكس ، لابد من الاطمئنان على أولادهم ، اتصلوا بي لأنهم يسكنون معي ،
فكرت في إنشاء مجموعة خاصة عبر الوتس أب لجميع الأرقام حتى لا أتعب وأرد على كل أم لوحدها ،
وسأخبرهم بألا يُكثروا من الأسئلة لأنني مثلهن أولادي انضموا معهم ولا أعرف شيئا عنهم !
- بعد أن طمأنتهم على أولادهم وصلوا بالسلامة ، وعليهم ألا يقلقوا فهم في أمان ومتوفر لهم كل سبل الراحة … عرضت علي الهنوف أن نذهب إلى السوبر ماركت هول فودز (Hall foods)
هي من أكبر السوبرماركت في أمريكا ..
- ذهبنا مع أم عبدالله و أخذنا عربة وبدأنا في وضع ما نحتاجه وما لا نحتاجه وسط استغراب الأمريكان على الكميات الكبيرة من كل صنف ، كان الوضع عادي جدا بالنسبة للهنوف ، ولكن الوضع غير العادي عندما أطلّت إحدى النساء العربيات في العربة وبحدّة ، استوقفتها المجنونة الهنوف وقالت لها : لحظة أنتِ شاهدت الأشياء التي في الأعلى ، سأزيحها حتى ترَي ما يوجد في الأسفل حتى تُشبعي فضولك !
انحرجت من تصرف الهنوف وابتعدت عنها كأنني لا أعرفها ، وأحرجت تلك المسكينة بكلامها ، اعتذرت وقالت والله لا أقصد غير أني استغربت من شرائك لأصناف تحتوي على زيت الخنزير دون أن تنتبهي ، يجب عليكِ أن تقرئي خلف كل صنف ، فأنا أعيش هنا قرابة الثلاثين عاما وأعرف كل شيء !
هنا اقتربت منها وشكرتهاعلى حرصها وطلبت منها أن تؤشر على الأصناف حتى نعيدها إلى الرف ، الهنوف في وضع الصامت ، همست في أذنها الآن أدركت لمَ الأمريكان كانوا مستغربين لأننا مسلمات ونشتري أصنافا تحتوي على زيت الخنزير ، هيا لنعيد كل الأغراض ونكتفي بالفواكه والخضار فقط ،
- لأول مرة تعترف الهنوف بخطئها وتسيء الظن بالآخرين وتسرع في الاتهام الباطل …