الموضوع: مواسم الأسى
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-24-2021, 09:11 AM
المشاركة 5
ثريا نبوي
المراقب اللغوي العام
الشعراء العرب

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية التميز الألفية الأولى القسم المميز شاعر مميز المشرف المميز 
مجموع الاوسمة: 8

  • موجود
افتراضي رد: مواسم الأسى
هــوى صــرحُ الأمــاني ذات لـيــلٍ
وأحـــرقَ دوحَ فــرحـتــنـا الــبــلاءُ

أغـار المــوتُ .. غـايـتـه حـبـيـبـي
فــأدركــهـا، ولــيــت لــه فــــداءُ

جـمـيـلاً كـان عـبـدُ الـلـه خَـلـقـاً
وأخــلاقــاً، وخـافــقــه نــــقـــاءُ

بـهـــيّــاً كـان .. وضّــاءَ المــحــيّـا
يُـكـلِّـلُ حُـسـنَ طـلـعــتـه الـحَـيـاءُ

وكان حديـثـه يـنــســابُ عَــــذبـاً
وفـيـه لـكـلِّ مــســـتـمـع ٍ ثـــــراءُ

نديُّ الكفِّ ،سَـمْـحُ الـروح، عــطـرٌ
فـضـائـلـه ارتـقــى فـيـهـا الـبــنـاءُ

وكـم تُـخـفـي يـمــيـنٌ عـن شِــمـالٍ
عـطـايا الخير .. ما نـضـبَ العـطـاءُ

وريــفُ الـظـلِّ .. فـــيّـاضٌ حـنـاناً
على عــرش الــوفــــاء لـه اســتـواءُ

يـؤانـسـني ويـطــوي لـي جــراحـي
ويـســعـفــني إذا اشـــتـدَّ الــبـــلاءُ

وأرسـو كـلــمـا الأمـــواج هـاجــت
عـلى كـتـفــيـه يـغــمـرني الهــنـاءُ

تــداعـــت ياسـميـنك يـا حـبـيـبي
علـى أغـصانـها يغــفــو الـضـــيـاءُ

توشوشني الوسـادةُ : أيـن عـطــري ؟
ويـشـكـو بـعــدك الـبــردَ الـغـطــاءُ

يخـطُّ إلــيـك بـنـيـامــيـنُ شــوقـاً
ويُــرهــق عـــزمَ أحـرفـه اصـطـلاءُ

وترســمُ بــدرَ وجهـك يـاســمـيـن ٌ
فـتـحـضـنـه ويُـشـقـيـها اخـتـفـاء ُ

نـطــالـع في مــــرايانا شُــحـوبـاً
فـبـعد خــريـفــنـا أيـن الــشـتـاءُ ؟!

تـوشَّــحَ بالـسَّـواد الـرسـمُ حُــزنـاً
وفي الـلـوحــات يـسـتـعـرُ الـبكـاءُ

وتـلـطـمُ خــدَّهـا الألـــوانُ ثـكـلى
وريـشـتــك اســتـبـدَّ بها الـخــواءُ

ورائـي بـاتــت الــدنـيـا حبـيـبي
فـبـعـدك كـل مـا فـيـهـا هـــبــاء ُ

ظـلامـاً حـالـكـاً بـاتــت حــيـاتي
وبـعـدك رحـلــتـي فـيـهـا عــنـاءُ

مـواسمُ للأسـى في الـقـلـب تـربــو
ولـيـس لعُـمـر مـأسـاتي انـقــضـاءُ

أُقــلِّــبُ سِــفـرَ ذكــرانـا حـنـيـنـاً
ويـعـصـرني بـقــبـضــتـه الـشــقـاءُ

بخـيــبـتـه نــدائي بـــات يُـمــنـى
ويُخـزى خـلـفَ خـطـوتـك اقـتـفـاءُ

وتُلـهـبُ وجـنــتيَّ ســيـاطُ دمـعـي
وآهـــاتي يــضــجُّ بـهـا الـفــضــاء ُ

عـلـيـلاً بــات شــعـري والـقـوافـي
تـنــوح و مـا لأدمــعـهـا انـكــفــاءُ

ســتـبـقـى فــيَّ عـبـدَ الـلـه حـيّـاً
وروحــك يـرتـوي مـنـهـا الــبــقـاءُ

بـحــبـل الـلـه مُــعـتـصـمٌ فــؤادي
إلــيـه الأمــر يـرجــع والــقــضــاءُ

وإيـمــانــي يــشــدُّ حـزامَ صـبـري
ولـي فـي حُـسـن سـيـرتـك الـعـزاءُ

فـطــب نــومـاً إلـى يـوم الـتـلاقي
ولا يكــبــو مــدى الـعُـمـر الـدعـاءُ
تنازعتني الحَيرةُ أيّ أبياتِ الجمالِ أختار
فكل السطور معاقلُ وفاءٍ وبهاءٍ بلا شُطآن
هنا حيث أمواجُ البلاغةِ في بحرِ الأشجان
تحملُ الرسائلَ المكتوبة على بتلات وردِ العرفان
ليضمها سِفرُ الخلود بساتينَ انتظار
تُسقى من نبعِ الحنينِ والذكريات
فلا تعرِفُ البَوار
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة