عرض مشاركة واحدة
قديم 07-18-2014, 12:39 PM
المشاركة 7
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي
الجزء الثانى
موسى اللاوى
فاروز ....فاروزة ..
ضحكت فيروز وقد تسربلت فى قفطانها الاحمر الموشى بالذهب فلم ارى منها شيئاً
انظرى من ينادينى..تلك الطفلة ذات الخمسة اعوام بشعرها الاسود المجدول وانفها الاشم وعيونها الواسعة كعيون المها تظلهما رموش تشعرين دائما ان الدمع يبللهما انها عائشة..اختى عائشة ..تلهو معى فى حديقة قصرنا فى ذلك العصر البعيد من صيف الاندلس
تكمل فيروز
كنت اصغر من عائشة بنحو عامين ..ارتبطت بها كظلها..دائما انا ظل عائشة ..احمل نفحة من طيب عطرها..ذلك العطر الطفولى الذى وصل لموشيه وهو يرقبنا فى فضول وصوت الخليفة يرن فى أذنه..وهو يرقد على بطنه وحارس اسود ضخم يمسح بالدهان ظهره ثم يمسده فى ضربات سريعة متتالية تغوص فى لحم الراقد على على السرير وهو يتمتم فى ثناء :-
ان الدهان الذى تصنعه يا موسى له فعل السحر
لمعت عينى موسى بالرضا عن ذاته فقد استطاع اكتساب ثقة خليفة المسلمين
اطلب تجب يا موسى
يجيب موسى اللاوى فى تؤدة هو رضاك مطلبى سيدى
حينما ينتهى الخادم الاسود يشير له موسى بيده ان يبتعد وهو يمسك برداء الخليفة ليساعده على ارتداءه ..يربت الخليفة على بطنه ويردد:-
اشعر انى عدت شاباً نحو العشرين بفضلك موسى ثم يضحك حينما يصله صوت عائشة وهى مازلت تبحث عنى
فاروز..فيروز ..اين انت ؟؟
..بينما وقف جارية صغيرة جميلة المحيا بالطيب
يضحك موشيه فى جزل وهو ينظر للجارية التى تمشط ذقن الخليفة ثم ترش الطيب عليها ..وقد هبت نسائم الصيف عبر نافذة القصر وثمة سحب خفيفة تظلل السماء ..تذكر سارة..لم يرها منذ عدة اشهر ..حياته هنا تأخذه تماماً
عاد صوت الخليفة يخرجه مرة اخرى من افكاره
اطلب تجب يا موسى..هل اهديك جارية اخرى ..ثم يضحك فى جزل ..كيف هى الجارية القشتالية معك
يغمز موشية بمكر ..ماريس كفت عن النواح ..قههقه بصوت عالى مع الخليفة ثم اردف
مولاى ..هل تأذن لى وهو يمسك الرداء ليضعه على كتف الخليفة
يجيب الخليفة والجارية الجميلة تهذب انامله
تفضل ..نسيت..الجابى الذى تريد تعينه فى الاسواق ما اسمه
- سليمان اللاوى يا مولاى
- اخبره ان يتسلم عمله من باكر
- ينحنى موشيه وهو يتمتم بكلمات الشكر ..ويغمم طابت لك يا شلومو سنرى كيف ترد الجميل بهذا المنصب
-
- ينزل بسرعة على سلالم القصر وقد تغير حاله وتبدلت اساريره المنبسطة لتجعيدة قاسية فى جبينه واعماقه تربد فى حنق ..هذه الخليفة الابله الذى يهتم لاخبار الجوارى يحكم دولة من خيرة دول الاندلس..متى الخلاص ..متى الخلاص
-
- يصطدم بطريقه بعائشة الصغيرة .فتجعد انفها وتصرخ ويصرخ بوجهها فقد انزلق ارضا فجأة ..والصغيرة تقهق وموشيه ينظر لها بحنق وهى تنادى وسط ضحاكتها
-
- فاروز فيروة تعالى لتشاهدى هذا .. ينهض فى غيظ وهو يهم بخنقها..تمسكه ماريس جاريته وقد ظهرت فجأة وهى تهدئ من روعه
- وتهمس برقة
- عائشة حبيتى ..هذا تصرف سئ
- تقف عائشة ولم تفقد رباطة جأشها من الشخصين الذين يواجهها
- تقول بثقة لست حبيتك ..عائشة تحب امها فقط واختها فاروز
- نظر اليها موشيه شذراً من تلك القلادة التى تزين جيدها يعرف من هى..ابنة الخليفة المأفون..تجره ماريس من يده جراً وقد شعرت بالغيظ يستعر بداخله وشعرها الاشقر الطويل يتأرجح حتى وسطها وهى تضحك من الصغيرة ..تصل بيت موشيه الذى يقع بجانب قصر الخليفة..بيت صغير من دروين ..تتجاوز البيت وهو يزوى بين حاجبيه..الى اين
- تقول فى مرح الى حجرتى القديمة ..سأريك ما لا رأت عين هنا
دخل حجرة ماريس الصغيرة فى اقصى قصر الحريم..تملك ماريس عيون زرقاء مذهلة صافية وبشرة صافية وانف صغيرة وجسد بض ..لم يرى اجمل منها فى حياته..يعرف انها مكثت هنا نحو خمس سنوات..قضتها كأبة وحزناً على صغيرها ..لم يأخذ الخليفة منها سوى النواح والبكاء فتركها لخدمة زوجته القشتالية هذا ما عرفه منها..تحكى ماريس انها من انبل عائلات القوط الشرقيين ..لم يصدق قصتها ولا اسرها..حينما اهداها له الخليفة عرف كيف يخرجها من بؤسها..لكنها لم تعرف كيف تخرجه من بؤسه..مازالت سارة باعماقة ..مدت ماريس له بكأس شراب
غمز بعينه
رائعة انت ماريس وتعرفين دائما ما احتاجه..ثم شربه دفعة واحدة..ضحكت فى مرح لم يحن وقت المتعة بعد ..لدى مفاجأة
نظر اليها بفضول مفاجأة
اخذت منه الكأس ووضعتها جانباً
امسكته من يده وهى تشيرة لكوة خفية فى الغرفة..نظر موشيه هامساً وهو يجد جمع من النساء قد تخففن من ثيابهن..يلهون بالطين ..يشاركنهن بضعة اطفال
بينما وقفت عائشة التى نكافته منذ قليل بجانب امرة متسربلة بالسواد
نظر موشيه دهشاً الى النسوة الاتى ترمين بعضهمن بالطين ويضحكن فى جنون
ولفت انتابها تلك الاسبانية بوجهها المشرب بحمرة وجيدها المكشوف وصدرها المرتفع وشعرها الاسود الناعم الطويل الذى طاله بعض الطين
اغلقت ماريس الكوة
وهى تقوده بعيدا وتضحك هل رضيت
اطلعت على قدس الاقداس على حديقة لهو نساء الخليفة
تمتم موشيه نساء الخليفة
عاد للكوة مرة اخرى وماريس تزجره همساً
لما يلهون بالطين
اغلقت ماريس الكوة فاعاد موشيه فتحها مرة اخرى وهى ساخطة..سيكشفون امرنا
نظر للنسوة مرة اخرى وهو يستغرب موضوع الطين..قالت ماريس وهى تجز على اسنانها
ليس اى طين ..طلبت صفية ان تلهو بالطين لانها رأت بعض الجوارى تفعلن ..فامر الخليفة باحضار كميات من الطين..ولكن ليس اى طين..فزوجات الخليفة لا يلهون بطين الجاريات..الطين ممزوج بالطيب والزعفران وقطع من الذهب والفضة يبحثن عنها
اشار موشية من هذه
صفية.
ردد صفية
اسمها فى الاصل صوفيا..اميرة قشتالية ..الطفلة التى ترفعها ولا نرى ملامحها هى فيروز ابنتها..الفتى الذى يلهو امامها هو صفوان ابن الخليفة من زوجته الفارسية ..وهذا الصغيرة ذات خمسة اعوام اسمها سارة امها جارية..اما الجميلة ذات السبع اعوام فهى زبيدة اجمل بنات الخليفة وامها ايضا جارية..اما عائشة ابنة عاتكة
غمم عاتكة
اغلقت ماريس الكوة وهى تقوده عبر الغرفة
وما ادراك من هى عاتكة ..هى من يخشاها الخليفة وينفذ اوامراها بلا نقاش..جاءت من مكة ..اعرابية لتسكن قلب الاندلس..قليل من يعرف كيف تبدو..من ملامح عائشة ابنتها..تسطيع ان تقول انها على قدر رائع من الملاحة
اغلقت باب حجرتها وهى تهمس..انسى امر الكوة
ضحك موشية وهو يمسد شعر ماريس ثم يرفع بيده ذقنها وينظر لثغرها الرائع
لدى بعض العمل فى معمل الكمياء ثم نلتقى يا جميلة..اومأت بتفهم وهى تسرع الخطى نحو بيت موشية
بينما تسمر امام الجدار الذى يفصل حديقة نساء الخليفة عن الحديقة الامامية الغناء للقصر
انفتح باب الجدار فجأة وقد خرجت المرأة المنتقبة وفى يدها عائشة ..وكبير الحرس يمضى تجاهها فتتعلق عائشة بعنقه وهو يضحك
غمم موشية فى مكر يبدو ان وراء الامور وان وراء نقابك يا عاتكة اسرار واسرار..اصطدم بصره بنظرة الطفلة المشاكسة فاسرع الخطى
هنا اغلقت فيروو الكتاب وهى تمتم بكسل وكانت هذه بداية قصتنا