لا شيء يحدث سوى الخواء..
سأتعلم أبجدية الصمت لابد أنها اللغة الوحيدة المتاحة في الأيام المقبلة، للسكون صوت مدوٍ و طنين مزعج لكنه سرعان ما يتحول إلى نسيج داخلي للروح .
مجرد أن تقطعه أصوات اللاسكون يصيبك الهلع ..و للظلام درجات .. هل ثمة درجات للأسود ؟ هل تأتلف العين مع العتمة؟ يصبح الضوء وحشا مفترسا يفضح ما نتعمد أن نخفيه؟
لاشيء يحدث الآن سوى الخواء .. أينها تلك الدهشة .. ارتعاشة القلب.. اشتياق يبقي القلب ساهرا أمام مواقد الليل في انتظار ما لا نعرف كينونته.. لاشيء يعبث في تربة قلوبنا اليابسة سوى اللاشيء ..حتى شرفات الروح الـ كانت يوما مزهرة جرى استنفاذها فضمت إلى غرف الروح الكابية و أغلقت بزجاج مصمت لا يشف و لا يصف و لا يثير انتباهتنا لما يجري خارجا/ إن كان ثمة ما يجري حقا/..
تعبت السماء هذا المساء في تكوين عجينتها اللونية و اقتربت تقسم بضوضاء نسيمها أن الغزل الـ كانت تجمعه نقضته أنكاثا في باحات الفضاء .. علّ الثقب الرابض على تخوم المجرة تدركه علينا الشفقة من هذا اللاشيء الذي يحدث الآن و يحتضننا داخله للأبد.
ريم بدر الدين بزال
دمشق 5/6/2012