الموضوع: ماذا بعد؟
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
6

المشاهدات
1491
 
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


ياسر علي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,595

+التقييم
0.38

تاريخ التسجيل
Dec 2012

الاقامة

رقم العضوية
11770
02-07-2021, 01:32 AM
المشاركة 1
02-07-2021, 01:32 AM
المشاركة 1
افتراضي ماذا بعد؟
المابعدية هذه تحمل الكثير من القلق المعرفي في عالم يعج بالحركة، يتساءل الكثيرون عن مصير العالم ما بعد كرونا وهم على يقين أنه لن يكون على شاكلة ما قبلها، لأن طرح السؤال يأتي بعد الصدمة. *2020 ستحفر على صخرة التاريخ، لأنها فارقة وبشكل غريب، فعلى المستوى المعرفي تتسيد نظرية ما بعد الإنسان الموقف. المهدي المنجرة عالم المستقبليات المغربي تفطن منذ زمان للثورة المعرفية التي يشهدها العالم و أطلق ناقوس الخطر في وجه دول الجنوب يومها، لأنها لم تنخرط بالشكل الكافي في الثورة المعرفية التي تقودها وسائل الاتصال، الفيلسوف الفرنسي لوك فيري يطلق التحذير نفسه لباريز وصناع القرار الفرنسيين، حول تباطؤ فرنسا في اللحاق بسباق المعرفة، حيث لا تصل المعلومة الجديدة للجامعة الفرنسية إلا بعد ثمانية أشهر. مما يجعل العقل الفرنسي خارج السباق، هذا السباق النتشوي المهووس والضاري الذي تتقادم فيه السلع والأفكار بسرعة الضوء، سباق من أجل السباق. لكنه حقيقة هو سباق مع سبق الإصرار والترصد فلو شاهدت كيف تدار سباقات المسافات المتوسطة ففي فترة من السباق يرفع العداء القائد الإيقاع ليستنزف طاقة خصومه كتكتيك للفوز، فالذي يحدث شبيه بذلك. تساءل عابد الجابري وبكثير من التحسر، عن تبني أمريكا في وقت من الأوقات لنظرية صراع الحضارات، التي أسسها المنجرة وسوقها هنتنغتون، في وقت كتب فيه فكوياما سؤاله المؤرق نهاية التاريخ، إنه التكتيك الأمريكي لاستمرار السباق وتأجيل الجواب عن ماذا بعد الحرب الباردة، وماذا بعد العقل وماذا بعد الحداثة، فيري يقلقه تقهقر اللمسة التاريخية لفرنسا في إدارة العالم بدءا بحداثة ديكارت وصولا إلى قيم الثورة الفرنسية، فالمابعد، ماهو إلا تجاوز عقلية القرن الثامن عشر، وتجاوز الرصيد الفرنسي، وبدا ذلك جليا في الترامبية، التي أرادت القطع مع قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان والاستمرار في السباق إلى مداه.*

تطفو أحيانا على السطح، ملامح الصراع الحقيقي، إنه السيطرة على المعلومة، قصد توظيفها في الوقت المناسب، فالذي لا يعرف المجال الذي يتحرك فيه يصعب عليه اختصار الطرق، لذلك طفت على السطح *مشكلة الجيل الخامس في التكنلوجيا، "بين الصين وأمريكا"، لأنها بكل بساطة هي الثورة الصناعية الثانية بعد الثورة الميكانيكية. هنا ستتغير الأنماط التفاعلية، وتفقد الكثير من الحرف معناها و وجودها، وهنا يحدث ما كان يخشاه هايدكر حين تحدث عن كون التقنية مشكلة عويصة والعقل الأداتي عقل لا يستحضر الوجود كسؤال ولا تهمه القيمة، ويتعالى على سؤال الحرية. كرونا ملمح للعالم الجديد، العمل عن بعد والوساطة الرقمية، والتعليم عن بعد والعلاج عن بعد، كلها آليات ما بعد الإنسان. يشرح فيري ملامح الجيل الخامس الذي ستكون فيه التكنلوجيا هي العصب الذي لا محيد عنه، ويعطي مثالا بالمدن الذكية التي تستحدث حاليا وستعمم قريبا جدا.*

يبقى سؤال المابعدية مطروحا وبجدية عند الأمم المتقدمة التي تخاف أن تزل قدمها وينهار مجدها، ويظل الجنوب شبه غاف عما يجري حوله من أحداث، فالسؤال المعرفي خارج عن نطاق اهتمامه. فماذا بعد؟*