عرض مشاركة واحدة
قديم 05-15-2019, 12:57 AM
المشاركة 5
إمتنان محمود
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي الفصل السابع+الثامن
7-كونر

كان يجب أن يحتفظ كونر بمسدس الشرطى !, لكنه لم يكن يُفكر,كان مذعورا جدا من تخدير الشرطى بسلاحه الخاص. ألقاه من يده و هرب,كما ألقى حقيبه ظهره على الطريق السريع ليحمل ليف..
محفظته بها كل أمواله.. كانت فى تلك الحقيبه..!الآن لا يملك سوى الوبر فى جيوبه...
ان الوقت متأخر الآن... أو, بصوره أدق.. مبكرا, قريبا من بزوغ الفجر.
هو و ريسا ساروا فى الغابه طوال اليوم.. بأفضل ما يستطيعوا,حيث كان على كونر أن يحمل عُشر فاقد للوعى!

ما أن حل الليل, تناوبوا هو و ريسا.. أحدهم يراقب و الآخر ينام..
كونر يعلم أن ليف لا يمكن الوثوق به, لهذا أوثقه كونر فى الشجره.. مع ذلك, لا يوجد سبب ليثق فى الفتاه التى هربت من الحافله أيضا..!
فقط هدفهم المشترك فى البقاء أحياء ... هو ما يربطهم.

اختفى القمر من السماء , لكن يوجد ضى باهت يوعد بوصول سريع للفجر..
بحلول الآن, وجوههم ستكون فى كل مكان,
(هل رأيت هؤلاء المراهقون؟, لا تقترب.. خطيرون للغايه..! اتصل بالشرطه فوراً..)
مثير للسخريه كيف أضاع كونر العديد من الوقت محاولاً إثبات خطورته لمن
حوله! .. لكن حين أتى الأمر لذلك... لم يكن متأكد إن كان حقا بتلك الخطوره!
ربما يمثل خطوره على نفسه ..!

كل هذا بينما يشاهده ليف,
فى البدايه, عينى الفتى كانتا كسولتان, و رأسه متدل للجانب..لكن الآن, تلك العينان حاده... حتى فى ضوء النار الخافت, يستطيع كونر أن يراهم, بلونهم الأزرق البارد. هذا الفتى كالطير الشارد..
كونر ليس متأكد مما يحدث فى كوكب ليف ,و ليس متأكد إن كان يريد أن يعلم...

“ستتلوث العضه إن لم تعالجها !” يقول ليف..
نظر كونر لموضع عضه ليف, مازالت منتفخه و حمراء..كان متجاهلا الألم حتى ذكره ليف ,:“سأهتم بها..”

ليف مازال يدرسه:” لماذا سيتم تفكيكك؟”,لا يحب كونر هذا السؤال لعده من الأسباب..
“ تعنى لماذا كان سيتم تفكيكى.. لأنه كما ترى... لن يتم تفكيكى أبدا!”
“ سيفعلوا إن أمسكو بك..”
كونر يريد أن يضرب تلك النظره المتعجرفه على وجهه... لكن يكبح نفسه, فهو لم يُنقذ الفتى ليُشبعه ضربا.. !
“ اذا, كيف هو الأمر..” يسأل كونر,” أن تعلم طوال حياتك أنه سيتم التضحيه
بك؟” , كان يعنى بها إهانته, لكن ليف أخذ السؤال بشكل جدى..
“إنه أفضل من العيش دون أن تعلم غايتك فى الدنيا !”
كونر ليس متأكداً إن كان هذا مقصودا لجعله غير مرتاح.. كما لو أن حياته بلا غايه ,يشعره الأمر أنه هو الذى مربوط بشجره... ليس ليف !
“ أعتقد أنه يمكن أن يكون أسوأ..” يقول كونر, “كان يمكن أن ينتهى بنا الأمر جميعا ك( هامفرى دانفى)”
ليف يبدوا متفاجئاً بذكر الاسم:” هل تعلم تلك القصه؟, لقد اعتقدت أنهم يحكونها فقط فى حيينا ..!”
“لا..” يقول كونر,” الأطفال يحكونها فى كل مكان.”
“إنها مُختلقه!” تقول ريسا.. فور استيقاظها..
“ربما..” يقول كونر,” لكن كان يوجد تلك المره... حاولت أنا و صديق أن
نتحرى عنها بينما كنا نتصفح أحد كمبيوترات المدرسه !.. وجدنا موقع وحيد يتكلم عن الأمر, و كيف أن والديه فقدو عقولهم و أصبحوا مرضى نفسيين..ثم انهار الكمبيوتر..! اتضح أنه تم إصابته بفيروس مسح خادم القطاع كله .. مصادفه؟ لا أعتقد ذلك!”
ليف مندمج.. لكن ريسا, فهى مشمئزه جدا, تقول:“أنا لن أنتهى أبدا ك(هامفرى دانفى), لأنه يجب أن تمتلك والدين ليصبحوا مجانين! و أنا لا أملك..” و تقف.

كونر ينظر بعيدا عن النار المنطفأه ليرى أن الفجر قد وصل...

“إن كنا سنظل دون أن يمسكنا أحد, علينا أن نغير اتجاهنا مجدداً” تقول ريسا..” يجب أيضا أن نفكر فى التنكر !”
“كيف ؟” يسأل كونر..
“لا أعلم, أولا نغير ملابسنا.. قصه شعرنا ربما, سيبحثوا عن فتيان و فتاه, ربما قد أتنكر كولد!”
كونر ينظر إليها بتفحص ... و يبتسم,ف (ريسا) جميله, ليس كجمال آريانا... جميله بطريقه أفضل..فجمال آريانا كان متعلق بمستحضرات التجميل و حقن الصبغات و ما شابه ! .لكن ريسا تمتلك نوع آخر من الجمال.... طبيعى.
دون تفكير يمد كونر يده و يلمس شعرها, و يقول بلطف:” لا أعتقد أن أحد سيصدق أنك ولد!”
ثم, فجأه .... يجد يده مسحوبه وراء ظهره, و يجد جسده ملتفا دون إراده!
و تلوى يده بألم شديد حتى وصلت لمنتصف ظهره..
انها تؤلمه بشده لدرجه أنه لا يستطيع أن يقول آه .. كل ما يقدر على قوله هو إ إ إ..
“المسنى مجددا و سيتم قطع يدك” تقول له ريسا,” أفهمت هذا ؟”
“ حسنا, حسنا, لا بأس, ابعدى يدك, فهمت..”

هناك عند شجره البلوط , يضحك ليف... كما يبدوا ,سعيدا لرؤيه كونر متألماً !

تتركه يذهب, لكن كتفه مازال ينبض..
“لم يكن عليكى فعل ذلك..” يقول كونر محاولا إخفاء شده تألمه.
“ليس كأنى كنت سأوذيكى أو شيئا كهذا !”
“أجل, حسنا... الآن انت بالتأكيد لن تفعل..” تقول ريسا, ربما شاعره بالذنب قليلا لكونها قاسيه جداا :“لا تنس اننى عشت فى منزل ولايه”.
يومئ كونر..., هو يعلم عن أطفال منازل الولايه.. يجب أن يتعلموا كيف يحموا أنفسهم فى سن صغيره ..و إلا ..حياتهم لن تكون بتلك السرور ,كان عليه إدراك انها من نوع (لا تلمسنى)..!

“عذرا..”يقول ليف ,” لكن لن نستطيع الذهاب لأى مكان لو مازلت مربوط فى شجرة.”
ما زال.., كونر لا تعجبه تلك النظره فى عيني ليف..التى دائما ما تصدر
الأحكام,:” كيف نعلم أنك لن تهرب ؟”
“ لن تعلم, لكن حتى تفك وثاقى.. أنا رهينه” يقول ليف, “ ما أن أكون حراً, فأنا هارب.. مثلك .. مربوط.. أنا العدو .محرر.. أنا صديق !”
“إن لم تهرب..” يقول كونر,
ريسا بتسرع تفك النباتات :“ إن لم نكن سنتركه هنا, سيجب علينا المخاطره بهذا”
يركع كونر للمساعده... و بعد لحظات.. ليف يصبح حراً. يقف و يمدد جسده, و يفرك كتفه مكان الرصاصه المخدره...

مازالت عينى ليف الزرقاء بارده.. كالثلج .. و صعبه أن يقرأها كونر...
لكنه لا يهرب.
يعتقد كونر أنه ربما, ربما قد تخلص من واجبه كعُشر,
ربما .. أخيرا,
بدأ برؤيه المنطق فى أن يظل حياً ....! 

8- ريسا

تجد ريسا نفسها مضطربه ما أن وجدوا أغلفه الطعام و بواقى البلاستيك فى
الغابه,لأن أول علامات الحضاره ... دائما تكون القمامه.
الحضاره تعنى وجود أُناس يمكن أن يتعرفوا عليهم إن تلطخت شبكات الأخبار بوجوههم...هى تعلم أيضا أن بقائهم كلياً دون إتصال بشرى , مستحيل! لا تملك أى أوهام عن فرص بقائهم, أو حتى قدرتهم على التخفى..
بالرغم من احتياجهم أن يبقوا مجهولين تماما, لن يمكنهم الاستمرار وحدهم ... يحتاجوا لمساعده الآخرون...

“لا لن نفعل,” ,كونر سريع فى المجادله بنمو علامات الحضاره حولهم!
ليس فقط القمامه, لكن بقايا جدار حجرى يصل طوله لمفصل الركبه... سطحه
شبيه بالطحالب .. و بقايا صدئه لبرج كهرباء قديم.. منذ أيام انتقال الكهرباء
عبر الأسلاك..
“لا نحتاج أى شخص..!, سنأخذ ما نحتاجه”.
تتنهد ريسا, محاوله أن تتماسك بآخر ما تملك من الصبر... الصبر الذى بلى
بالفعل:“أنا متأكده أنك جيد فى السرقه, لكن لا أعتقد أنها فكره جيده..”
كونر يبدو مهاناً من التلميح,:“ماذا تعتقدى؟... الناس فقط سيعطونا الطعام و أياً ما نحتاجه ... نبعا من جوده قلوبهم ؟!”
“لا”, تقول ريسا..” لكن إن تصرفنا بذكاء بدلا من التسرع كالعميان , سيكون لدينا فرصه أفضل.” كلماتها.. أو ربما نبرتها التعطفيه المتعمده !.. تجعل كونر يهيج كالعاصفه..
ريسا تلاحظ ليف يشاهد الجدال بينهم , محافظا على مسافته منهم...
(إن كان سيهرب.. تعتقد ريسا, أن هذا هو الوقت الأفضل لذلك.. بينما أنا و كونر مشغولين فى التشاجر !)
و يخطر على بالها,( إنها فرصه ذهبيه لاختبار ليف.. و رؤيه إن كان يقف
معهم , أم يراهن على وقته حتى يستطيع الهروب.)

“ لا تجرؤ على المشى بعيداً عنى,” تتذمر على كونر.. باذله وسعها لإبقاء
الجدال حيا..كل هذا بينما تُبقى عينها على ليف لترى إن كان سيهرب..“مازلت أتحدث معك!”
يلتفت كونر لها,” من قال أنه على أن أستمع لكى؟”
يتحرك كونر مقتربا منها... مقتربا جدا من مجال تنفسها, تكره أن يقترب منها أحد لتلك الدرجه.. و يقول :“ لولاى لكنتى فى طريقك لمخيم الحصاد ”
ترفع ريسا يدها لتدفعه بعيدا, لكن يده تتحرك أسرع منها... و يمسك معصمها قبل أن تدفعه.

فى تلك اللحظه تُدرك ريسا أنها ذهبت بعيداً...ماذا تعرف حقا عن هذا الفتى؟ لقد كان سيتم تفكيكه... ربما يوجد سبب لذلك ,ربما .. سبب وجيه وراء ذلك.
تحرص ريسا على عدم المقاومه... لأن المقاومه تمنحه الأفضليه ,و تترك نبره صوتها تُوصل كل غضبها: ” اتركنى..”
“لماذا؟ ماذا تعتقدى بالتحديد أنى سأفعل بكى؟”
“تلك هى المره الثانيه التى تلمسنى فيها دون اذنى,” تقول ريسا..
مع ذلك, لا يترك كونر يدها..
لكن تلاحظ ريسا أن قبضته ... ليست تهديديه أبداً. ليست ضاغطه على يدها.. بل لينه..ليست قاسيه.. بل لطيفه..قد تُحرر يدها بمنتهى السهوله بحركه معصم سريعه ... اذا لماذا لا تفعل؟؟
ريسا تعلم أنه يفعل ذلك ليوضح شيئا ما... لكن ما هذا الشئ؟ ... ريسا ليست متأكده !..هل يُحذرها أن بإمكانه إيذائها لو أراد ؟ أو ربما تكمن رسالته فى طبيعه قبضته الرقيقه ! وسيله لقول أنه ليس من النوع المؤذى ..
(أيا كان.. لا يهم..) تفكر ريسا...( الاعتداء اللطيف مازال اعتداء !)

و تنظر لركبته .. ركله متأنيه قد تكسر برضفه ركبته.:“ قد أقضى عليك فى ثانيه,” تهدده..
لو أقلقه التهديد فهو بالتأكيد لا يظهر ذلك.:” أنا أعلم.. !” ,و بطريقه ما ... هو يعلم أيضا أنها لن تفعل ..و أن أول مره كان مجرد رد فعل, لو كانت ستؤذيه مره ثانيه.. سيكون فعل عن وعى.. سيكون ناجم عن اختيار...

“ابتعد..” تقول ريسا.. و صوتها الآن فقد حدته التى كان عليها من لحظات.
تلك المره يستمع و يترك يدها.. و يتحرك مبتعدا لمسافه مهذبه ..
كان باستطاعتهما إيذاء بعضهما... لكن كلاهم لم يفعل..
ريسا غير متأكده مما يعنيه هذا الأمر ؟ ما هى متأكده منه أنها غاضبه منه لخليط من الأسباب .. لا تستطيع حتى شرحها ..!
ثم فجأه.. يناديهم صوت من جهه اليمين,:” هذا مسلى جدا و كل شئ ,... لكن لا أعتقد أن القتال سيساعدنا بأى شكل..”
إنه ليف..

و تُدرك ريسا أن حيلتها الصغيره قد ارتدت عليها, لقد خططت لاختباره بشجار مزيف.. لكن الجدال تحول لحقيقه ..و فى خضم الأمر نست تماما أمر ليف.
كان بإمكانه الهرب و لن يكتشفو الأمر إلا بعد أن يكون قد ابتعد.

ترمق ريسا كونر بنظره شيطانيه .. و يُكمل ثلاثتهم مسيرتهم..

بعد عشر دقائق, حين يذهب ليف ليقضى حاجته,حينها يتكلم كونر مجددا مع ريسا :“خدعه جيده..” يقول كونر,” لقد نجحت”
“ماذا؟”
يميل كونر نحوها و يهمس..” الجدال.. لقد صنعتيه لترى إن كان ليف سيهرب حين لا ننتبه عنه.. أليس كذلك؟”
انذهلت ريسا من هذا ...” كنت تعلم ؟!”
ينظر لها كونر.. مستمتع قليلا ...” حسنا... نعم ”
إن كانت ريسا من قبل تشعر بالشك نحوه.. فالأمر الآن أسوأ بكثير ..
“ اذا.. ما حدث سابقا.. كان فقط استعراض؟!”
حان دور كونر ليكون غير متأكداً.”أعتقد .. نوعا ما .. ألم يكن؟!”
ريسا تمنع ابتسامتها .. فجأه, تجد نفسها مرتاحه مع كونر..تتعجب مما قد كان سيؤول إليه الأمر .. ستكون رافعه دفاعاتها نحوه,و إن كان استعراض, فسوف تضع دفاعاتها أيضا ..!
لأنه إن كان يكذب بهذا الإقناع .. فلن تكون قادره على الوثوق به.
لكن ما شعرت به, كان مزيجا من الأمرين.,كان حقيقيا .. كان تظاهرا.و تلك التركيبه جعلت لا بأس منه.. جعلته آمناً,مثل أداء خدع بهلوانيه متحديا الموت, فوق شبكه أمان...
تتمسك بذاك الشعور الغير متوقع .. بينما يلحقا ب ليف متحركين نحو آفاق الحضارة المرعبه ..!