أمــــــــــــــــــــا....... من توبة
إن تتوب أو لا تتوب
فمصير فجركَ الغروب
شبابٌ في بحرِالسنينِ يذوب
وحياةٌ خَسِرَ فيها اللعوب
سِرتَ تائهًا بأوديةٍ ودروب
قضيتَ عمرا بائسا جُلّهُ عيوب
خُضتَ مع الهمومِ آلافَ الحروب
سجينا للدنيا لا ترتجي الهروب
وإن هربتَ فقبركَ مُعَدٌ ومنصوب
أفاعٍ ونار لا تَملُّ النشوب
صحيفتكَ ملآى بالذنوب
مُدَونٌ فيها كلّ مأكولٍ ومشروب
وجهكَ ذابلٌ يغزوهُ الشحوب
وليس من يُغني عنكَ أو ينوب
ترى الاهوالَ والعذابَ والكروب
بحفرةٍ يُصعَقُ فيها أقوى القلوب
فمصيركَ الموتُ مقدرٌ ومكتوب
فهل أنت غالبٌ أم مغلوبًا
جعلكَ الشيطانُ للارادةِ مسلوباً
وعلى ألحانِ المعصيةِ طروباً
سنينٌ في طريقِ المعصيةِ تجوب
وكلّ ما يُغضِبُ اللهَ عندكَ مرغوب
غافلٌ وكأنكَ للعينينِ معصوب
تتلذذُ بالحرامِ وتُحللُ المغصوب
لا تبالي من أينَ مالكَ مكسوب
والطمعُ دوما بكأسِكَ مسكوب
ترتكبُ المعاصيَ وتُدمنُ العيوب
والشهواتُ كأنها أمرٌ منكَ مطلوب
ألا لبحرِ المعاصي من نضوب
ألا تخشى اللهَ.... ألا تتوب
توبةً ليس فيها ردةٌ تشوب
تعيَ فيها أنك عبدٌ مربوب
عساها تُقبلُ وتكون فيها مثوبا
وتُروى من ماءِ الجنةِ العَذوب
أم تبقى متمسكا بشهادةِ الرسوب
مثواكَ جهنمَ عن الرحمةِ محجوب
ولا تكن بيدِ الشيطانِ مسحوبا
ولا لحزبهِ الخاسرِ منسوبا
ولا على جندِ إبليسَ محسوبا
خاسيءٌ من إنتمى إليهِ ومشجوب
لا تركبنَّ زورقاً غارقا..... ومقلوبا
ودع عنكَ الدنيا وزخرفها الكَذوب
كن لله الواحدِ الأحدِ محبوبا
سبحانه وتعالى علاّم الغيوب
مازن الفيصل