الموضوع: الشعب يريد...
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-28-2011, 09:18 PM
المشاركة 8
حمود الروقي
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأستـاذة إلهـام ..

أولاً شكـرًا لكِ على هذا الطـرح القـيـّم في منابـرك الثـقـافـيـة وهـذا المؤتمـر الحـواري إن صـحّ التعبـير له ..

وثانيـًا وثالثـًا ورابعـًا وألفـًا ... الشعـب يـريد و "الشغـب" يفعـل ما يـُـريد !!

إنهـا كارثـة الشعـوب العـربيـة يا أخيـّة ، وإنهـا واللـه فـساد الحـال والمـآل ، ونقـطة التحـوّل في الخارطـة العـربية التـي بـدأ الفـساد العـربي يـرسمها بنفـسه ويصبغهـا بـلون الـدم ويشاركـه في الصياغـة والتخـطيـط قـوى مدسـوسـة غـير مُـعلـنة منهـا العـربية ومنهـا الأجنبـيـة ؛ ليضـيع العـراق كما ضـاعـت فـلسطـيـن قـبله ويصـير هـمّ العـربي الوحـيد الحـصول على فـتات الخـبز بأي طـريقـة !!

أيـن الشعـوب عـن إرادتها طـول عـقـدين من الزمـن وتـزيـد ؟ هـل هـي صحـوة مفـاجئـة نـزلت عليهم من السمـاء ؟! أم أنّ الحـريـة - التـي ينشـدونها ويتقـاتلون من أجلها - عـبـادة دينيــة في الأشهـر الماضـية والبعـض يـريد اعتنـاقها بالخـروج على ولـيّ الأمـر وقـتل الأبـرياء من المسـالميـن والأطـفال والشـيوخ ، والعـبث في مقـدّرات الدولــة والممتلكات الخـاصـة ؟؟

الحـريـة تعـديل دسـتور تـُقـرّره الحكـومـة والشعـب في الانتخـابات الجمهـوريـة أو في لجـان الإصـلاح التـي تعمـل عليها الدول لصالح شعـوبها ، والحـرية ليـست الخـروج على الحـاكم وتعطيـل مصـالح الدولة وتدميـر اقتصـادها وعلاقتـها مع الـدول الأخـرى سـياسيـًا واقتصـاديـًا وتمـزيـق وحـدة الصـف الواحـد ونشـوء الأحـزاب والفـِرق المتناحـرة التـي تشجـّع على الخـراب والقـتل والتدمـير والفوضـى تحـت ظـل دُخان إن لم تكـن معـي فأنت ضـدي وحـقـك الإذلال والقهـر والقـتل والتمثـيل بالجـثث كنـوع من إبراز القــوة للأطـراف الأخـرى سـواء كانـت ثائــرة على قـلب الحـكم أو ثـائـرة على بـقـاء الحـكم ، أو ثـائـرة أيضـًا لمجـرد العـبـث وتحصـيل الغـنائـم والتجـريب على الإجـرام ، وكـل ذلك واقـع لا محـالة بعـد سقـوط النـظام واختـلال التوجـّه وانعـدام الأمــن ، فالجـار يقـتل جـاره والصـديق يقـتل أصحابـه والشعـب الثـائـر ما بين " بلطجـي " علـى نفـسه أو " بلطجي " على كـل من لبـِس بـزّة النظـام !! والإعلام الحُـر ينحـر كـبش السـلام والأمان على مرأى من الصـفوف المتضادة لِـيسيل الدم من ميـدان الثـورة حتـى يصـل لقـصر الرئيـس ويتعـدّى إلى أبعـد الحـدود ، وهو يحمـل كريـات الحـرية السـوداء والبيـضـاء ، والإعـلام العـربي - ذو النقطـة على عينه الثانية - يـصـوّر كل اللحظـات ويُشعـل في كـل صـورة فتـيلة ويـثور الثـوّار وينـادوا باسم الحـرية ، وصانعوا هذه الحـرية التي لم تقـم على شريعـة الله ينظـرون ويضحكـون ويصنعـون الفتـيـل لكـل عُـود مُشتعـل ..

وهـرب الرئـيس أو تنحـّى أو قـُتل أو بقـى يُقاتل!!.. هـل الواقــع أفـضل ممّـا كـان ؟ كيـف يعـيش الشعـب الآن في هـذه الأزمـة الداخـلية المشتعـلة التـي أكلت الأخضـر واليـابس من كـل شـيء حتى من البـشـر ؟ هـل يعلمـون حجـم الكوارث التـي تنتظـرهم من الآن فـصاعـدًا ؟!! أم أنهـا ثـورة الصفعـة الناعمـة التـي بـدأت في الشـارع التونسـي وتوالت بعـدها الصـفعات وعـبثـًا " من يصفـع من ؟ ؟ " والجميـع يُـدرك أنّ العـرب " مصفوعون " من إسـرائـيل وأمريكـا بالقـدم اليُـسـرى ، فلمـاذا يصفعون أنفـسهم ويلطمـون خدودهـم في ثـورات " الشعـب يريد الصفعة الكـبرى " التـي تطبـع العلامات الحمـراء على الوجـه الواحـد و يُـصيب العـينيـن الحـَوَلُ فـتتشـتت النظـرة ويضـيع الطـريق الواحـد وتنـجح الخطـة التـي رسمـها أعـداء الجـسـد العـربي لمحـو حـديث الرسول صلى الله عليه وسـلم من قـلوب المسلمين والعـرب خاصـة والذي قال فيه " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " .. وها هـو القـلب " فـلسطيـن " يُصـاب بالجلطـات كل يوم ، وها هو الـرأس " العـراق " يشكـو من الصـداع المـميـت و ذاك وذاك وذاك ، و يبقى الجـسد ممـزقـًـا إربـًا إربـًا والاحسـاس مُـنعدم !!