عرض مشاركة واحدة
قديم 11-27-2011, 02:59 AM
المشاركة 85
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
-8 تَعَدُّدُ الحالِ:
يجوزُ أنْ يَتَعَدَّدُ الحَالُ وصَاحِبُهُ واحدٌ، أو مُتَعَدِّدٌ، فالأوَّل كقوله:
عَلَيَّ إذا لاَقَيْتُ لَيْلَى بِخَلْوَةٍ * أنَ ازْدَارَ بيتَ اللَّهِ رَجْلاَنَ حَافياً (أن ازدار : نقلت حركة ألف المضارعة إلى النون من أن ليستقيم الوزن ومعنى ازدار أزور من ازدار يزدار وأصلها: ازتار، ومعنى: رَجْلان، ماشياً على رِجْلَيّ غير راكب)
والثاني: إنْ اتَّحَدَ لَفْظُهُ ومعنَاهُ ثُنِّي أو جُمِع نحو: { وَسَخَّرَ لكُم الشَّمْسَ والْقَمَرَ دَائِبيْنِ} (الآية "33" من سورة إبراهيم "14" ). والأصلُ: دَائِبَةً ودَائِباً ونحو: { وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ والنَّهَارَ والشَّمْسَ والقَمَرَ والنُّجُومَ مُسَخَّراتٍ} (الآية "12" من سورة النحل "16" على قراءة من فتح النجوم).
وإن اخْتَلَفَ فُرِّق بغَير عَطْف وجُعِل أَوَّلُ الحَالَيْن لِثَاني الاسْمَيْن وثانيهما للأَوَّل نحو" لَقِيتُ زَيْداً مُصْعِداً مُنْحدِراً فمُصْعِداً حالٌ من زَيد، ومُنْحَدِراً حال من التاء.
وقد تأتي على الترتيب إنْ أَمن اللَّبْس كقولك: "لَقِيتُ هِنداً مُصعِداً مُنْحَدِرةً" وكقول أمرئ القيس:
خَرَجْتُ بها أمْشِي تَجُرُّ ورَاءَنا * على أَثَرَيْنَا ذَيْلَ مِرْطٍ مُرَحَّل (المِرْط: كِساءٌ من خَزِّ، والمُرَحَّل: المُعلَم)
فأمْشي حالٌ مِن التاء من خَرَجْت و "تجُرُّ" حالٌ من الهاء في بها.
-9 الحالُ مُؤَسّسة أو مُؤَكَّدة: الحالُ المؤسِّسَة: هي التي لا يُسْتَفَادُ مَعْنَاهَا بدُونِها نحو" أَتَى عَليٌّ مُبَشِّراً" والحالُ المؤكدة: هي التي يُسْتفادُ مَعْنَاها بدُونها، وهي على ثَلاثةِ أنواع:
(1) أن تكون إمَّا مُؤكِّدةً لعَامِلِها مَعْنىً دُونَ لَفْظٍ نحو{ فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً} (الآية "19" من سورة النمل "27" ) أو لَفْظاً ومعنىً نحو: { وَأَرْسَلْنَاكَ للنَّاسِ رَسُولاً} (الآية "79" من سورة النساء "14" ).
(2) أنْ تكونَ مُؤكِّدة لِصَاحِبِها، نحو: { لآمَنَ مَنْ في الأرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً} (الآية "99" من سورة يونس "10" ).
(3) أنْ تؤكَدَ مَضْمون جُمْلَةٍ مُرَكَّبَةٍ من اسمين مَعْرِفَتَيْنِ جَامِدِينْ ومَضْمُونُ الجملة إمَّا فَخْرٌ كقولِ سالم اليربُوعي:
أنَا ابنُ دَارَةَ يا لَلنَّاسِ مِنْ عَارِ * وهَلْ بِدَارَة يالَنَّاسِ مِنْ عَارِ
أو تَعظِيمٌ لغَيرك نحو "أنتَ الرجُلُ حَزْماً" أو تصغير له نحو" هُوَ المِسْكينُ مُحْتَاجاً" أو غير ذلك نحو" هذا أخُوكَ شفيقاً" و{ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً} (الآية "72" من سورة الأعراف "7" ).
وهذه الحَالُ المُؤكِّدة واجِبَةُ التَّأخير عن الجُمْلَةِ المذكورَة، ومعمولةٌ لِمَحْذُوفٍ وُجُوباً تَقْدِيُرهُ "أحقَّه أو أَعْرفه" أو "أحقني أو أعرفين" لِتَنَاسُبِ المبتدأ في الغيبةِ والحضور.
-10 الحال مُقارِنَة أو مُقدَّرة:
الحالُ إمَّا مُقارِنَةٌ لعامِلِها كالأمثلة السَّابقة، وإمَّا مُقَدَّرَةٌ وهي المُسْتَقْبَلةُ وتُسمَّى حالاً مُنتظرة نحو: { فَادْخُلُوها خَالِدِينَ} (الآية "73"من سورة الزمر "39" ) أي مُقَدَّراً خُلُودُكُمْ.
-11 الحالُ حَقِيقِيَّةٌ أو سَبَبِيةٌ:
والحَالُ إمَّا حَقِيقِيَّةٌ كالأمْثِلة السَّابقةن وإمَّا سَبَبيَّةٌ - وهي التي تتعلَّقُ فيما بعدها وفِيها ضَمِيرٌ يَعُودُ على صَاحِبِ الحالِ - نحو" دَخَلْتُ على الأَمِيرِ بَاسِماً وَجْهُهُ".
-12 الحالُ مفردٌ، وشَبْهُ جملةٍ أو جُمْلُةٌ:
الأصلُ في الحال : أنْ تكونَ اسْماً مُفْرَداً نحو: { وَآتَيْنَاهُ الحُكْمَ صَبِياً} (الآية "12" من سورة مريم "19" ) ، وقد تجيء ظَرفاً (المراد: متعلق بظرف) نحو "رأَيْتُ الهِلالَ بَيْنَ السَّحَاب" فبينَ مُتَعَلِّقٌ بمحذوف حال أي كائناً. وجَارّاً ومَجْرُوراً (وأيضاً ) المراد تعلقه) نحو "نظرت البدر في كبد السماء" فالجارّ والمجرُور مُتَعَلِّقانِ أيضاً بمَحذُوف حالِ أي كائِناً في كبد السماء وقد تَجِيءُ جُمْلةً بثلاثَةِ شُرُوطٍ:
الأوَّلُ: أنْ تكونَ خَبَريَّة فَلَيْس من الحَالِ قولُ الشاعر:
اطلُبْ ولا تَضْجَرَ منْ مَطلَبٍ * فآفَةُ الطَّالِبِ أن يَضْجَرا (تضجر: مفتوح الراء على نية وجود نون التوكيد الخفيفة، وهو لهذا مبني على الفتح في محل جزم بـ "لا" الناهية)
فهذِه الَواوُ الدَّاخلَةُ على "لا" النَّاهِيَة ليْستْ للحالِ، وإنَّما هي عَاطِفةٌ مثل قولِه تعالى: { وَاعْبُدُوا اللَّه وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً} (الآية "36" من سورة النساء "4" )
الثاني: أن تكون غيرَ مُصَدَّرَةٍ بعلامَةِ استِقْبَال، فليسَ من الحَال: " سَيَهْدِينِ" من قَولِه تعالى: { وَقَالَ إنِّي ذَاهِبٌ إلى رَبِّي سَيَهْدِينِ} (الآية "99" من سورة الصافات "37" ).
الثالث: أنْ تَشْتَمِلَ على رَابِطٍ، وهو أمّا الواوُ فقط نحو: { قَالُوا لَئِنْ أكَلَهُ الذّئْبُ ونحْنُ عصْبَةٌ} (الآية "14" من سورة يوسف "31" ). أو الضَّميرُ فَقَطْ نححو{ اهْبِطُوا بعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ} (الآية "36" من سورة البقرة "2" ). فالجُملةُ من المبتدأ وهو "بَعضُكم" والخبر وهو "عدوّ" في محل نَصْب حال، والرابطُ الضميرُ وهو "كم" في "بعضكم"أو هُمَا مَعاً - الضَّمير والوَاو - نحو: { ألَم تَرَ إلى الذين خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ} (الآية "243" من سورة البقرة "2" ).
وإذا وَقَعَ الفَعلُ المَاضِي حَالاً وجَب عِند البَصْرِيين أن يَقْتَرِنَ بـ " قَدْ" ولا يَشْترطُ الكُوفِيُّون والأَخْفَش من البَصْريين ذلكَ، لكثرة وروده في لسان العرب نحو قوله تعالى: { أو جَاؤوكم حَصِرَتْ صدُورُهم} (الآية "90"من سورة النساء"44") وتأوِيلُ هذا عِنْ
البَصْريين كما قال المبرد: الدعاء كما تقول: لُعنُوا قُطِّعَت أيْدِيهم.
-13 الواوُ الرَّابطَةُ أو الضَّميرُ بَدَلها: تجبُ الواوُ قبلَ مُضارعٍ مَقْرُونٍ بقد نحو: { لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إلَيْكُمْ} (الآية "5" من سورة الصف"61").
وتًمْتَنِعُ الواوُ ويَتَعَيَّنُ الضَّمِيرَ في سَبْعَةِ مَواضِعَ:
(1) أنْ تَقَعَ الجُمْلَةُ بعدَ عَاطف نحو: { فَجَاءَهَا بِأَسُنَا بَيَاتاً أَو هُمْ قَائِلُون} (الآية "4" من سورة الأعراف "7" ).
(2) أنْ تكونَ الحالُ مُؤكِّدَةً لمضمُون الجُمْلَةِ نحو: { ذَلِكَ الكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ} (الآية "2" من سورة البقرة "2" ).
(3) الجُمْلَةُ الماضَوِيَّة الوَاقِعَةُ بعدَ "إلاَّ" نحو: { وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إلاَّكانُوا به يَسْتَهْزِئُون} (الآية "11" من سورة الحجر "15" ).
(4) الجملةُ المَاضَوِيَّةُ المَتْلُوَّةُ بـ "أو" نحو "لأُصَادِقَنَّهُ غَابَ أو حَضَرَ".
(5) الجُمْلَةُ المُضَارِعِيَّةُ المَنْفِيَّةُ بـ "لا" نحو: { وَمَا لَنَا لا نُؤْمِنُ باللَّهِ} (الآية "84" من سورة المائدة "5" ) ومنه قوله:
ولَوْ أنَّ قَوْماً لارْتِفَاعِ قَبِيلَةٍ * دَخَلُوا السَّمَاءِ دَخَلْتها لا أُحْجَبُ
(6) المضارِعيَّةُ المنفِيَّةُ بـ "مَا" كقوله:
عَهِدتُكَ مَا تَصْبُو وفِيكَ شَبِيبَةٌ * فَما لَكَ بَعْدَ الشَّيْبِ صَبّاً مُتَيَّما
(7) المُضَارِعيَّةُ المثبتَةُ التي لم تَقْتَرِنْ بـ "قَدْ" نحو: { وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ} (الآية "6" من سورة المدثر"74") . و "قدِمَ الأَمِيرُ تُقَادُ الجَنائِبُ بَيْنَ يَدَيْهِ" وأما قَوْلُ عَنْتَرَةَ:
عُلِّقْتُها عَرَضاً وأَقْتُلُ قَوْمَها * زَعمْاً لَعَمْرُ أََبِيكَ لَيسَ بمَزْعَمِ
فالواوُ عاطِفَةٌ، والمُضارِعُ مُؤَوَّلٌ بالماضي، أي وقتلتُ قَوْمَهَا، أو الواوُ لِلْحال، والمُضَارِعُ خبرٌ لِمُبْتَدأ محذوفٍ تقديرُهُ، وأنا أَقْتُلُ قَوْمَها.
-14 حَذْف عَامِلِ الحالِ جوازاً:
قد يُحذَفُ عَامِلُ الحَالِ جَوازاً لِدَليلٍ حَاليٍّ كقولك لقَاصِدِ السَّفَرِ "راشِداً" أي تُسَافِر. وللقَادِمِ من الحَجِّ "مَأجُوراً" أي رَجَعْتَ، أو دَليلٍ مَقَالِيٍّ، نحو: { فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أو رُكْبَاناً} (الآية "239"من سورة البقرة "2" ) أي صلُّوا، .




هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني