الموضوع
:
أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية.
عرض مشاركة واحدة
11-26-2011, 11:49 AM
المشاركة
77
ايوب صابر
مراقب عام سابقا
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7857
المشاركات:
12,768
من ورشة عمل في مجال القصة اقيمت في المغرب عام 2009 :
من هو عبد الرحمن مجيد الربيعي؟
إنه كاتب عراقي وفنان تشكيلي
.
ولد سنة
1942
بالناصرية جنوب
العراق
.
بدأ الكتابة في
العشرينات من عمره، وذلك سنة
1962
بقصة
"
الخدر
"
، ومجموعة قصصية
بعنوان
"
السيف والسفينة
"
سنة
1966
، تلتها رواية
"
الوشم
"
ثم
"
وجوه
مرت
"
مجموعة بورتريهات
عراقية
.
كانت أول زيارة له
بالمغرب سنة
1976
، حيث تمكن من ربط
علاقات مع أدباء مغاربة من خلال قراءته لهم، فقد كان يجمعهم قاسم مشترك وهموم واحدة
تتجلى في التوحد واقتراب القصاصين والروائيين من بعضهم البعض، وسحق حدود التقوقع
والقطرية، من أجل الانفتاح على الآخر، خدمة لتطوير الجنس القصصي
المحبوب
.
لم يكن جيل الستينات
قطريا، وإنما يكاد يكون عربيا، فكل الذين كتبوا في تلك الفترة كانوا متقاربين في
أعمارهم وهمومهم، ومعاناتهم من أجل طرح تجاربهم، التي كانت تئن تحت ثقل الرقابة
الاجتماعية من جهة، ورقابة النقد الماركسي من جهة ثانية
.
ماهي الروافد التي استقى منها الربيعي تجربته، وما هي
المؤثرات التي طبعت كتابته؟
حدثنا الربيعي قال
:"
الكتابات الأولى
كانت كتابات تجريبية، لأننا أردنا أن نصل بها إلى نتائج معينة
..
كانت أشبه ما يكون
بمن يدخل إلى مختبر ويبدأ بالتركيب ليصل إلى نتائج متوخاة، ربما يكون النص الذي
نكتبه لا يحقق ما نريد، لكن إنصافا لهذا النص أنه حرك الماء الراكد، وعمد إلى تكسير
الوجود وتعرية واقع ليس واضحا تماما
.
ويبدو لي أن كل كاتب انتمى إلى التجريب، أنه كان متأثرا
بمنطلقات جاء منها للكتابة، هناك من أتى من الرياضيات أو العلوم أو السينما أو
المسرح، أما أنا فقد جئت إلى الكتابة من الفنون التشكيلية، وكنت منبهرا بالسريالية
التي كانت طاغية على الرسم العالمي، وبدأت أتساءل عن وعي كيف يمكن أن أكتب بطريقة
سريالية من وحي ما أراه من لوحات تشكيلية؟ أعجبت أيضا بالكولاج، اللصق أيضا كان
حاضرا في الفن التشكيلي العراقي، فحملت بعض قصصي هذه الخاصية بين
ثناياها
.
وأعترف أن لي قصصا
لم تخضع لتأثيرات خارجية
.."
يقول إن أغلب مجايليه تأثروا بالروايات والقصص الروسية،
التي كانت تصدر عن دار اليقظة بدمشق وتوزع عبر العالم العربي، فتشيخوف مثلا أثر في
كتابات كثير من الكتاب العرب
.
إلا أن مجيد الربيعي
تساءل مبكرا حول الذات والهوية، ولم يكن يريد أن يلحق اسمه بالآخر على حد
تعبيره
:
لماذا لا نحاول أن
نكتب قصصنا؟ لأننا نريد أن نمنح للقصة هوية عربية، سماها في أحد
الشهادات
:
بحثا عن قصة
أخرى
...
ما هي الأسس التي تقوم عليها نظرية الربيعي في
القصة؟
من خلال ما سبق، إن الربيعي كان يحمل هم التأسيس لقصة
مغايرة، قصة ذات سمات وملامح وهوية عربية
.
كان يحاول وجيل
الستينات تكسير الحدود الجغرافية، والتقوقعات القطرية، لخلق خطاب بجغرافية اللغة
العربية
.
فكبر الطموح عندما
كثرت المجلات التي تصدر في البلدان الأخرى
(
مصر
)
، وبدأوا يبحثون عن
منافذ أخرى، حتى لا تبقى النصوص رهينة الوسط والضغط القبلي للكتابة، كما
أسماه
.
كان يريد للنص أن
يفرض حضوره، رغما عن مسطرة النقد الماركسي التي كانت تخضع العمل الإبداعي للنظرية
أكثر مما تخضعه للقيمة الإبداعية التي يحملها، في حين كان الربيعي يريد لنصوصه أن
تكون ابنة الواقع شاهدة عليه، رافضا شحنها بالشعارات
..
هذه الرقابة جعلت بعض الكتاب والشعراء يكتبون خارج البلد،
بحثا عن هواء نقي للأدب
.
في الذات الكاتبة، الكاتب القاص رقيب على الكاتب
الروائي
رغم أن الربيعي تحدث عن انهيار الحدود الفاصلة بين الأجناس
الأدبية، التي بدأت تشهد تداخلا مهما، ولم يعد هناك جنس مستقل عن الآخر، فإنه ما
زال يتشبث بالقصة القصيرة بوصفها جنسا مميزا، بحيث يجعل منها أصل الكتابة السردية،
فليست القصة القصيرة جدا في الأصل سوى قصة قصيرة لكنها أكثر تكثيفا واختزالا
واقتصادا في اللغة، وإن أصل الرواية أيضا قصة قصيرة لكنها أكثر فضفضة، وثرثرة لغوية
بحيث أنها تستطيع أن تستوعب المسرح والقصيدة والمقالة، وتتوسع في الشخصيات والأحداث
وما إلى ذلك
..
ورغم ذلك، فالقصة لا
تعتبر عتبة للرواية، وهو ليس مع الرأي القائل إن القصة القصيرة قنطرة للمرور إلى
الرواية
.
وكاتب القصة يكون
أكثر توترا وخشية وانفعالا، أما الروائي فيكتب باسترخاء
..
وبما أن القاص فيه يراقب الروائي، فإنه، حينما كتب رواية
"
الوشم
"
، تدخل الكاتب
القاص، فحذف ما يقارب ثلثيها، تحت تأثير الإحساس الفني الذي يمتلكه القاص، لأنه
يعيش هاجس الكاتب القاص وليس كاتب الرواية
.
رد مع الإقتباس