عرض مشاركة واحدة
قديم 11-14-2011, 06:41 AM
المشاركة 126
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تاثير
اخلاق الفرد
في المجتمع
أول لبنة في المجتمع هو الفرد فبالفرد صلاحه
وبالفرد فساده والأمة النشيطة هي التي تنشط أفرادها
والأمة الخاملة هي التي تخمل أفرادها
فنشاط المجتمع بدون نشاط الأفراد تناقض
وخمول الأمة مع عدم خمول أفرادها أضداد
فهو كمرض الأعضاء مع صحة الجسم
أو صحة الأعضاء مع مرض الجسم كلاهما ممتنع
لا يكون .إذن ،
فلخلق الفرد المدخلية التامة في خلق الاجتماع
ولذا يبتدئ كل مصلح في إصلاح المجتمع
بتصقيل الأفراد وتجلية جنايا النفس الملوّثة في كل فرد فرد .
وهذا شأن الكون :
فبالقطرات يجتمع البحر
وبحبات الرمال تتكون الصحارى
وبأفراد النجوم الزواهر تتكون السماء الوضاءة
كما أن ذلك مبدأ تكون الأحزاب والعساكر
فإنها فرد ، ثم فرد ، ثم فرد
حتى يتكون حزب قوي أو جيش عزوم .
وللفرد شهوات وميول ونزوات ونزعات ،
ولا صلاح له إلا بإصلاحها وأخذ الوسط :
لا إفراط ولا تفريط ولا سرعة ولا بطء .
فكل من الكبت المطلق والحرية المطلقة
خروج عن الاعتدال وهوي في مهوىً سحيق .
لا كبت ولا حرية بل عدالة ووسط
والإسلام أول ما يعتني بالمجتمع يتوجه إلى الفرد :
يريه مواضع الزيغ والانحراف ويزين له العدل والنصفة
ثم يدعمها بترغيب وترهيب وثواب وعقاب
حفظاً للفرد ثم المجتمع عن الانهيار والبوار .
الإنسانية العامة :
الإنسان ـ كما يقال ـ اشتق من الأنس فكل فرد يأنس بالآخرين
وان اختلفوا في النوازع وتباينوا في الأفكاروتشاجروا بل وتحاربوا .
وليس لقطر أن يسخر من قطرأو يهمزه ويلمزه وإلا سخر بلد من بلد
وحي من حي ودار من دار و ـ بالآخرة ـ فرد من فرد .
وبذلك ينفصم الاجتماع ويفسد الجو ويكثر ضياع الدم والمال .
إذن فالعلاج ـ العلاج الوحيد ـ ان يترك الإنسان دواعي التبتروالانتثار .
والإسلام يحيط المجتمع بسياج من الأخلاق حفظاً له عن عبث العابثين وإفساد المفسدين
ولتبقى للأمة وحدتها وودها وألفها
فيجتاز الإنسان عقبات الطبيعة ويبني صرحاً مجيداً وحضارة إنسانية شاملةيعيش في ظلها رغداً كريماً ،
ولم التفرق ؟ ولأي علة التباغض والتشاحن ؟
ليس الجميع من أب واحد وأم واحدة ؟
وأخيراً كلهم أقرباء وأبناء عم !( إنا خلقناكم من ذكر وأنثى ... ) آدم وحواء عليهما السلام
( وجعلناكم شعوباً وقبائل ... )
تأكيداً على أواصر القرابة ووشائج النسب كل ذلك ( لتعارفوا ) لا لتناكروا وتباغضوا
هذه هي البداية والختام واحد :
( إن أكرمكم عند الله أتقاكم )
وقد جعل الإسلام للحياة الجماهيرية الفضلى حدوداً وأعلاماً
إن اتبعها المجتمع فقد أفلح
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
حميد
عاشق العراق
14
11
11
الاثنين 18 ذو الحجة 1432

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي