يوم الصمود ......... يوم الأسير
يوم الصمود
يوم الأسير
بقلم :عزت فائق أبوالرُّب
فلسطين/ جنين
آن الأوان لهذا العدو الغاصب المحتل أن يغور، و يرحل عن أرضنا وسمائنا ومائنا وهوائنا، ويتركنا لأحلامنا وآمالنا.فإنه مهما قتل وجرح وسجن، وسلب ونهب وصادر،وطمس وشوّه وزوّر، وجرّف وقلّع وهدّم،وشرّد وهجّر وأبعد،لن يمحوَ تراثنا وتاريخنا وهوية ترابنا. وذاك الجدار العنصري البغيض، لن يصنع له هوية ً على أرضنا .فالطحالب لا جذور لها ،وستصير عاجلاَ أم آجلاَ خبراَ يباباَ يلقى به في سلة الغابرين مع الهكسوس والفرس والإغريق والرومان والمغول والتتار .وتبقى فلسطين كنعانية الأرومة عربية الهوية ، عصيةَ على الغزاة الغاشمين الطامعين بإرث كنعان الذي شيّد بيسان وعسقلان وعكا وحيفا والخليل وبيت لحم.
تلك أمة ٌباقية،لا تذوب ولا تذاب، ولن يعقم رحم أرض كنعان أن ينجب فوارس يبذلون المهج والأرواح فدىً للقدس ويافا والخليل.وقد سطّر أسرى الحرية ورسل الإنسانية في أنبل معركة سلمية ضد الاحتلال الصهيوني أسمى درجات التضحية والفداء، وإنه لشرف عظيم لنا أن نصطف خلفهم في معركة الأمعاء الخاوية، ولا نقف عند الدعاء والبكاء ولوْم الآخرين، ونشغل أنفسنا بجعجعةٍ من غير طحن. بل نبادر إلى ما يعزز شوكتهم قولاً وفعلاً . وليس بصعبٍ أن يجسِّد كل فردٍ ذلك بأفعالٍ بسيطة، تصدر من إيمانه ووعيه الذاتي بأنه شريكٌ في معركة التحرر الوطني، ومهما كان الفعل الذي يقوم به صغيراً، فإنه يكسبه شعوراً بأنه جزءٌ من أمته، يشاركها أفراحها وهمومها ومواقفها. فما بالك إذا اتخذ موقفا حازما تجاه عدوه وحرّم على نفسه أي منتوجٍ لهذا العدو مهما قلت قيمته، ويعزف عنه إلى غيره، ما كان ذلك ممكنا. عند ذلك ترقب النصر و زوال الاحتلال، واعلم أن صفّك موحّد ولست في المعركة وحدك.
وهناك الكثير من المواقف التي توثِّق عرى الأَلفة والتضامن، وتشيع التراحم والتواد بيننا،وتنشر الروح العيْليّة محل الروح الفردية والقبلية. وعلى سبيل المثال: لو جعلنا يوماً في كل شهر بعنوان:{ يوم الصمود}، نمد فيه يد العوْن المادي والمعنوي لفئةٍ من فئات المجتمع الفلسطيني، وتساهم فيه بنسبٍ متفاوتة كل شرائح المجتمع بقطاعيه العام والخاص.وليس بعيدا مناً (قرش الأسبوع) الذي كان يدفعه الطالب أسبوعياً دعماً للثورات العربية ضد الاستعمار،ونحن اليوم بأمس الحاجة لمثل هذا التعاون، وقديما قال المثل الفلسطيني : (صرارة بتعين حجر) فما يضير لو خصمنا شهرياً من راتب الموظف1% ومثلها أو قريبا منها من التاجر والمحامي ...المزارع ...البائع...المهندس...الطبيب... والصانع وجعلنا ريع الشهر الأول للأسير مثلا، ويليها ريع الشهور تباعا للجريح ...الشهيد ...الأصم ...الكفيف... المعاق ... اليتيم...المسن ...الطالب...الممسوس... المريض ...والمشرد.
هؤلاء ضمير الأمة بحاجةٍ إلى وقفةٍ حقيقيةٍ جادة، لا تقوم على الظواهر البراقة والجلبة والصياح. فإن لم تستفزنا وتوحدنا تلك الجراح والآلام فلتوحدنا المصلحة العامة، وما لم نشعر شعورا جماعياً بحاجتنا إلى التساند والوحدة فالطريق وعرٌ وطويلٌ طويل.ولا يحق لنا، وعيب علينا أن نلوم من لا يتعاطف معنا وينتصر لنا، إذ نحن أولى بالانتصار لأنفسنا، ولا يبرئ من المسؤولية عامل وتاجر ومزارع وبائع وطبيب ومعلم ومدير ووزير.وتذكر بأن حب الأوطان تلتقي فيه جميع الأمم، ولكن الوعي العام المتيقظ هو الفرق بين الناس في التعبير عن الحب.
التعديل الأخير تم بواسطة عزت فائق ابوالرُب ; 11-11-2011 الساعة 09:50 PM
سبب آخر: خطا مطبعي